أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: صيف ساخن وشتاء بارد وجفاف.. عالم فى مواجهة حزمة أزمات

الأحد، 21 أغسطس 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواجه العالم بكل أركانه صيفا ساخنا على كل الأصعدة، فلم يكد ينتهى من تداعيات جائحة كورونا، حتى التحم بالحرب فى أوكرانيا، واجتمع التضخم مع انقطاعات سلاسل النقل، وارتفاعات أسعار الطاقة والغذاء ومستلزمات الإنتاج، وتقترب أوروبا من شتاء قارس فى ظل ردود الفعل الروسية على العقوبات ضد موسكو، بجانب غضب الأرض بسبب التغيرات المناخية، والذى أدى لجفاف وحرائق، تمتد تأثيراتها على كل مناحى الحياة، وفى الوقت الذى يجد الخبراء صعوبة فى رسم سيناريوهات التعامل ومواقيت انتهاء أو تراجع التأثيرات، تلجأ أغلب الدول والحكومات إلى إجراءات ترشيد للتعامل مع أزمة متعددة العناصر.
حيث تجتمع لأول مرة منذ عقود، تأثيرات فيروس كورونا، وحرب أوكرانيا، وأخيرا التغيرات المناخية، والتسوق تنعكس على أنظمة الأغذية والزراعة، وتضاعف أكثر موجات التضخم خلال قرن كامل، لتقفز أسعار الغذاء العالمية منذ منتصف عام 2020 وتتراكم لتمثل إحدى أكبر الأزمات الوجودية، لدرجة أن تقريرا لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو» يتوقع أنه فى حال استمرار الحرب فإن عشرات الملايين سيعانون من الفقر والجوع. 
 
تضاف لذلك أزمة الوقود التى تضرب أوروبا فى انتظار الشتاء المقبل، وتوصل بحث جديد إلى أن ثلثى الأسر فى المملكة المتحدة «ما يقدر بنحو 45 مليون بريطانى» سيعانون من «فقر وقود» بحلول يناير المقبل، بينما يكافحون لدفع فواتير الطاقة المستمرة فى الارتفاع، وفقا لدراسة أجرتها جامعة يورك، حول فقر الوقود، ونشرتها صحيفة الإندبندنت، ستغرق نحو 18 مليون أسرة فى حالة من عدم الاستقرار المالى بسبب ارتفاع فواتير الغاز والكهرباء، وفى ألمانيا، بدأت العديد من الولايات بالدوائر الحكومية والمؤسسات والمرافق العامة باعتماد تقليص استهلاك الطاقة، وتوعية الناس بضرورة تقليل استهلاكهم، فى مسعى استباقى للحد من أزمة شح الطاقة، الخانقة المتوقعة مع حلول هذا الشتاء.
 
ووجدت الدراسة الجديدة أن 86.4% من المتقاعدين فى المملكة المتحدة سوف يقعون فى فقر الوقود، والذى يُعرف بأنه يدفع أكثر من 10% من الدخل على الطاقة، بحلول يناير، وتتوقع الدراسة أن نحو 90.4% من الأسر ستعانى فقر الوقود، وبجانب أزمة الوقود تأتى أزمة الجفاف، التى تضرب بعض دول أوروبا وأمريكا الشمالية، وفى الولايات المتحدة أعلن الرئيس جو بايدن موازنة لإعادة استخدام المياه، خاصة بعد زيارة عدد من نواب الكونجرس للولايات الوسطى والجنوبية، بهدف ‏معالجة أزمة الجفاف المتفاقمة وتوسيع الوصول إلى مياه الشرب النظيفة للأسر والمزارعين والحياة البرية.‏ 
وفى باريس، تشير تقديرات الحكومة الفرنسية إلى أن البلاد تتعرض لأسوأ موجة جفاف على الإطلاق، حيث أثرت اضطرابات الطقس على المزارعين ، وتم فرض قيود على المياه فى البلاد، وأفاد المزارعون بأنهم يكافحون لإطعام مواشيهم بسبب المراعى الجافة، وحسب موقع فرنسا 24، شكلت الحكومة الفرنسية مجموعة أزمات للتعامل مع الجفاف، الذى يعد هو الأسوأ على الإطلاق، وطلبت البرتغال بحسب تقرير لمجلة دير شبيجل، مثل بولندا وهولندا وفرنسا، من مواطنيها تقليل استهلاكهم للمياه، فيما يتم قطع المياه عن مناطق فى إسبانيا وبعض دول أوروبا، ترشيدا للاستهلاك ومعالجة للجفاف. 
 
العالم أمام مجموعة من الأزمات تجتمع معا لأول مرة، خاصة أوروبا التى تستعد لشتاء صعب، وتضطر إلى إجراءات استباقية، للتعامل مع أزمة مزدوجة، وسط توقعات بأن يتأثر إنتاج الحبوب والغذاء بالجفاف والتغيرات المناخية، فى وقت تضغط أزمة الحرب فى أوكرانيا، دون أفق للخروج.
 
p
 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة