هناك مشروعات مهمة انطلقت لكن للأسف لم تكتمل، منها مشروع "الكتب خانة" الذى كانت قد أطلقته دار الكتب والوثائق القومية من قبل ثم توقف.
وأعتقد أن هذا المشروع انطلق فى عام 2016 فى وقت كان يشغل رئيس دار الكتب والوثائق القومية الدكتور محمود الضبع، ويومها أشدنا بهذه الفكرة وقلنا إنه "إنجاز مهم وضرورى".
يومها كان عدد الكتب المعدة للرفع على الموقع نحو 12 ألف كتاب، بينما عدد الكتب التى تم رفعها بالفعل يقارب الـ500 من تراث مصر البحثى والإبداعى، حدث ذلك فى يومين فقط، وهذه الكتب المتاحة كان أغلبها مجانيا، فيما عدا بعض الإصدارات المهمة، التى سيتم إتاحتها مقابل مبلغ مالى يتم دفعه إلكترونيًا.
بالطبع رقمنة هذه الكتب ورفعها خدمة جيدة، هذه الخدمة لا يجب أن تكون كلها على مزاجنا الفكرى، فليس على أهل اليمين أن يقوموا بعدّ كتب أهل اليسار ثم يقارنوا نسبتها على الموقع بالكتب الدينية أو العكس، إننا نتحدث عن تراث فكرى لبلد عظيم له تاريخ طويل من التفكير الصائب وغير الصائب.
لكن هذا المشروع المهم توقف بمناسبة أنه نشر كتابا متطرفا، بما يحتويه الكتاب من فكر إرهابي، ورأى البعض أن هذا يعنى أن "الكتب خانة" تنشر الكتب المتطرفة، وقامت الهيئة بحذف الكتاب والتحقيق مع من ارتكب هذا الجرم، ثم لم نعد نسمع شيئا عن المشروع نفسه.
وأنا حقيقة لا أعرف هل توقف المشروع، هل تراجع الحماس له بعدما رحل الدكتور محمود الضبع عن رئاسة الدار، لا أعلم حقيقة لكن أتمنى لو يعاد النظر إلى هذا المشروع مرة أخرى ونرى الـ12 ألف كتاب منشورة، وإن كانت منشورة أن يلقى عليها الضوء حتى يعلم الناس.
أتمنى من الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، أن تلقى نظرة على هذا المشروع، وأنا واثق أنها ستجد أنه يستحق العودة للحياة من جديد.