أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة عمر المختار الليبية يوسف الفارسي أن ليبيا أمام انسداد سياسي غير معهود مع تضارب المصالح الإقليمية والدولية وكذلك على المستوى المحلي، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي دفع نحو إنجاح الاستحقاق الانتخابي لكنه فشل في تحقيق هذا الخيار خلال الفترة الأخيرة.
ولفت "الفارسي" فى تصريحات صحفية إلى أن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا ستيفاني وليامز قد نجحت في جمع الأطراف للدفع نحو إجراء الانتخابات لكن الخلافات حول الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات أفشل الأمر، مشيرا إلى وجود تعثر في المسار الأمني بشكل كامل نتيجة الانقسامات والصراع في طرابلس مع محاولة الميليشيات لإفشال المسار السياسي والعسكري واجهاض اجراء الانتخابات.
إلى ذلك، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الثلاثاء، عن قلقها البالغ مما يجرى من تحشيد للقوات وتهديدات باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية في ليبيا، داعية إلى وقف التصعيد على الفور.
وأكدت البعثة الأممية أن الانسداد السياسي وجميع أوجه الأزمة التي تحيق بليبيا لا يمكن حلها بالمواجهة المسلحة، وأن حل هذه القضايا لا يأتي إلا من خلال ممارسة الشعب الليبي لحقه في اختيار قادته وتجديد شرعية مؤسسات الدولة عبر انتخابات ديمقراطية، مشددة على مواصلتها العمل مع المؤسسات الليبية المعنية وجميع الجهات الفاعلة لإعادة العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح في أقرب وقت ممكن، داعية لوقف التصعيد على الفور، واعتبرت أن استخدام القوة من جانب أي طرف أمر "غير مقبول ولن يؤدي إلى أي نتيجة من شأنها ضمان اعتراف المجتمع الدولى".
