تعانى أوروبا من أسوأ موجة جفاف تواجه القارة، والتي وصلت أيضا إلى أمريكا اللاتينية بسبب عدم نزول الأمطار في مناطق مختلفة، وأصبحت تعانى القارة اللاتينية من عواقب الجفاف المطول الذى يتراوح بين 30% و90% ، وهو ما سيؤدى إلى اتخاذ إجراءات حكومية.
تشيلى
وأكدت دراسة أجراها المرصد العالمى للجفاف أن متوسط كميات هطول الامطار انخفضت بنسبة بين 30% إلى 90% ، في بعض الدول منها فنزويلا والإكوادور وبيرو وجنوب تشيلى والأرجنتين.
وترجع ندرة المياه في أجزاء مختلفة من المنطقة إلى تقلص الأنهار الجليدية والجفاف، ويشير تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ، نُشر في يوليو الماضي، إلى حدوث خسارة في سطح الأنهار الجليدية بنسبة 30% في جبال الأنديز الاستوائية ، و 50% في بيرو ، مقارنة بعام 1980.
من ناحية آخرى، كان الجفاف الشديد في جنوب الأمازون ومنطقة بانتانال ، هو الأسوأ في الـ 50 عاما الماضية.
وقالت صحيفة الباييس الإسبانية إن صحراء أتاكاما الأكثر جفافا في العالم بدأت تتجه الى جنوب تشيلى بسبب تغير المناخ ، حيث انخفاض الامطار وصل إلى 80% وأصبحت التوقعات لهذا العام متشائمة إلى حد كبير.
الجفاف فى امريكا اللاتينية
وأشارت الصحيفة إلى أن تشيلى أكثر دول أمريكا اللاتينية التي تعانى من حالة جفاف كبير والذى يعد الأطول حيث أنها تعانى من ذلك الجفاف منذ حوالى 13 عاما ، ولكن هذا العام الأكثر حدة.
وقال جابريل مانشيلا، المدير التنفيذي لمركز المياه للمناطق القاحلة وشبه القاحلة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى ، مقرها في تشيلى ، أنه على مستوى أمريكا اللاتينيةفإن تشيلى أكثر الدول التي تأثرت بموجة الجفاف التي تعانى منها القارة حيث أنها تعانى من هذا الجفاف منذ سنوات وعلى الرغم من أن نسبة الجفاف في السنوات الماضية لم تكن بشكل كبير إلا أن زيادة الطلب على المياه هو ما يجعها اكثر الدول تأثرا بالجفاف.
وأثر الجفاف الذي طال أمده في حوضي بارانا وريو دي لا بلاتا بشكل رئيسي على محاصيل الذرة وفول الصويا، بين عامي 2020 و 2021 ، انخفض محصول الحبوب بنسبة 2.6٪ في أمريكا اللاتينية مقارنة بالموسم السابق ، وفقًا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
أما في الأرجنتين ، تأثر محصول فول الصويا بندرة المياه، حيث انخفضت مياه الرى إلى 60% وهو ما يؤثر على الزراعة بشكل واضح في الأرجنتين خاصة محاصيل الفول الصويا.
وتعمل حكومات دول أمريكا اللاتينية في الوقت الحالي إلى الاعداد لبرامج مخصصة للتعامل مع حالات الجفاف ، وذلك بسبب نقص الامطار في الوقت الذى ترتفع فيه درجات الحرارة .
ولجأت دول أمريكا اللاتينية إلى العديد من الإجراءات لتوفير المياه ، حيث أنه في مونتيرى المكسيكية ، أصبح هناك تقنين للمياه ، وحظرت سانتياجو دى تشيلى نباتات الزينة ، من أجل توفير مياه ريها ، أما بنما فإنها بدأت في بناء مئات الآبار.
الجفاف يصل امريكا اللاتينية
وفى بوليفيا، أدت موجة الجفاف إلى اندلاع العديد من الحرائق ، وأعلنت مقاطعة سانتا كروز ، أكبر منطقة في بوليفيا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان ، "إنذارًا أحمر" بسبب الزيادة "المطردة" في حرائق الغابات ، وطلبت من بلدياتها تفعيل "استجابة فورية" لمنع انتشاره.
وأشار وزير التنمية المستدامة والبيئة، جوني روجاس، إلى أن "80٪ من مقاطعة سانتا كروز معرضة لخطر كبير من حرائق الغابات".
وقال مسؤول من محافظة سانتا كروز لوسائل إعلام محلية "أعلنا حالة التأهب الحمراء للفترة الحرجة التي تشهد زيادة حالات الطوارئ" ووجدنا أنفسنا "نواجه زيادة هائلة في حالة الطوارئ بسبب حرائق الغابات".
وبالمثل ، أصدرت حكومة سانتا كروز الإقليمية تعليمات إلى السلطات القضائية التابعة لها لتفعيل حالات "الاستجابة الفورية" لمواجهة الطوارئ واتخاذ إجراءات "لاحتواء" الحرائق وتجنب الكوارث "الضخمة".
في تقرير حديث ، أبلغت حكومة سانتا كروز عن 77 مصدرًا جديدًا للحرق بالإضافة إلى 1531 مصدرًا تم تحديدها في أغسطس ، بينما بلغت حرائق الغابات المتراكمة هذا الموسم أكثر من 15700.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة