الآثار الدينية مردودها إيجابي على توافد السياح من كافة الدول، لارتباط هذه الآثار بمعتقدات ترسخت داخل النفوس، وعلى الرغم من صغر محافظة بورسعيد إلا أنها تحتوي على عدد من هذه الآثار والتي من بينها إحدى أكبر الكنائس بها والتى تأسست 27 مارس عام 1863 وتم افتتاحها 1890، وتعرف باسم "سانت أوجينى".
تاريخ الكنيسة
قال الأب صموئيل فايز - راهب فرنسيسكاني بورسعيد، ومسئول كنيسة سانت أوجيني، إن الكنيسة تنتمى للأقباط الكاثوليك الذين كانوا يعيشون فى بورسعيد منذ 1956 من الإيطاليين واليونانيين وبعض الجنسيات العربية من لبنان وسوريا والأردن، وكان يبلغ عددهم أكثر من 200 أسرة ثم عادوا إلى بلادهم، مضيفًا أن هناك تواصل مع الجاليات الأجنبية التى كانوا موجودين بالفعل وتمنحهم بيانات رسمية للممارسات الطقسية المتمثلة فى الزواج والوفيات من خلال الأرشيف الذى يحمل بيانات رعاياها من الكاثوليك.
موقعها
وأكد الأب صموئيل فايز، أن الكنيسة تقع في مكان مميز جدا بمحافظة بورسعيد، فهي بحي الشرق - أحد أرقى الأحياء، والذي يبعد أمتار قليلة عن المجري الملاحي لقناة السويس مكان عمل الأوروبيين في ذلك الوقت، والذين كانوا يعملون في القناة.
قصة بناء الكنيسة
أشار الأب صموئيل، إلى أنه فى 27 مارس 1867 تنازلت إدارة شركة قناة السويس للآباء الفرنسيسكان عن قطعة أرض لبناء كنيسة أخرى للكاثوليك ببورسعيد والتى عرفت فيما بعد بكنيسة سانت أوجينى وبعد إتمام بناء الكنيسة الأولى من الخشب 1875 قام بتدشينها المطران "لويجى شورشيا " باسم القديسة أوجينى الشهيدة العظيمة وهو أيضا أسم امبراطورة فرنسا وتم بناء الكنيسة الحالية من الحجر، وقام المطران "جويدو كوربيللى" بتكريس الكنيسة حيث قام بوضع تصميمات الكنيسة والأشراف على التنفيذ المهندس الإيطالى "ادوارسيبيك".
الطراز المعماري
وأضاف، أن الكنيسة شيدت على الطراز الأوروبى الذى يجمع بين عناصر الطراز الكلاسيكى الجديد وطراز عصر النهضة المستحدث، كما صممت على الطراز البازيلكى أقدم الطرز المعمارية فى تخطيط الكنيسة أنه نمط معمارى مقتبس من "البازيليكا الرومانية المعابد الرومانية" وقسمت الكنيسة بواسطة مجموعة من الأعمدة إلى ثلاث أروقة عمودية على ما يسمى منطقة المذبح الرواق الأوسط أكثرها اتساعا ويسمى بالرواق الكبير وفى نهايته توجد الحنية الرئيسية.
محتوياته وتكوينها
وتضم كنيسة "سانت أوجيني" ببورسعيد، لوحات أثرية أصلية بتوقيعات الرسامين مضى عليها أكثر من مائة عاما وتماثيل نادرة تعود للعصر الـ19 بالإضافة لأقدم أورج على مستوى الكنائس بمصر وحوض البحر المتوسط، كما أنها تحتفظ بكامل عناصر تخطيطها الأصلى فهى عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط منتظمة الأبعاد تبلغ مساحتها الكلية 912،8 متر تم تقسيمها إلى ثلاث أروقة أوسعها الرواق الأوسط.
وأوضح مسئول كنيسة سانت أوجيني، أن التخطيط اتسم بالتماثل والتناظر من حيث النوافذ المحورية على جانبى الرواق الأوسط كما يتفق الرواقان الشرقى والغربى فى الاتساع والعمق بجانب " الهيكل " الذي يقع فى الاتجاه الجنوبى، بالإضافة للخدمة الطقسية داخل الكنيسة فقد استغلت 6 دخلات منها 3 بالجدار الغربى و3 بالجدار الشرقى فى وسط مذابح يعلو كل منها أيقونة أو تمثالاً لأحد القديسين المكرسين بالكنيسة.
القديسة أوجيني
أوضح الأب صموئيل فايز - راهب فرنسيسكاني بورسعيد، ومسئول كنيسة سانت أوجيني، أن القديسة "أوجيني" التي ضحت بجمالها وكل ما لديها من جاه، حيث نشأت فى سنة 245 ميلادية بمدينة الإسكندرية التى كانت تعتبر من أكبر مدن العالم الرومانى ومقرا فى ذلك الوقت لكرسى مارمرقس وكان يفد إليها التجار من الشرق والغرب وكانت ابنة الملك فليب حاكم القطر المصرى وتم قطع رأسها بحد السيف لأنها رفضت عبادة الأوثان .
تم إدراج كنيسة سانت أوجينى ضمن سلسلة الآثار الإسلامية والقبطية لما تتمتع به من طراز معمارى مقتبس من المعابد الرومانية، وأيضا طراز فريد الآثار داخل محافظة بورسعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة