يواصل المزارعون الهولنديون الاحتجاج على خطط الحكومة لخفض الانبعاثات، والتي ستشهد اضطرار أكثر من نصف المزارعين للتخلص من ماشيتهم، أو تقليص حجمها بشكل كبير.
وأغلق المزارعون في هولندا مراكز توزيع الأغذية والطرق الرئيسية بمئات الجرارات، بالإضافة إلى حشد الجموع خارج التجمعات الإقليمية ومنازل الوزراء، احتجاجًا على الخطط الحكومية لخفض انبعاثات الأمونيا وأكاسيد النيتروجين وأكسيد النيتروز، بعد أن أعلنت ضرورة قيام المزارعين بتقليص حجم ماشيتهم.
ومن جهته، أعلن المجتمع الهولندي دعمه للمزارعين، من خلال تعليق العلم الهولندي رأسًا على عقب على طول الطرق والجسور والمباني داخل هولندا.
تأتي الاحتجاجات الأخيرة في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات عن خطة جذرية للحد من الزراعة المكثفة، مع تخفيض بنسبة 30 إلى 50٪ في أعداد الماشية في جميع أنحاء هولندا، في محاولة لتحقيق الأهداف البيئية بحلول عام 2030.
لكن إعلان التخفيضات جلب معه موجة انتقادات من المزارعين، الذين يقولون إن الخطط تستهدف قطاع الزراعة الهولندي بشكل غير عادل.
وتم التطرق لأول مرة إلى تقييد قطاع الزراعة في جلسات الإحاطة البرلمانية، حيث أثيرت مخاوف لأن هولندا لديها سابع أكبر عدد من الماشية في الاتحاد الأوروبي، ولكنها دولة صغيرة نسبيًا، وبالتالي لا تمتلك مساحة كبيرة للتخلص الفعال من النفايات الناتجة عن مزارع الماشية.
وجذبت الاحتجاجات الاهتمام الدولي، حيث سلطت الجماعات اليمينية الأمريكية الضوء على الحركة الهولندية كدليل على رد الفعل العنيف ضد السياسات البيئية، حتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أشاد بالمزارعين الهولنديين في تجمع حاشد في فلوريدا الشهر الماضي لمحاربة "الاستبداد المناخي".
ينبع الإجراء الهولندي من قرار أصدرته المحكمة العليا في البلاد عام 2019 ، والذي قضى بعدم إمكانية إصدار المزيد من التصاريح لانبعاث النيتروجين لأن البلاد انتهكت قوانين حماية الطبيعة في الاتحاد الأوروبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة