يجلس وسط تحفة فنية يشاهدها الزبائن والمارة كلما نظروا إليها، لتفوح من المكان رائحة الماضي وأصالة الحاضر، فرغم مرور عشرات السنوات علي وفاة والده إلا أنه ورث المهنة وأحب العمل فيها، ليصبح من أشهر مصلحي الساعات في قنا ، ويستمر العطاء والمسيرة التي بدأها والده وأمده بخيوط وأسرار الصنعة التي علمها لأبنائه أيضًا، فهنا في شارع الجنينة بنجع حمادي يتواجد العم محمد سليمان عسقلاني، الساعاتي الذي أشتهر بحرفيته وحبه للمهنة والاستمتاع بما يقدم وتصليح الساعات بأسعار مناسبة للزبائن.
يجلس العم محمد ساعات أمام مكتبه ممسكًا عددًا من الساعات التي تحتاج إلي التصليح، ينظر إليها بدقة ليعرف سبب العطل والإيقاف عن العمل، ثم يبدأ في التصليح بدقة حتي لا يعود العطل مرة أخرى، فآلاف الساعات استقرت في يد العسقلاني لتكسبه خبرة كبيرة في ذلك المجال، فمن الساعات الرجال إلي الحريمي، ومن الساعات الرخيصة إلي الباهظة الثمن، عمل العم محمد فيها بمحله الصغير الذي كان يستأجر في السابق بـ 15 قرشًا.
وبعمر 8 سنوات بدأ العم محمد الذهاب إلي المحل مع والده والنظر إليه وعما يفعله حتي أصبح تصليح الساعات هي المهنة الأساسية له، يعشقها لتعطيه كل ما تملك ويهواها ليبدع فيما يقدمه للزبائن، ورغم عروض العمل في الوظائف الحكومية، إلا أنه فضل الاستمرار في الصنعة حتي تزوج وأنجب أبناء علم عدد منها الصنعة لكي تستمر ويتوارثها الأجيال.
قال العم محمد سليمان عسقلاني، إنه بدأ العمل في الصنعة منذ وقت مبكر فقد ورثها عن والده الذي عمل فيها منذ ما يزيد عن 100 عام، وكذلك علم تلك الصنعة إلى أبنائه ويتواجد بشارع الجنينة في نجع حمادي، حيث كان أصل إيجار المحل وقتها لا يتعدي 15 قرشًا، كما أن رغم المهنة مصدر رزقه وعمله، إلا أن يهوي تصليح الساعات وأصبحت رفيقه ودربه علي مدار سنوات وونيس وحدته.
وأوضح عسقلاني، أنه بعد انتهاء خدمة الواجب الوطني ومشاركته في حرب 1973، حصل علي فرصة للالتحاق بوظيفه في المجال الحكومي لكنه رفضت واستمر في الصنعة أبنائه تلك المهنة، لافتًا أن المهنة تتطلب الصبر والأخلاق وتحمل التعامل مع الآخرين، وغير ذلك لا تصلح أن تكون ساعاتي، وكذلك الأمانة والحافظ علي ساعة الزبون حتي تسليمها له.
وتابع العم محمد، أنه يحتفظ بعدد كبير من الساعات القديمة، منها الساعات التي كانت تعلق في الجيب ويصنع لها الخياط مكان مخصص، وأصبحت تلك الساعات تحف في الوقت الحالي مع تقدم الوقت، فهناك أشخاص يلبسونها للعمل وللصلاة وكذلك كنوع من الوجاهة، وقديما كان من الممكن ألا تجد ساعة في بلد كاملة، موضحًا أن تصليح الساعات القديمة أسهل من الساعات الجديدة، فالجديدة عبارة عن أشياء دقيقة تحتاج إلي مهارة.
ولفت العم محمد عسقلاني، أن المحل يحتوي علي كاسيت قديم ومجموعة من الشرائط القديمة التي يحب أن يستمع لها ومعظمها قرآن كريم، وهناك ساعة طولها مترين و40 سم وهى أقدم ساعة في الصعيد ومن الممكن أن تكون أقدم ساعة في مصر، محتفظ بها في المنزل وتعمل بشكل بدائي، واحتفظ بها والده منذ سنوات في المحل قبل الاحتفاظ بها في المنزل.
أقدم صورة بالمحل
العسقلاني أثناء التصليح
ساعات قديمة بالمحل
محل الساعات
محل ساعات العسقلاني
محل محمد العسقلاني
محمد العسقلاني
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة