تعانى أمريكا اللاتينية من تضخم واضح فى الآونة الأخيرة وذلك بسبب الحرب فى أوكرانيا وما تبعها من أزمة اقتصادية، والأزمة الصحية بسبب فيروس كورونا، ويرى صندوق النقد الدولى أن التضخم فى أمريكا اللاتينية سيكون الأعلى فى السنوات الخمس والعشرين الماضية، وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من الخبراء يرون أن البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية ستنقذ القارة من الغرق فى التضخم.
وأشار عدد من الخبراء أن البيتكوين يعتبر من العملات الرقمية التى تنقذ أمريكا اللاتينية من الغرق فى التضخم، حيث إنها خالية من سيطرة الحكومات والبنوك المركزية.
على الرغم من أن التضخم كان أحد الركائز التى أعاقت تقدم اقتصاد أمريكا اللاتينية بشكل عام لسنوات عديدة، فقد تكثف وجوده مؤخرًا حتى فى البلدان التى أظهرت مزيدًا من الاستقرار، حسبما قالت صحيفة "كريبتو نوتثياس" الإسبانية.
وفى السنوات الأخيرة، فى السنوات الأخيرة، حظت العملات الرقمية بشعبية كبيرة فى سوق الاقتصاد العالمى، برزت العملة الرقمية كوسيلة دفع فى العديد من المجالات كالعقارات والمطاعم والمقاهى وغيرها، كما عززت العملات الرقمية تواجدها فى مجال التجارة الإلكترونية، حيث ساعدت الخصائص التى تتمتع بها العملات الرقمية فى جذب اهتمام تجار وشركات التجارة الإلكترونية لاعتمادها كوسيلة دفع.
كشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة Deloitte , أن غالبية التجار مهتمون بالعملات الرقمية كوسيلة لتسوية المدفوعات، كما أنهم يسعون بجد لتكريس هذه الوسيلة.
وأشارت صحيفة كلارين الأرجنتينية إلى أن العملة الرقمية ستلعب دورا هاما كدعاية للترويج والتسويق لمنتجات العديد من الشركات الإلكترونية وجذب المزيد من المستخدمين.
التضخم
وأشارت صحيفة كريبتو نوتثياس الإسبانية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى إلى أن بنما، التى كانت تتمتع بواحد من أكثر الاقتصادات استقرارًا فى المنطقة، شهدت احتجاجات على ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة، حيث أن الوقود هو العنصر الذى يعكس زيادة كبيرة، بعد ارتفاع سعره بنسبة 47٪ بين يناير ويوليو 2022.
وأيضا الأرجنتين هى إحدى الضحايا الأكثر تضررا من التضخم فى أمريكا اللاتينية فى السنوات الأخيرة، ووفقًا للخبير الاقتصادى لويس بالما كان، فإن ظاهرة التضخم فى الأرجنتين ترجع إلى "فائض الاقتصاد الكلى فى إصدار النقود على الطلب"، بعبارة أخرى، قام البنك المركزى لجمهورية الأرجنتين بطباعة أموال أكثر مما ينبغى، مما يجعل قيمة العملة أقل وأقل.
من جهتها، عكست كولومبيا فى يوليو الماضى تضخمًا سنويًا بلغ 10.2٪ مقارنةً بشهر يوليو 2021، وكان قطاع الغذاء هو القطاع الأكثر تضررًا، على الرغم من ذلك، فإن نمو الناتج المحلى الإجمالى فى هذا البلد قد ساعد فى مكافحة آثار التضخم على المواطنين.
بالنسبة لصندوق النقد الدولى (IMF)، ستقدم منطقة أمريكا اللاتينية هذا العام أعلى مستويات التضخم فى السنوات الخمس والعشرين الماضية. هذه تتوافق مع 12.1٪ لعام 2022 و8.7٪ لعام 2023.
البتيكوين تنقذ أمريكا اللاتينية من التضخم
ويعتبر أحد أسباب التضخم، هو إصدار الأموال العشوائى من قبل الحكومات والبنوك المركزية، ولكن البتكوين لا تعانى من هذا الأمر وهو ما يجعلها الأنسب لإنقاذ القارة من الازمة الاقتصادية التى تمر بها.
ويرى الخبراء أنه مع استمرار زيادة اعتماد بيتكوين فى أمريكا اللاتينية سيزداد الطلب عليها أيضا وبالتالى يجب أن يؤثر ذلك على سعره ويزيد من تأثيره كمضاد للتضخم، ليس فقط فى هذه المنطقة من القارة ولكن فى جميع أنحاء العالم.
السلفادور
وعلى الرغم من أن السلفادور أول دولة فى العالم تقننن البيتكوين إلا أنه حتى الآن اثبتت السلفادور فشل تجربتها، وعلى الرغم من ذلك فإن الرئيس السلفادورى ناييب بوكيلى لا يزال يرى أنها وسيلة النجاة من الازمة الاقتصادية، ويراهن عليها لزيادة الاستثمار الأجنبى فى البلاد.
ووعد الرئيس نايب بوكيلى بأن "مدينة بيتكوين" ستكون ملاذا ضريبيا لمستثمرى العملات المشفرة وعمال المناجم المجهزة بمطار ومناطق سكنية وتجارية، وساحة مركزية مصممة لتبدو وكأنها رمز بيتكوين من السماء.
لكن المنطقة الواقعة تحت ظل بركان كونشاجوا فى شرق الدولة الواقعة فى أمريكا الوسطى، لا توجد آلات ثقيلة أو عمال بناء أو مواد خام تظهر أى تقدم فى بناء مدينة بيتكوين. بينما بالنسبة للكثيرين، أصبح المشروع رمزا للغباء لأن البيتكوين قد هبط مع انخفاض قيمته.
كولومبيا
فى الآونة الأخيرة توسعت شركة بيتسو فى كولومبيا وأعلنت خدمات التحويلات المالية فى البلاد باستخدم البيتكوين مع اطلاق حسابات مستقرة لتوليد عوائد الاستثمار كجزء من استيراتيجيتها لجذب العملاء من دول مثل الارجنتين التى تكافح حاليا مستويات عالية من التضخم وانخفاض فى قيمتها.
وفى السياق نفسه أعلنت بورصة ميركادو وبيتكوين أعلنت مؤخرا عن نيتها توسيع خدمتها فى المكسيك لتعزيزها فى أمريكا اللاتينية.
الأرجنتين
أطلقت 40 مدرسة أرجنتينية قرار تعليم المبادئ الأساسية للعملات المشفرة والأكثر شيوعا مثل البيتكوين، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "ابنى مع بيتكوين" Build With Bitcoin، مع برنامج منظمة باكسفول، لتعليم المبادئ الاساسية للعملات، مع اطلاق تجريب مهنى للمعلمين.
وأشارت صحيفة "الكربتو نوتثياس" الإسبانية إلى أنه تم اطلاق برنامج توجيه وتدريب مهنى على بيتكوين الذى سيستهدف المعلمين والمؤسسات التعليمية فى السنوات الاخيرة من المدارس الثانوية فى الأرجنتين.
من ناحية أخرى، يسعى المشروع إلى نقل المعرفة بين المعلمين والطلاب حتى يفهموا المزايا والفوائد التى يوفرها النظام المالى اللامركزى مثل البيتكوين، ومن ناحية أخرى، "يهدف برنامج منظمة باكسفول إلى مساعدة المدارس على اكتساب الزخم فى تحولها الرقمى، خاصة حتى تتمكن من تبنى استخدامات ولغات ومفاهيم هذه التقنيات.
وأشارت الدراسات الأخيرة إلى أن 22.1% من المشاركين فى برنامج باكسفول فى الارجنتين يشعرون بثقة تامة فى التعامل مع البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى.
