بدأت دولة الكويت الشقيقة صباح اليوم الخميس، إجراء انتخابات أعضاء مجلس الأمة الـ50، فى انتخابات وصفت بالاستثنائية فى توقيتها والظروف المحيطة بها، وسط استعدادات مكثفة من قبل الحكومة الكويتية من أجل إجراء انتخابات تعبر عن إرادة الشعب الكويتى فى اختيار ممثلية داخل مجلس الأمة لمدة أربع سنوات قادمة.
وبدأ التصويت الثامنة صباحا وسينتهى فى الثامنة مساء اليوم بتوقيت الكويت، حيث يدلى الناخبين الكويتيين بأصواتهم فى انتخابات مجلس الأمة الكويتى بشكل كبير، وشهدت اللجان إقبالا ما بين كبير ومتوسط فى الساعات الأولى للتصويت.
ويبلغ عدد المرشحين للانتخابات فى الدوائر الخمس 313 مرشحا بينهم 291 مرشحا و22 مرشحة، حيث من المقرر إعلان فوز 10 مرشحين لكل دائرة ليصل مجموع أعضاء الناجحين 50.
ورصدت "اليوم السابع" إقبال من الشباب على احد لجان الدائرة الثانية، فيما شهدت اللجان إقبال كبير من جانب النساء الكويتيات.
وقال المستشار عويض الثويمر، رئيس اللجنة العامة بمدرسة معن بن زائدة، بضاحية عبد الله السالم بالدائرة الثانية، أن الساعات الثلاث الأولى شهدت تصويت 130 ناخبا من اصل 795 مقيدين باللجنة، بنسبة حضور تجاوزت 20%، متوقعا أن تصل نسبة الإقبال فى نهاية اليوم إلى 75%، لافتا إلى أن الإقبال فى هذه الانتخابات مرتفعة مقارنة بالانتخابات السابقة.
واشار الثويمر إلى وجود إقبال من الشباب على التصويت فى الانتخابات، فضلا عن كبار السن الحريصين على المشاركة والادلاء بأصواتهم.
ووفقا لما رصدته "اليوم السابع" فان العملية الانتخابية تمت بسلاسة شديدة، حيث تم تجهيز المقار الانتخابية بشكل كامل، كما تقوم القوات الامنية بتنظيم عملية الدخول إلى المقار الانتخابية، فيما تم تجهيز مكان داخل كل لجنة انتخابية للإعلام والبث التليفزيونى المباشر.
وتواجد داخل كل لجنة فرعية مندوبو المرشحين، حيث قام القاضى رئيس اللجنة بإعلان اسم كل ناخب حضر إلى اللجنة للأدلاء بصوته، فيما قام المندوبين بتسجيل الاسماء لديهم فى كشوف خاصة بهم.
وتم منع الدعاية الانتخابية داخل اللجان وخارجها التزاما بالصمت الانتخابى.
وشهد المقار الانتخابية إقبال نسائى كبير، حيث كان ذلك الشاهد الرئيسى لانتخابات مجلس الأمة الكويتى التى جرت أمس، فقد شهدت اللجان إقبالا من العنصر النسائى ممن حرصن على المشاركة والادلاء بأصواتهن.
ورصدت اليوم السابع الإقبال بلجنة مدرسة ثانوية الجزائر للبنات بمنطقة الشامية، بالدائرة الانتخابية الثانية، وهى اخد اللجان المخصصة لتصويت السيدات، حيث كان الإقبال كبير، وقال المستشار نايف المطيرات، رئيس اللجنة انه حتى الساعة 12 ظهرا صوتت 200 ناخبة من اصل 1070 مقيدة باللجنة، موضحا أن عملية التصويت تسير بسلاسة شديدة، وقال أن الناخب هو سيد الموقف.
من جهة اخرى قال المستشار جمال الجلاوى، وزير العدل الكويتى أن العملية الانتخابية تتم بشكل طبيعى وأن الإجراءات المتخذة أتت بنتائجها، مؤكدا "نحن عالجنا أى قصور وتوقعنا كثافة كبيرة جدا وهو ما شاهدناه خلال فى الدائرتين الرابعة والخامسة".
وتفقد الجلاوى عملية الاقتراع بعدد من اللجان، وقال أن الإجراءات الحكومية الأخيرة حسنت بيئة الانتخابات وهو أمر لاقى قبول كبير من الناخبين، لافتا إلى أن وزارة العدل اليوم تشارك بقوة من خلال القضاة وموظفيها، موضحا أن نسب الحضور فى الساعات الأولى لم نشهدها من قبل، متوقعًا أن تسجل الانتخابات الحالية حضورًا قياسيًا حتى نهاية يوم الاقتراع.
وبدأت عملية التصويت لانتخاب أعضاء مجلس الأمة (2022) فى فصله التشريعى الـ17 ويختار الناخبون الذين يحق لهم التصويت وعددهم 795911 ناخبا وناخبة 50 نائبا من بين 305 مرشحين ومرشحات فى عملية اقتراع تجرى وفق نظام الصوت الانتخابى الواحد وتستمر حتى الثامنة مساءا.
وتنافس فى الدائرة الانتخابية الأولى 48 مرشحا ومرشحة للحصول على أصوات ناخبى الدائرة وعددهم نحو 100185 ناخبا وناخبة فيما يتنافس فى الدائرة الثانية 48 مرشحا ومرشحة للحصول على أصوات 90478 ناخبا وناخبة.
وفى الدائرة الثالثة تنافس 47 مرشحا ومرشحة على أصوات 138364 ناخبا وناخبة فى حين يتنافس فى الدائرة الرابعة 80 مرشحا ومرشحة على 208971 صوتا انتخابيا وفى الدائرة الخامسة والبالغ عددهم 82 مرشحا على 257913 ناخبا وناخبة كما يحق لكل مواطن يبلغ 21 عاما (يوم الاقتراع) وتوافرت فيه الصفات المطلوبة لتولى الحقوق الانتخابية التصويت فى (أمة 2022) بعد أن تم قيده تلقائيا فى كشف الناخبين ويتعين عليه اصطحاب شهادة الجنسية لدى ذهابه إلى مقر التصويت.
فى السياق نفسه، قال عادل اللوغانى، الأمين العام لمجلس الأمة الكويتى، إن الكويت عاشت جوا ديمقراطيا انتخابيا، بالانتخابات التى جرت أمس، لافتا إلى أن الكويت مرت بظروف استثنائية بعد إلقاء الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولى العهد، خطاب "22 يونيو الماضى" بحل البرلمان السابق، والذى أطلق عليه حينها "خطاب تصحيح المسار الديمقراطى ورسم السياسة العامة وخطوط عريضة للانتخابات القادمة".
وشدد اللوغانى خلال استقباله وفد إعلامى عربى ودولى، بمقر مجلس الأمة، قبل انطلاق الانتخابات بساعات قليلة، على أن الحكومة الكويتية قامت بإجراءات لم تكن مسبوقة، وحاربت عملية شراء الأصوات، وهو الامر الذى لاقى ترحيبا من الكويتيين الذين ثمنوا الإجراءات الحكومية، فقد كان لهذه الإجراءات صدى شعبى كبير.
وشدد اللوغانى، على أن "الكرة الآن فى ملعب الشعب الكويتى الذى عليه أن يختار نواب الامة، ونتمنى أن يختار نوابه بالشكل الصحيح"، مشيرا إلى أن دولة الكويت اعتادت على الديمقراطية ولها برلمان يقوم على الانتخاب الحر المباشر وحقيقى وليس صورى، ويشارك الحكم والحكومة فى اصدار القوانين والقرارات التى تخص الكويت.
وشمل مرسوم حل مجلس الأمة السابق، الذى أصدره ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد، أنه "تصحيحًا للمشهد السياسى وما فيه من عدم توافق وعدم تعاون واختلافات وصراعات وتغليب المصالح الشخصية وعدم قبول البعض للبعض الآخر وممارسات وتصرفات تهدّد الوحدة الوطنية»، تم حل مجلس الأمة، مؤكدًا أنه تصحيحًا للمشهد السياسى «وجب اللجوء إلى الشعب باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود ليقوم بإعادة تصحيح المسار بالشكل الذى يحقق مصالحه العليا».
وفى خطابه الأميرى فى 22 يونيو الماضى، شدد ولى العهد الكويتى على أن "هدفنا من هذا الحل الدستورى الرغبة الأكيدة والصادقة فى أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل فى عملية تصحيح مسار المشهد السياسى من جديد باختيار من يمثله الاختيار الصحيح".
ويعيش الشارع الكويتى حالة من الترقب، انتظارًا لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات، وسط نسبة تغيير فى تشكيلة المجلس قد تكون كبيرة، بعدما أحجم 7 من النواب السابقين فى البرلمان المنحل عن الترشح للانتخابات الجديدة، وفى مقدمتهم رئيس المجلس المنحل، مرزوق الغانم، وهو ما يشير بداية إلى أن نسبة التغيير المبدئية تصل إلى 14%، وفى انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات.
وتشهد انتخابات مجلس الأمة حضورا نسائيا بارزا وسط توقعات بأن تحظى المرأة فى هذه الانتخابات بدعم شعبى، يؤهلها لحصد أكثر من مقعد.
وكثفت الحكومة الكويتية من جهودها وترتيباتها اللازمة للخروج بالمشهد الانتخابى بشكل يليق بالكويت، من خلال العمل على تذليل كافة المعوقات، وتوفير أجواء هادئة للكافة.
كما أعدت وزارة الإعلام الكويتية منظومة شاملة لتغطية تلك الانتخابات بداية من فتح باب الترشح وذلك لتمكين كافة المرشحين من الإعلان عن أفكارهم خلال العرس الانتخابى لمجلس الأمة الكويتى، فى كافة وسائل الإعلام الكويتية المرئية والمسموعة والمقروءة وتحديد مساحة متساوية بين كافة المرشحين فى كافة الوسائل الإعلامية بالكويت، ودعت الوزارة 80 صحفى وإعلامى عربى ودولى لمتابعة الانتخابات، ووفرت لهم مركز إعلامى مجهز.
وقال وكيل وزارة الإعلام الكويتى بالتكليف، محمد بن ناجى، أن الوزارة كانت حريضة على إظهار عملية الاقتراع المرتقبة بأفضل صورة تليق بتاريخ البلاد السياسى ومكانتها الدولية، إذ أنهت مبكرا استعداداتها لمواكبتها عبر مختلف منصاتها، مشيرًا إلى أن وزارة الإعلام وضعت خطة شاملة لتغطية سباق انتخابات مجلس الأمة متضمنة ثلاث مراحل بما يضع المواطن فى قلب الحدث لحظة بلحظة منذ فتح باب الاقتراع وحتى إعلان النتائج النهائية رسميا، ولفت إلى تخصيص برامج تتناول المراسيم ذات الصلة وتقسيم الدوائر الانتخابية والأسئلة المثارة فى هذا الجانب ولعل أبرزها برنامج (تصحيح المسار)، فى حين أنتجت برامج للبث عبر المنصات الرقمية تستهدف تثقيف وتوعية المجتمع حول أهمية المشاركة فى الاقتراع واختيار المرشح الأنسب إلى جانب تغطية يومية فى إدارة شؤون الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية حيث تتم عملية التقدم بأوراق الترشح.
كما دشنت وزارة الداخلية الكويتية " إدارة شئون الانتخابات " خلال التجهيزات الخاصة لانعقاد انتخابات مجلس الأمة القادم حزمة من الإجراءات الخاصة بالانتخابات وهى أن كل كويتى يبلغ 21 عاما فى يوم الاقتراع وتوافرت فيه الصفات المطلوبة لتولى الحقوق الانتخابية ولم يكن لديه قيد انتخابى بأى دائرة يتم تقييده تلقائيا فى كشف الناخبين ويحق له التصويت فى انتخابات مجلس الأمة (أمة 2022)، كما قامت بتجهيز المقرات الانتخابية استعدادا ليوم الانتخابات وإصدار شهادة تحت مسمى لمن يهمه الأمر صالحة ليوم واحد فقط " يوم الانتخابات " لمن فقد جنسيته الأصلية لتمكينه من الإدلاء بصوته الانتخابى مع التأكيد على توفر البطاقة المدنية للمواطن الكويتى خلال عملية التصويت مع توفير كافة البيانات الخاصة بالناخبين على تطبيق " سهل" حيث من المقرر أن تنطلق أعمال التصويت من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساءا.
وكان مجلس الوزراء الكويتى وافق على مشروع مرسوم بقانون (ضرورة) بإضافة مناطق جديدة إلى الدوائر الانتخابية الأولى والثانية والرابعة والخامسة واعتماد التصويت لانتخابات أعضاء مجلس الأمة وفق عنوان السكن المسجل بالبطاقة المدنية ومرسوم الضرورة بشأن إضافة مناطق جديدة إلى الدوائر الانتخابية حيث جاءت كلمة ضرورة نظرا لغياب مجلس الأمة والذى هو منوط به رفع مشروعات القوانين للتصديق عليها وبالتالى يرفع مجلس الوزراء مشروع المرسوم للتصديق علية بصفة الضرورة
ويتكون مجلس الأمة الكويتى من 50 عضوا ينتخبون بطريق الانتخاب العام السرى المباشر وفقا لقانون الانتخاب ويعتبر الوزراء غير المنتخبين بمجلس الأمة أعضاء فى هذا المجلس بحكم وظائفهم ولا يزيد عدد الوزراء جميعا على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة وتحدد مدة مجلس الأمة الكويتى أربع سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع لـه ويجرى التجديد خلال الستين يوما السابقة على نهاية تلك المدة مع مراعاة حكم المادة 107 من الدستور الكويتي.
فيما أكد عبد الرحمن المطيرى وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشئون الشباب بالكويت، خلال استقباله عددًا من رؤساء تحرير الصحف المصرية المتواجدين بالكويت لمتابعة انتخابات مجلس الأمة، أن الكويت عاشت أجواء عرس ديمقراطى، وتعد هذه الانتخابات تتويجًا للعمل الديمقراطى المستمر بالكويت، معربًا عن سعادته بالحوارات التى دارت بين المرشحين والناخبين فى الديوانيات، والتى تعبر عن ارتفاع كبير فى وعى الشارع الكويتى تجاه القضايا الرئيسية التى تهم المجتمع.
وقال المطيرى إن هذه الانتخابات شهدت الانتقال من الحديث عن الشعارات إلى البرامج الانتخابية التى تناولت الكثير من الملفات التى تهم المجتمع الكويتى مثل الإسكان والصحة والتعليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة