سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 سبتمبر 1969.. العقيد سعدالدين بوشريب قائدا للثورة الليبية ليوم واحد فى وسائل الإعلام العربية والعالمية.. و«الأهرام» تحاوره بهذه الصفة

السبت، 03 سبتمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 سبتمبر 1969.. العقيد سعدالدين بوشريب قائدا للثورة الليبية ليوم واحد فى وسائل الإعلام العربية والعالمية.. و«الأهرام» تحاوره بهذه الصفة سعدالدين بوشريب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقت محطة الاستقبال الرئيسية لشبكة الاتصالات اللاسلكية ببرج الجزيرة، بالقاهرة، رسالة من فرعها فى بنغازى، يبلغه فيها عامل اللاسلكى بالمحطة أن أحد الضباط الليبيين حضر وطلب منه إرسال برقية عاجلة إلى الرئيس جمال عبدالناصر، باسم قائد الثورة الليبية بأنه وزملاؤه نجحوا فى الاستيلاء على السلطة، وأنهم يطالبون عبدالناصر بالوقوف إلى جانبهم وتأييدهم، وخلت الرسالة من اسم قائد هذه الثورة التى قامت يوم 1 سبتمبر 1969، وأعلنوا - على لسان قائدهم - حاجتهم لمن يختاره عبدالناصر لمعاونتهم بخبرته فى مواجهة الموقف بعد نجاح الثورة»، حسبما يذكر فتحى الديب فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا».
 
استدعى عبدالناصر، فتحى الديب، مسؤول الشؤون العربية برئاسة الجمهورية، صباح 3 سبتمبر 1969، وكلفه بالسفر إلى ليبيا فورا، وفرضت السرية التامة على هذه المهمة، وفيما كان «الديب» يجهز نفسه للسفر، شاعت أنباء يوم 3 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969 بأن قائد الثورة الليبية هو العقيد سعد الدين بو شويرب، وظل العالم يتعامل مع هذا الوضع ثلاثة أيام تقريبا، فكيف حدث هذا اللبس؟ ومن هو «بوشويرب»؟
 
يكشف «الديب»، أنه فى الساعات السابقة على استدعاء عبدالناصر له: «قضينا اليوم الأول فى متابعة ما تسرب من داخل ليبيا من أنباء، والاستماع إلى الإذاعة الليبية التى اقتصرت برامجها على الموسيقى العسكرية وترديد الأناشيد القومية وتكرار إذاعة بيان الثورة، وبعد طول انتظار أعلنت الإذاعة الليبية تعيين العقيد سعد الدين بوشويرب رئيسا لأركان حرب الجيش الليبى، وبدأت وكالات الأنباء ومحطات الإذاعة الأجنبية تتخذ من هذا الإعلان قرينة على أنه قائد الثورة الليبية، وأخذت التحليلات طريقها للتعرف على حقيقة اتجاهاته، خاصة أنه أُبعد عن الجيش فى أعقاب 5 يونيو 1967 لموقفه الوطنى والقومى.
 
فى 4 سبتمبر 1969 نشرت «الأهرام» فى مانشيتها الرئيسى صورة كبيرة لشويرب بزيه العسكرى، وحورا قصيرا معه، وعلقت على الصورة قائلة: «رئيس مجلس قيادة الثورة الليبية سعد الدين بوشويرب، درس بالكلية الحربية فى القاهرة من عام 1953، وأكمل دراسته فى كلية «ساند هيرست» البريطانية، وأحيل للتقاعد عام 1967 بعد اتهامه وقتها بمعارضة النظام السابق، ويصفه زملاؤه بأن له آراء تقدمية».
 
بهذه الصفة اتصل به مندوب «الأهرام» فى ليبيا زكريا نيل للحوار معه، وكان فى مكتبه وقت الاتصال يستقبل السفراء لإبلاغهم أن كل دولة لها تمثيل دبلوماسى بعد إعلان الجمهورية لا يتطلب الأمر اعترافا جديدا منها، وأن الشعب الليبى استجاب منذ اللحظة الأولى لثورته، وانهال عليها التأييد من جميع أنحاء البلاد، وأن الثورة لم تجد أى مقاومة لها، وأنهم سيرسلون قريبا وفودا إلى الدول العربية لشرح أهدافهم، وكشف عن أن الثورة تحققت بالتنظيم السرى الذى تكون عام 1959 ثم أخذت تتبلور بعد ذلك، وأن مجلس قيادة الثورة هو الذى يقوم بجميع المسؤوليات حاليا، وأنه ستتم إذاعة أسماء أعضائه، وقال أن هناك عدد قليل تم اعتقالهم، وتحددت إقامة «حسن الرضا» ولى العهد السابق ونائب الملك، وقال إنه تم فرض حظر التجوال توفيرا للهدوء.
 
فى اليوم التالى 5 سبتمبر 1969 نشرت الأهرام خبرا صغيرا قالت فيه أن رئيس مجلس قيادة الثورة الليبية لم تعرف شخصيته ولا أى عضو من أعضائه باستثناء "بوشريب" الذى عين رئيسا للأركان، وجاء ذلك فى الوقت الذى كان فيه رئيس تحرير الأهرام الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى ليبيا موفدا بشكل خاص من جمال عبدالناصر، أن وفى 6 سبتمبر 1969 نشر انفراده وكان عن حقيقة قائد الثورة، غير أنه لم يذكره بالاسم، ولكنه نشر صورة كبيرة وهو يعانقه ويظهر وجه هيكل فقط فيها، وتعليق الصورة: «قائد مجلس الثورة الليبى مع محمد حسنين هيكل فى بداية لقاء طويل دام ثلاثة ساعات، واختيرت هذه الصورة من بين عشرات الصور لأنها تظهر الشكل العام للثائر العربى دون أن تكشف عن شخصيته أو تظهر ملامحه، وذلك بناء على ضرورة وجدها رئيس مجلس قيادة الثورة الليبية بأن يظل بعيدا عن الأضواء».
 
إلى جانب الصورة، كتب هيكل تقريرا يفض فيه الالتباس الذى أدى بإعلان «بوشريب» قائدا للثورة لساعات قليلة، قال هيكل فى تقريره يوم 6 سبتمبر 1969: «لصحافة العربية والعالمية وقعت فى لبس كبير حين ذكرت كلها استنادا إلى مصدر واحد، أن قائد الثورة الليبية هو العقيد سعد الدين بوشريب، ولم يكن ذلك دقيقا ولعله تصور نشأ من أن القرار بإعادة العقيد «بوشريب» إلى الخدمة العاملة - كان قد فصل قبل فترة طويلة - وتعيينه رئيسا لأركان حرب الجيش الليبى، كان بين أول ما صدر من مجلس الثورة الجديد من قرارات، والحقيقة أن رئيس مجلس الثورة شاب من دون الثلاثين من العمر، وأنه والمجموعة الأساسية من رفاقه كلهم ما بين العشرين والثلاثين سنة».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة