انتهت الانتخابات البرلمانية الكويتية، وهناك أمل لدى أطراف عديدة فى انجاح العملية الانتخابية، بعد أن وفرت الدولة الظروف الملائمة وأتاحت مساحات متساوية فى الإعلام للمرشحين، وساد نقاش جاد حول ضرورة المرور بالانتخابات إلى برلمان يحقق التوازن مع السلطة التنفيذية، ويتجاوز مرحلة استقطاب تسببت فى تعطيل الكثير من التشريعات التى تتطلبها المرحلة.
وكان عبدالرحمن المطيرى، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالكويت، أعرب فى حديثه للوفد الصحفى المصرى عن تفاؤله بانتخابات مجلس الأمة، وقال: «التجربة القادمة ستكون مميزة جدا، لأن الجميع لديه وعى بالتحديات التى مرت بنا، كما أن الخطاب السامى لولى العهد كان واضحا جدا بأهمية أن نعود للشأن الكويتى واختياراته، وأن يكون هناك تعاون وتطوير للسلطات التشريعية والتنفيذية، وفى الوقت ذاته علينا إدراك حقيقة أن السلطة التشريعية محملة بتحديات كبيرة، لذلك رأينا مرشحين تبنوا قضايا مهمة، مثل التعليم والإسكان والنهضة الاقتصادية، وهو ما يؤشر إلى أن الجميع مدرك لحجم التحديات، لذلك فإن النظرة القادمة إيجابية وطموحة».
وأكد أن الحكومة منحت كل المرشحين مساحات متساوية، وأن الإعلام الكويتى شهد نقاشا بين المرشحين حول برامجهم الانتخابية، وأن الحكومة حرصت على ضمان الحياد والشفافية، باعتبار الانتخابات هى مسؤولية الجميع للمستقبل.
ومن متابعة العملية الانتخابية مع وفد صحفى وإعلامى كبير، جرت الانتخابات بسهولة، وكان واضحا أن الحكومة وفرت الوسائل المختلفة لإنجاز الانتخابات، حيث تم تجهيز المقار الانتخابية بشكل كامل، كما تقوم القوات الأمنية بتنظيم عملية الدخول إلى المقار الانتخابية، فيما تم تجهيز مكان داخل كل لجنة انتخابية للإعلام والبث التليفزيونى المباشر.
وداخل كل لجنة فرعية، تواجد مندوبو المرشحين، حيث يقوم القاضى رئيس اللجنة بإعلان اسم كل ناخب حضر الى اللجنة للإدلاء بصوته، فيما يقوم المندوبون بتسجيل الأسماء لديهم فى كشوف خاصة بهم، وتم منع الدعاية الانتخابية داخل اللجان وخارجها التزاما بالصمت الانتخابى.
وتدفق الناخبون على اللجان منذ صباح أمس الخميس، للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس الأمة الكويتى، وشهدت اللجان إقبالا معقولا على مدار ساعات اليوم وحتى إغلاق الصناديق واللجان، ورصدنا إقبالا من الشباب وأيضا من الشيوخ وكبار السن الذين حرصوا على المشاركة، مع توقعات بأن تصل نسبة التصويت إلى ما بين 70 و75% من عدد من يحق لهم التصويت، مع مراعاة وجود أعداد كبيرة من الناخبين فى الخارج للدراسة أو العمل.
وقال المستشار عويض الثويمر، رئيس اللجنة العامة بمدرسة معن بن زائدة، بضاحية عبدالله السالم، بالدائرة الثانية، إن نسبة الإقبال فى هذه الانتخابات مرتفعة مقارنة بالانتخابات السابقة. مشيرا إلى إقبال من الشباب على التصويت فى الانتخابات، فضلا عن كبار السن الحريصين على المشاركة والإدلاء بأصواتهم، ورصدنا أيضا إقبالا من السيدات على اللجان، حرصا على المشاركة والإدلاء بأصواتهن.
حيث جرت المنافسة بين 313 مرشحا، بينهم 291 مرشحا، و22 سيدة، فى 5 دوائر، يتم إعلان 10 ناجحين من كل دائرة يمثلون 50 نائبا عدد أعضاء مجلس الأمة.
وقال المستشار جمال الجلاوى، وزير العدل الكويتى، إن العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعى والإجراءات المتخذة أتت بنتائجها، مؤكدا: «نحن نعالج أى قصور ونتوقع كثافة كبيرة جدا وهو ما شاهدناه خلال فى الدائرتين الرابعة والخامسة»، وأكد الجلاوى، أن الإجراءات الحكومية الأخيرة حسنت بيئة الانتخابات، وهو أمر لاقى قبول كبير من الناخبين، لافتا إلى أن وزارة العدل اليوم تشارك بقوة من خلال القضاة وموظفيها.
ومن خلال التوقعات والقراءة الأولية لا يتوقع أن تسفر الانتخابات تغيير كبير فى تشكيلة مجلس الأمة، وبنسبة حول 25% بحد أقصى، لكن الرهان الأكبر يتمثل فى استيعاب التجربة السابقة والخروج من مرحلة الاستقطاب إلى آفاق التعاون والتوافق.
p