ذكرى رحيل "سفير المهمشين" خيرى شلبى.. تناول البسطاء وصالح هيصة شخصيته الأثيرة

الجمعة، 09 سبتمبر 2022 05:00 م
ذكرى رحيل "سفير المهمشين" خيرى شلبى.. تناول البسطاء وصالح هيصة شخصيته الأثيرة خيرى شلبى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عدما سُئل الأديب نجيب محفوظ ذات مرة، "لماذا تكتب دائما عن الحارة ولا تعبر بكتاباتك عن القرية؟"، فكان جوابه "كيف أكتب عن القرية ولدينا خيرى شلبى؟!" هكذا تحدث عميد الرواية العربية وصاحب نوبل في الآداب لعام 1988، عن سفير المهمشين، ملك الترسو، الأديب الكبير الراحل شلبى، الذى استطاع أن يرسم بكلماته عوالم الريف المصرى، ويجسد أحلامه وآلامه وأحزانه وأفراحه، مثلما كان "محفوظ" معبرا تماما عن الحارة المصرية ومؤخرا للقاهرة في عصرها الحديث.
 
وتمر اليوم الذكرى الـ 11 على رحيل الأديب الكبير خيرى شلبى الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر عام 1911،  تاركا خلفه إرثا إبداعيا كبيرا، إذ ظلت أعماله، لسان حال الفقراء والمهمشين، "سفير المهمشين" كتب أكثر من 70 رواية جسد فيها المصريين البسطاء، من واقع نشأته الريفية فى مدينة دمنهور، كما فى رواية "وكالة عطية"، أو من واقع معاشرته لهم فى حياته، حتى أنه أقام فترة فى المقابر لمعايشة أوضاع قاطنيها، وتناول فى كتاباته شخصية واقعية فى رواية "صالح هيصة".
 
الروائى الكبير يتبين فى أعماله تعمقه فى الحارة المصرية، من خلال تناوله لأنماط مختلفة من البسطاء حتى البلطجية، كما يظهر جليا تأثره بفترة حكم الرئيس عبد الناصر، خلال حقبة الستينات، والتى شهدت اعتقال العديد من السياسيين.
 

وكالة عطية


 
تدور الرواية حول اعتداء بطل الرواية ــ الطالب المتفوق بمعهد المعلمين بدمنهورــ على مدرسه فتم  طرده من المعهد ليذهب إلى قاع المجتمع، إلى وكالة عطية، مأوى المهمشين والصعاليك والأشقياء فى المدينة، ومن هنا يأخذنا الكاتب الكبير خيرى شلبى فى واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة تكاد تكون خيالية.
 
فالوكالة تبدو أشبه بلوكاندة لا تأوى إلا المهمشين، والمحتالين، والمعذبين، والمتسولين، تنقسم إلى ساكنى حجرات وساكنى أرض الوكالة، الذين لا يبحثون سوى عن مكان يأويهم فى الليل ليناموا نظير قرش واحد لمفترش الأرض وقرشان لساكن الحجرة التى يبدو أن من يسكنها هم علية القوم بالنسبة لهؤلاء الأشد بؤسا، وفى الرواية شخصيات طالما أثرت فى القراء مثل شوادفى، سيد زناتى، بالإضافة للطالب بطل الرواية والتى لم يذكر الكاتب اسمه قط.
 

أولنا ولد


 
صارت شخصية حسن أبو ضب فى ثلاثية الأمالى لأبى على حسن ولد خالى إحدى العلامات الباهرة فى الأدب العربى الحديث، حيثما خلق الكاتب الكبير خيرى شلبى عالما ثريا بالشخصيات والأحداث العجيبة.
 
وتحكى قصة صعود أحد المصريين حسن أبو ضب سلم المال والسلطة فى فترة زمنية تمتد مع حكم عبد الناصر والسادات لمصر ويسود الجو الصعيدى فى أجواء الرواية خاصة أجزاءها الأولى، ونرى عمليات الثأر والفقر المدقع الذى يعيش فيه حسن أبو ضب على الرغم من مكانة عائلته المشهورة بالتقوى والصلاح والكثير من العلماء.
 
ثم ينزح إلى القاهرة ويبدأ فى العمل البسيط كبائع متجول ويبدأ فى التعرف على عصابة من الأشقياء الذين يلازمونه فى الأجزاء التالية.
 

صالح هيصة


 
والرواية مأخوذة عن شخصية حقيقية تحمل نفس الاسم عرفها الأديب على أحد المقاهى الصغيرة بوسط القاهرة فى حقبة الستينيات، وحوَّلها عبر روايته إلى شاهد على العصر، حيث يتابع خيرى شلبى فى روايته الجديدة إعادة تشييد زمن الستينيات بانكساراته وانتصاراته والأحلام الكبرى التى لم تتحقق فى حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مستفيدا من رواياته السابقة وكالة عطية، موال البيات والنوم وغيرها.
 
يأخذنا الحكَّاء الكبير خيرى شلبى بأسلوبه الجذاب وحكاياته المثيرة فى هذه الرواية فى رحلة ممتعة إلى عالم المثقفين وقاع مدينة القاهرة والصعاليك وغُرز الحشيش، ليتحول صالح هيصة إلى شاهد على العصر بأحلامه الكبرى وانتصاراته وانكساراته.
 
تدور فى غرزة بحى معروف فى وسط القاهرة، حيث تلتقى مجموعة متباينة إلى حد كبير من الناس، ويتعرفون إلى صالح هيصة الذى يعمل فى هذه الغرزة ويؤثر فيهم جميعا بأشكال متباينة وغير مباشرة، أو ربما حدث التأثير بشكل مباشر فى حالات معينة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة