صدر عن دار العربى للنشر، فى القاهرة، كتاب "السياسة الفرنسية تجاه الإرهاب في دولة مالى"، ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، فى دورته الـ54، وهو دراسة حالة من إعداد صهيب عبد الصمد إسماعيل، الحاصل على بكالوريوس وماجستير في العلوم السياسية، ومن تحرير الدكتور ضاري سرحان حمادي.
يناقش كتاب "السياسة الفرنسية تجاه الإرهاب في دولة مالى"، السياسة الفرنسية تجاه منطقة مالي والتي تعد منطقة مهمة تاريخيًا بالنسبة لها، والتي تعدها منطقة ذات أهمية سياسية واقتصادية لا يمكن التغاضي عنها، في ظل الأزمة الأمنية التي تشهدها البلاد، وتسارع التدخل العسكري الفرنسي لحماية مصالحها الخاصة تحت ذرائع عديدة أهمها القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة.
السياسة الفرنسية تجاه الإرهاب في دولة مالى
إذ تمثل منطقة غرب إفريقيا عمقًا استراتيجيًا لفرنسا، ومنطقة في الظل لا يمكن الاستغناء عنها، وتعد دولة مالي إحدى دول هذه المنطقة، وتمثل القلب بالنسبة لتلك المنطقة، ولذلك فأنها تشكل أهمية سياسية واستراتيجية قصوى لها، ونتيجة لذلك بدأت تعي فرنسا أهميتها منذ عام 1613.
وقد أدى الواقع السياسي والاقتصادي المتدهور في دولة مالي إلى تحالف كيانات وتنظيمات وخاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد وكتيبة المرابطين وغيرها من التنظيمات مع التنظيمات المحلية في البلاد خاصة حركة أنصار الدين ليكونوا بذلك قوة قاهرة لا تستطيع الحكومة المركزية المالية مواجهتها.
لم تكن فرنسا بعيدة عن التطورات الحاصلة في دولة مالي، ولكن كانت لها رؤية مختلفة في التعامل مع تلك التنظيمات. إذ يحلل الكتاب ما تنطوي عليه سياسة فرنسا تجاه قضايا الإرهاب في إفريقيا بشكل عام ومنطقة الساحل بشكل خاص، فعلى الرغم من إطلاقها عدة عمليات عسكرية في مالي فإنها تسعى إلى زيادة الاستثمارات في تلك المناطق والاستحواذ على خيرات البلاد ولا سيما الذهب واليورانيوم الذي يدخل عنصرًا أساسيًا في الصناعات المدنية الفرنسية. الأمر الذي شكل مادة سياسية يقدمها الكتاب بشكل تحليلي وبحثي متعمق.
