أوصى مشاركون في المنتدى الاقتصادى العالمى فى مدينة دافوس السويسرية، اليوم الخميس، بضرورة استعادة غابات الأمازون وتجريم إزالتها للحيلولة دون إطلاق أكثر من 200 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى وتفاقم أزمة المناخ.
جاء ذلك في جلسة نقاشية عقدت خلال فعاليات المنتدى- وبثت عبر الموقع الرسمي- أبرزت حقيقة إزالة أو تدهور ما يقرب من مليوني كيلومتر مربع من غابات الأمازون، وأكدت -في الوقت نفسه - أن الاستعادة تتطلب التخطيط والاستثمار والمراقبة والتزامًا حكوميًا قويًا.
وذكر المشاركون في الجلسة، استنادا إلى تقديرات رسمية، أنه تمت إزالة أكثر من 870 ألف كيلومتر مربع (نحو 87 مليون هكتار) من الغابات الأولية في منطقة الأمازون الأحيائية منذ عام 1985 وأن هذه المنطقة أكبر من أراضي فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا مجتمعة، مع الإشارة إلى تنوع دوافع إزالة الغابات في البلدان الثمانية التي تمتد فيها، وهي: البرازيل و بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وجويانا وبيرو وسورينام وفنزويلا والأراضي الفرنسية الواقعة فيما وراء البحار في جيانا الفرنسية.
وأكدوا أن الدافع الرئيسي لفقدان الغابات في الأمازون هو توسيع الحدود الزراعية وتحويل الغابات للاستخدامات الزراعية، خاصة زيادة رقعة المراعي وإنتاج السلع مثل فول الصويا وزيت النخيل. مع ذلك، برزت أنشطة أخرى أيضًا في حركة فقدان الغابات في بلدان الأمازون، مثل قطع الأشجار واستغلال المعادن والغاز والنفط. ففي منطقة الأمازون البيروفية، على سبيل المثال، أصبح تعدين الذهب أحد الدوافع الرئيسية لإزالة الغابات وتتم معظم عمليات إزالة الغابات بشكل غير قانوني.
أما في منطقة الأمازون البرازيلية وحدها، على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 98% من إزالة الغابات حدثت دون دراسة أو موافقة الهيئات المسئولة. وفي بلدان مثل كولومبيا وبيرو وبوليفيا، تزايدت الأنشطة غير القانونية فيما يخص إزالة الغابات. وكان إجمالي المساحة التي أزيلت منها الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية حوالي 99،630 كيلومتر مربع بينما يعود تدهور الغابات إلى العديد من العوامل، من بينها قطع الأشجار وحرائق الغابات.
وأضاف هؤلاء المشاركون أن التغييرات في بنية الغابات وتوازن الطاقة السطحية يمكن أن يؤدي إلى تغيير وظائف النظام الإيكولوجي التي تضمن الحفاظ على الغابات ومنحها قيمة بيئية عالية، مثل درء الظواهر المناخية المتطرفة وتخزين كميات كبيرة من الكربون وإعادة تدوير المغذيات والأمطار. وكل هذه الوظائف الهائلة المعترف بها التي تؤديها غابات الأمازون تفيد البشرية جمعاء.
وأخيرا، أشارت الجلسة النقاشية إلى أن تكلفة استعادة غابات الأمازون يمكن أن تصل إلى حوالي 190 مليون دولار، كما ستكون هناك حاجة إلى مبلغ أكبر لاستعادة أكثر من 9 ملايين هكتار من الغابات، إذا أخذنا في الاعتبار إزالة الغابات في العقد الماضي (2012 إلى 2022) في منطقة الأمازون البرازيلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة