للسنة الثامنة علي التوالي دون قصور أو تقصير أو تراجع تثبت مستشفي بهية للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي للسيدات بالمجان، أنها بحق صرح خالص لوجه الله والخير والوطن دون أن تشوبها شائبة أو تلتف حولها بعض علامات الاستفهام.
فكلمة حق خالصة لوجه الله: أشهد الله أنني قد ارتبت ببداية الأمر عندما سمعت عن صرح بهية المجاني، وما يقدمه من خدمة قد فاقت صروحا أخرى ذات تكاليف باهظة، وأنها تعتمد المساواة وتمنع الوساطة والتمييز، وتتبع نظاماً صارماً لا استثناءات به لأي سبب أو شخص أو جهة بعينها.
فقررت منذ سبع سنوات تحديداً أن أذهب لأرى بعيني ما سمعته، وأتحقق من صدقه، فاتصلت صديقتي المقربة لتحجز لنا ميعادا، وتحدد لنا يوم وساعة دون غيرها،
وذهبنا باليوم المحدد لأفاجأ بمستشفي فاخرة، نظيفة، منظمة، يعمل بها صفوة من القلوب الرحيمة التي تبعث على الطمأنينة والمعاملة الحسنة التي تحترم الجميع على حد سواء، وبالفعل فحصت وتسلمت التقرير وتم إبلاغي بإعادة الكرة بعد عام من تاريخه.
فخرجت بحالة من السعادة التي أصابتني حينها بمشاعر كنت قد افتقدتها، وتصورت أنها لم تعد بمفردات العصر، إذ أن هذه الدرجة من الخدمة والدقة والمصداقية لا يمكن أن يحصل عليها أحد حتي بأغلى المقابلات المادية، فمابالنا إن كانت كذلك دون مقابل غير وجه الله الكريم.
و علي الرغم من حضوري بعض الفعاليات العامة لبهية من باب التعاون، إلا أنني أتصل بذات الموعد من كل عام لأحجز دوري وأعيد الكرة إيماناً واطمئناناً وتفاؤلاً بهذا المكان الذي لم تغير مساره السنوات، ولم تمتد أيادي المفسدين لتناله بسوء، فهم بحق علي نياتهم يرزقون.
وبما أن: فرع واحد لمستشفي بهية لم يعد يكفي كل هؤلاء السيدات اللائي يستحقن الإطمئنان علي أنفسهن والعلاج من هذا المرض اللعين، الذي بات أكثر انتشاراً، فقد خصص أحد فاعلي الخير أرضا جديدة بالشيخ زايد لصرح جديد لبهية، ليخفف من الضغط علي المشفي الأساسي و يخدم مناطق كثيرة حوله ، و قد اوشك بالفعل علي الاكتمال.
إذ يسعي القائمون عليه، جزاهم الله خير الجزاء، إلى افتتاحه فى شهر رمضان القادم بإذن الله، في سباق مع الزمن وارتفاع التكاليف ونقص التبرعات.
أعلم جيداً أن هناك أزمة اقتصادية نالت من الجميع، وأن الغالبية العظمى من الناس قد اختصرت عدة بنود حياتية وتنازلت عن أخرى ترفيهية.
ولكن:
- هل هناك استثمار خير من هذا الاستثمار الذي لن يضيع ولن يأكله التضخم ولن تنال منه الأحوال الاقتصادية؟
- هل هناك ربح يتضاعف دون انقطاع، أكثر من الصدقات الخالصة لله؟
- هل يضمن أحدنا لنفسه ولمن يحب السلامة من المرض ولو ليوم قادم؟
- هل يضاهي هذا الخير الذي ربما يساهم بإنقاذ حياة سيدة مصرية بعض متع الحياة الزائلة ، التي غالباً ما ينتهي الاستمتاع بها فور أن تنتهي ولا يمتد أثرها حتى ليوم تال؟
نهاية:
أتمنى أن يكون بكل محافظة و كل مدينة صرح جديد يحمل اسم (بهية)
هذا الذي ارتبط بالثقة والمصداقية والوفاء بالوعد والبقاء على العهد، وأن يتكفل بكل فرع لبهية من يسكنون المحافظة أو المدينة أو المنطقة، كل على قدر استطاعته، من رجال الأعمال والمستثمرين، للعمال والعاملين البسطاء، فلا يهم قيمة التبرع إن كان جنيهاً واحداً أو مليون ، وإنما الإرادة والإيمان بالفكرة التي ما زالت تحمل قيم المثالية والشعور تجاهها بالمسؤولية التي تكفل الاستمرار.
علي أمل قريب بافتتاح أبواب (بهية الشيخ زايد)، وتكفل جميع قاطني زايد بمختلف مستوياتهم الإقتصادية، فهي لهم وهم أولى بها.