قبل عام وعدة أيام، كانت الدولة حاضرة فى الصعيد، وبشكل غير مسبوق، واليوم تعود الدولة خلال الأسبوع الأول من العام الجديد، لتؤكد أن الصعيد حاضر فى الخطط والممرات التنموية، خلال «أسبوع الصعيد» قبل عام وأيام، افتتح الرئيس محاور وطرقا ومجمعات صناعية، وأحدث محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى بمبان بأسوان، ومدنا عمرانية ومجتمعات قابلة للنمو والتوسع والاستمرار، واستعادت الدولة مشروع توشكى، ليصبح أحد أكبر المشروعات الزراعية، ويضم مزرعة للتمور بها أكثر من مليون نخلة، لإنتاج التمور، ومعها مصانع لتعبئة التمور والأخشاب والجريد، وقد ساهم مشروع توشكى فى توفير نحو نصف مليون طن من القمح، مثلت - مع إنتاج مشروع «مستقبل مصر» والأراضى الجديدة - ما يقارب الـ30% من حجم الاستهلاك المحلى من القمح وضاعفت من الاحتياطى.
اليوم يعود الرئيس إلى الصعيد، وفى القلب منه محافظة سوهاج، لافتتاح المستشفى الجامعى الجديد بمدينة سوهاج الجديدة، بتكلفة 1.1 مليار جنيه، على مساحة 24 ألف متر مربع، وأيضا المنطقة الصناعية بغرب جرجا جنوب محافظة سوهاج، وتتضمن مجمع الصناعات الصغير والمتوسطة بالمنطقة، و تنضم هذه المشروعات مع المشروعات والمحاور التى تربط شرق النيل بغربه، والتى تتوازى مع تطوير وتحديث فى السكة الحديد والقطارات والنقل العام، وفى الوقت ذاته، إقامة مجمعات صناعية جاهزة للتسليم والتشغيل، ومكتملة المرافق والخدمات.
الرئيس السيسى، أكد أن الأمر ليس مجرد إنشاءات، لكن الأهم هو أن هذه المشروعات والمجمعات الصناعية جاهزة للتشغيل، وهذه المحاور العديدة، التى تربط شرق النيل بغربه، من بنى سويف والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، تعيد التحام شرق النيل بغربه، وتنهى عصور المعديات، محور كل 25 كيلومترا، محاور للتنمية، تتضمن أعمالا صناعية، وأنفاقا، وارتفاعات، وتجهيزات للمناطق التى تستقبل السيول.
هذه المشروعات - التى انتهت بجهود الهيئة الهندسية وهيئة التنمية العمرانية - تضمنت مدنا جديدة فى الصعيد، أبرزها الفيوم الجديدة، وبنى سويف الجديدة، والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة وغرب أسيوط «ناصر»، وقنا الجديدة، وغرب قنا، وتوشكى الجديدة، وأسوان الجديدة، وهى مدن من الجيل الثانى والثالث، كل منها قادرة على استيعاب من 40 إلى 90 ألف نسمة، وتتضمن مناطق صناعية وتجارية، و9 مجمعات صناعية جديدة فى 8 محافظات، مجمعا صناعيا فى بنى سويف، ومجمعين فى الفيوم، وواحدا فى المنيا وآخر فى أسيوط، ومجمعا بسوهاج، وواحدا بقنا، ومجمعا فى الأقصر، وأخيرا تحتضن مجمعا صناعيا فى محافظة أسوان.
كل هذا التخطيط يربط كل الملفات ويستغل كل الظروف المتاحة، وتنمية الصعيد تتسع لتصل إلى كل تفصيلة من تفاصيل حياة الناس فى الجنوب، هناك الجزء الظاهر، وتفاصيل تتداخل وتمتد إلى كل ركن، وإلى قرى وعزب عانت التجاهل والإهمال على مدار عقود، ويتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ملفات التنمية بكل تفريعاتها، ويستمع لآراء المواطنين بشكل مباشر، ويوجه الحكومة والمسؤولين.
وخلال سنوات، يظهر التحول والتحديث فى المزيد من الخدمات والبنية الأساسية، والوحدات الصحية المغلقة يتم فتحها، وإعادة تأهيل وتطوير الوحدات، وبناء وحدات جديدة وتجهيزها، بما يؤكد إرادة تغيير حياة الناس فى الريف، وهذا ضمن مبادرة «حياة كريمة»، وأيضا مشروع التأمين الصحى الشامل.
حجم ما أنفق على التنمية فى الصعيد يمثل تغييرا ونوعا من التنمية العادلة، ومن هنا يمكن النظر إلى المشروعات التى تم افتتاحها بسوهاج، ضمن مخطط التنمية العادلة، وتحسين جودة الحياة ، وتحقيق رضا المواطن، ويمكن النظر لهذا ضمن معادلات متعددة، منها استيعاب زيادة سكانية كبيرة، وتوزيع عادل للتمية، وربط للممرات المختلفة ببعضها، بشكل يضاعف من إمكانيات المحافظات فى الصعيد، بل ومعها القرى والتوابع.
بالطبع فإن الاستثمار فى الخدمات من طرق ومحاور وغاز ومستشفيات، هو فى الأساس لتحسين جودة حياة الناس، ربما لا تكون له عوائد مباشرة بمفهوم الربح والخسارة، لكن عوائده غير المباشرة تساهم فى عوائد أخرى اجتماعية واقتصادية، والأهم هو رضا المواطن على ما يقدم له من خدمات بجانب فرص عمل للقطاع الخاص، وطبقا لبيانات المشروعات هناك 4375 شركة عملت فى مشروعات البنية الأساسية بالصعيد، منها 150 شركة اشتغلت بحد أدنى مليار جنيه وحد أقصى 75 مليار جنيه، ما يساوى 1.1 تريليون جنيه، وهى أرقام تترجم إلى فرص عمل، وعوائد وأرباح، وتؤكد بالفعل أن القطاع الخاص يقوم بدور فاعل، ويحقق نسبة نمو فى العوائد والنشاط الاقتصادى.
وكل هذه المشروعات التى يتم افتتاحها بسوهاج، تترابط مع غيرها، ضمن خطط التنمية العادلة شمالا وجنوبا.