حلت "الأسرة الافتراضية" بديلا لـ"الأسرة الحقيقية" في بعض منازلنا، حيث أصبح أفراد الأسرة يقضون معظم يومهم على الانترنت، يتصفحون لساعات طويلة "السوشيال ميديا"، لا يعرفون شيء عن تفاصيل بعضهم البعض، وماذا جرى في يوم الأبناء.
بعض الأسر تتحدث مع أبنائها عبر السوشيال ميديا أكثر مما يتحدثون لبعضهم في الحقيقة، حيث "جروبات الواتس آب" حاضرة، تجمع الأبناء للأكل، أو يتشاورون من خلالها حول مسألة ما، ويظهر الـ"لايك" للموافقة، والـ"أيموشن" للرفض.
الأم المتواجدة في المطبخ أو الأب المشغول بهاتفه في صالة الشقة، ينادون على الأبناء عبر السوشيال ميديا، فلا حديث بينهم ولا حوار أسري، وإنما "عالم افتراضي" يتحكم في حياتنا، حتى أصبحت الحياة صلبة جامدة، اختفت فيها معاني الود والرحمة والمحبة والدفء الأسري.
حتى المناسبات أصبحنا نتشارك فيها بالعالم الافتراضي، فنكتفي ببرقية تهنئة على السوشيال ميديا للمتزوجين أو الناجحين أو في أعياد الميلاد وغيرها من المناسبات، ويكون "اللايك" أو "أيموشن" الحزن حاضرا في العزاء، فتبددت مشاعر المشاركة والأخوة وبات الأمر صلبا جافا.
أصبحنا نضحك أمام جهاز أخرس أكثر مما نضحك في وجوه بعضنا البعض، ونقضي ساعات طويلة على السوشيال ميديا أكثر مما نقضيها مع أولادنا وأقاربنا وأصدقائنا، فقضينا على صلة الرحم وبددنا المودة والرحمة.
لن نربي أبنائنا بـ"لايك" على الواتس آب، ولن نُقوم سلوكهم بـ"أيموشن" غضب على السوشيال ميديا، فلا بوست ولا فيديو قادرا على خلق دفء أسري، مثل تجمع أسرة حول "طبلية" واحدة يتناولون الغذاء أو العشاء، يتقاسمون ضحكات من القلوب، في منازل هادئة آمنة، منقوش على جدرانها المحبة ومعروشة بالستر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة