قالت منظمة العفو الدولية، اليوم /السبت/، إن الأمر الذى أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلى للمدنيين فى شمال قطاع غزة ومدينة غزة، بالتهجير إلى جنوب القطاع، لا يمكن اعتباره تحذيرًا فعَّالًا، وقد يرقى إلى التهجير القسرى للسكان المدنيين، وهو انتهاك للقانون الدولى الإنساني.
وأضافت المنظمة - مقرها لندن، فى بيان صحفى - أنه بغض النظر عن الإطار الزمنى لتنفيذ هذا الأمر، لا يمكن لإسرائيل التعامل مع شمال غزة كمنطقة إطلاق نار بناءً على إصدار هذا الأمر، وعلى قواتها الالتزام باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين أينما كانوا فى غزة.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار: "بهذا الأمر، تبدأ القوات الإسرائيلية فى التهجير القسرى الجماعى لأكثر من 1.1 مليون شخص من مدينة غزة والجزء الشمالى بأكمله من قطاع غزة. وقد ولّد هذا الأمر الذعر بين السكان تاركًا الآلاف من الفلسطينيين المهجرين داخليًا لافتراش الشوارع، لا يعرفون إلى أين يفرون أو أين يمكنهم العثور على الأمان وسط حملة قصف بلا هوادة من جانب إسرائيل وتدابير عقاب جماعى لا ترحم. يجب إلغاء هذا الأمر فورًا".
ومنذ بدء التصعيد، نزح أكثر من 532 ألف فلسطينى فى غزة داخليًا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبعضهم نزح مرتين.
وأضافت: "يتعين على حلفاء إسرائيل والدول المانحة الدعوة - على وجه السرعة - إلى احترام القانون الدولى الإنسانى وحماية المدنيين. كما يجب على المجتمع الدولى أن يمتنع عن إضفاء المزيد من الشرعية على الحصار غير القانونى الذى تفرضه إسرائيل منذ 16 عامًا، وأن يوقف فورًا نقل الأسلحة التى يمكن استخدامها لارتكاب هجمات غير قانونية".
وتضررت الطرق فى شمال غزة - بشدّة - بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، ولا تتوفر وسائل النقل العام، ويندر الوقود بسبب تشديد الحصار القائم.
وقال أحد العاملين فى المجال الإنسانى فى غزة لمنظمة العفو الدولية: يجب عليهم "الجيش الإسرائيلي" أن يخبرونى كيف يمكننا إخلاء المستشفيات التى تعج بمرضى وحدة العناية المركزة وجميع الجرحى فى الهجمات الأخيرة، هذا هراء، إنه مستحيل".
وبفعل تدمير الطرق وشح الوقود، لا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إلى مناطق شمال غزة لانتشال مئات الجثامين التى لا تزال عالقة تحت الأنقاض بسبب الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وأكدت كالامار أنه لا يمكن للمجتمع الدولى أن يقف مكتوف الأيدى بينما تقوم قوات الاحتلال بصورة غير قانونية بتهجير أكثر من مليون فلسطينى من ديارهم، ودعت إلى وقف التهجير القسرى الذى تقوم به إسرائيل للمدنيين فى غزة فورًا.
وطالبت منظمة العفو الدولية، إسرائيل بالالتزام بمبادئ القانون الدولى والامتناع عن العقاب الجماعى والانتقام والتهجير.
وكانت وزارة الصحة الفلطسينية، قد أعلنت ظهر اليوم، عن ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال المتواصل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة إلى 2215 شهيدًا، و8714 مُصابًا والضفة الغربية إلى 54 شهيدًا، وأكثر من 1100 مُصاب.