فى الوقت الذى يتوجه فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إسرائيل لـ"إظهار التضامن"، ومحاولة وقف التصعيد فى غزة، فإن حزب الرئيس يواجه انقساما متزايدا بسبب عدوان إسرائيل على القطاع.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن وحدة الديمقراطيين فى الولايات المتحدة حول الحرب الإسرائيلية على غزة بدأت تتصدع.
وأشارت الصحيفة إلى أن خمسة من أعضاء مجلس النواب الأمريكى من الديمقراطيين قدموا مشروع قرار يوم الإثنين يدعو إلى وقف إطلاق نار فوى فى غزة. وبينما كان بايدن يتحدث فى فعالية يوم السبت الماضى، قاطعه أحد الحاضرين وصاح قائلا:"دعوا غزة تعيش، أوقفوا إطلاق النار فورا". وقدم جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى، إحاطة للمشرعين اليهود مؤخرا، حيث نقل البعض مخاوفهم بشأن الأوضاع الإنسانية فى غزة.
وأوضحت الصحيفة أن عددا متزايدا من الديمقراطيون يضغطون على البيت الأبيض لاتخاذ موقف أقوى لتقييد استجابة إسرائيل لعملية طوفان الأقصى مع تفاقم الأوضاع فى غزة وسط توقعات بأن تطلق الدولة العبرية غزوا بريا وشيكا للقطاع.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الديمقراطيين كانوا موحدين تماما تقريبا بعد عملية طوفان الأقصى التى هاجمت فيها المقاومة الفلسطينية إسرائيل. وظلت الأغلبية الشاسعة من الحزب موحدة خلف إسرائيل مع إطلاقها ضرباتها الجوية الانتقامية على القطاع، إلا أن عددا صغيرا، لكنه يتزايد، من الديمقراطيين بدأ يدعو إدارة بايدن إلى فعل المزيد لحث إسرائيل على تقليل الخسائر من المدنيين فى هجومها على غزة، وضمان أن يتلقى الفلسطينيون الأبرياء الاحتياجات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ويمكن أن يخلق هذا التغير تعقيدات سياسية ودبلوماسية لبايدن بعد الإعلان عن زيارته المرتقبة لإسرائيل.
وقالت واشنطن بوست، إن بايدن فى الأيام الأخيرة سعى إلى الموازنة بين ما وصفته بحق إسرائيل فى الرد والحاجة إلى التمييز بين الفصائل والفلسطينيين العاديين، وعين بايدن مبعوثا خاصا للقضايا الإنسانية بالشرق الأوسط، وبدا البيت الأبيض فى تأكيد عمله لضمان تدفق المساعدات الإنسانية عبر غزة، وأن يستيطيع المدنيون الفلسطينيون الهروب من الأماكن التى تستهدفها إسرائيل.
ولا تعد هذه المرة الأولى التى يضع فيها دعم بايدن القوى لإسرائيل فى خلاف مع الجناح الليبرالى فى حزبه، حيث أصبح الديمقراطيون على استعداد متزايد لتحدى إسرائيل بعد أن اصبحت جكومتها أكثر يمينية.
وآثار بعض الديمقراطيين مخاوف أو حتى معارضة صريحة للدعم الأمريكى لإسرائيل، وأشاروا إلى استمرار بنائها للمستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة وحصارها العقابى لغزة، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلى شكل الحكومة الأكثر يمينية فى تاريخ الدولة العبرية، وإن كان قد استبدالها بحكومة حرب موحدة تضم المعارضة من أحزاب الوسط.
ويوم الإثنين، تقدم خمسة نواب ديمقراطيين وهم رشيدة طليب وكورى بوش وأندريه كارسون وسومر لى وديليا راميرز، مشروع قرار يحث الإدارة على الدعوة إلى وقف فورى للتصعيد ووقف إطلاق النار فى إسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة، لإرسال مساعدات إنسانية ومساعدات لغزة، وأيضا إنقاذ أكبر عدد من الأرواح.
كما أن ثمانية ديمقراطيين تقدميين، من بينهم إلهان عمر والكسندريا أوكاسيو كورتز، وقعوا على الفور على القرار.
وجاء هذا بعد أن أصدر 55 ديمقراطيا بالنواب خطابا، رغم إدانته للفصائل الفلسطينية، إلا أنه حث بايدن ووزير الخارجية أنتونى بلينكن على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحد من الضرر بالمدنيين الأبرياء فى غزة.
وقال النائب جان شاكوفسكي، أحد الديمقراطيين الأربعة الذين أخذوا زمام المبادرة في صياغة الرسالة التى وقعها 55 مشرعًا، إن بايدن يحتاج إلى أن ينقل إلى القادة الإسرائيليين أن التسبب في الدمار في غزة لن يعوض ما وصفه بـ "الإرهاب الذي يلحق بالإسرائيليين".
وأضاف شاكوسكي، أن هذه لحظة خاصة حيث نشجع حقًا إدارة بايدن على إبداء رأيها مع نتنياهو والقول إننا لا نريد أن نواجه أزمة إنسانية أكبر في الوقت الحالي. مع عدد كبير من السكان اليهود، يوم الجمعة. "نحن قلقون للغاية بشأن ذلك.
يأتى هذا فى الوقت الذى تظاهر فيها نحو 200 ناشط يهودى أمريكى أمام البيت الأبيض، الاثنين، ا حتجاجا على دعم إدارة الرئيس، جو بايدن، للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مطالبين بتنفيذ وقف لإطلاق النار.
وقالت المسؤولة في منظمة "إف نوت ناو" اليهودية الأميركية، "الرئيس بايدن عليه الاختيار، إما أن يتمسك بمبدأ أن كل حياة بشرية ثمينة، أو السماح لحكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة بشن حملة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين من شأنها زعزعة استقرار المنطقة وجعل السلام مستحيلا بالنسبة لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة