أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم العالم مصطفى مشرفة، فى مشروع عاش هنا، وذلك تخليداً لذكراه عبر الأجيال، حيث تم وضع لافتة على باب منزله الذى يقع فى مصر الجديدة.
ولد على مصطفى مشرفة في مدينة دمياط بشمال مصر، كان الابن الأكبر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، تلقى دروسه الأولى على يد والدته ثم في مدرسة "أحمد الكتبي"، وكان دائماً من الأوائل في الدراسة ، ولكن طفولته خلت من كل مباهجها.
توفي والده في يناير 1910 بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن عام 1907 وخسر أرضه وماله وحتى منزله، وبموت الأب صار الابن علي-الذي لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة من عمره- عميدًا لأسرته المكونة من أمه وإخوته الأربعة ·
انتقلت الأسرة إلى القاهرة مع جدتهم لأمهم، وأقاموا بحي عابدين، التحق بالمدرسة السعيدية في القاهرة و بالمجان لتفوقه الدراسي فحصل في السعيدية على القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام1912، وعلى القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله وله من العمر ستة عشر عاماً·
أهلّه هذا التفوق -لاسيما في المواد العلمية- للإلتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الإلتحاق بدار المعلمين العليا، حيث تخرج فيها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية لبعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.
بدأت مرحلة جديدة من مسيرته العلمية بانتسابه في خريف1917 إلى جامعة نوتنجهام الإنجليزية، التي حصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدلاً من أربع ، و قد لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته للعلوم في جامعة لندن ،فاستجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية (kings london)، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم Ph.D بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون Charles T. Wilson -الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927.
ثم حصل علي مشرفة عام 1924 م على دكتوراه العلوم D.Sc من جامعة لندن وهي أعلى درجة علمية في العالم لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالماً في ذلك الوقت.
فى عام 1925 عمل أستاذًا مشاركًا في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم جامعة القاهرة لأنه كان تحت سن الـ30 الحد الأدنى للسن المطلوب لتحقيق وظيفة أستاذ، ثم منح درجة "أستاذ" عام 1926رغم إعتراض قانون الجامعة على منحه اللقب لمن دون الثلاثين.
بدأت أبحاثه تأخذ مكانها في الدوريات العلمية و لم يتجاوز 25 عاماً، حيث تم نشر أول بحثين له في عام 1922 وهما البحثان اللذان نال عليهما درجة دكتوراه فلسفة العلوم في عام 1923·
كان الدكتور مشرفة من المؤمنين بأهمية دور العلم فى تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع أفراد الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها كأي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه.
من أهم كتبه الآتي: الميكانيكا العلمية والنظرية1937 -الهندسة الوصفية 1937 - مطالعات علمية 1943 - النظرية النسبية الخاصة1943-الهندسةالمستوية والفراغية 1944 - حساب المثلثات المستوية 1944- الذرة والقنابل الذرية1945 - نحن والعلم 1945- العلم والحياة 1946 -الهندسة وحساب المثلثات 1947.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة