أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر
إن نهضة الدولة المصرية مرهونة بتقدم صناعتها؛ إذ يؤدي التقدم في هذا المجال إلى دعم الاقتصاد المصري، والعمل على التحسين المستمر وفق معدلات التسارع التقني وكفاءة الحقول الابتكارية في مجالاتها الصناعية النوعية، بما يُسهم قطعًا في تنمية المهارات التي تساعد في خلق فرص عمل على المستويين المحلي والدولي، وهذا مسارٌ متميزٌ للتنمية المستدامة للثروة البشرية والمادية على السواء.
ورسالة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر المعرض الدولي الثاني للصناعة 2023، أكدت ضرورة الاهتمام بمعايير الجودة العالمية التي تُسهم في تأكيد الريادة وتعزيز التنافسية في صورتها الإجرائية، وهذا ما يعمل على إيجاد جودة الحياة ورفاهيتها على مستوى الفرد والمجتمع، ومن ثم تصنف الدولة تصنيفها العادل بين الدول المتقدمة؛ حيث تتنامى إنتاجيتها وتصديرها ويتراجع استيرادها شيئًا فشيئًا.
واهتمام القيادة السياسية بشأن النهضة الاقتصادية وعبر المسار الصناعي يعد رافدًا رئيسًا لاستدامة التنمية ببلادنا الغالية؛ حيث تتواجد الصناعات التي تستغل المواد الخام وتحولها لناتج كقيمة مضافة وفق تنوعاتها، بما يحقق استثمارًا منشودًا على المستويين الداخلي والخارجي، ويلبي احتياجات سوق العمل، ويستوعب المزيد من العمالة الماهرة، ويدفع بعجلة التنمية في قطاعاتها المختلفة.
ولقد أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال المعرض الدولي الثاني للصناعة أن مسارات نهضة مصر لا بد أن تشمل كل الصناعات الهندسية والتصنيعية الثقيلة والخفيفة والتقنية التي تدعم عمليات الابتكار، وبالأحرى هناك العديد من الصناعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ حيث آليات عمل الروبوتات وتطويرها، ومن ثم تحسين كفاءة البرمجيات والتقنيات التي تؤسس على فلسفة الذكاء الاصطناعي، وبدون شك يُعد ذلك مستقبل الأجيال الآنية والمستقبلية في مسارات العمل، وهذا ما أكده سيادة الرئيس في حديثه.
وبشكل مستدام يحث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تقديم الدعم اللازم لكل الصناعات، ويؤكد للمسئولين ضرورة انتهاج مسار التطوير المستمر لقطاعات الصناعة؛ لتحافظ على إنتاجيتها وتحقق المنشود منها، كما أشار سيادته إلى أهمية دعم وتوظيف التقنيات الحديثة، والعمل الدؤوب نحو توفير المناخ الذي يوفر الاستثمار الحر في القطاع الصناعي؛ كي تستكمل الدولة مسار التنمية والنهضة المرتبطة بالقطاع الصناعي بشكل وثيق.
ورغم التحديات التي يعيشها العالم كله من حروب وصراعات إقليمية باتت خطورتها تحدق بالوطن؛ إلا أن القيادة السياسية المصرية الرشيدة تؤكد وتصر على استمرارية المسار النهضوي بالبلاد؛ فقد أكد سيادة الرئيس أهمية العمل المستمر وتعميق الصناعة والتوسيع في مجالاتها وتعضيد الخبرات عبر شراكات محلية وعالمية تساهم في إحداث طفرة في عمليات الإنتاج ومراحله، والاهتمام بالقيمة المضافة التي تحقق التنافسية والريادة للدولة المصرية العظيمة ذات المكانة المستحقة.
وفي جولته التفقدية للمعرض الدولي الثاني للصناعة أكد سيادته ضرورة الاهتمام والعناية والتركيز على صور التجارة الرقمية وآليات تسويقها؛ فمن خلال الذكاء الاصطناعي نستطيع بسهولة معرفة احتياجات العميل أو المستهلك والعمل على تلبيتها، كما نستطيع أن نسوق عبر الشبكة الدولية للسوق العالمي منتجاتنا التي تفي باحتياجات الفرد من خلال استراتيجيات التسويق ذات الفاعلية.
إن مسارات نهضة مصر عديدة ومتعددة نظرًا لموقعها ومناخها المواتي؛ حيث يتوافر في الدولة العريقة المورد المادي الوفير، والبشري صاحب المهارة والكفاءة والعزيمة، ناهيك عن معادلة الأمن والأمان والتي لا تقدر بثمن في ظل عالم ملتهب يعج بالصراعات والتناحرات؛ بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتعددة التي دعمت المسار التنموي الصناعي بكل قوة؛ حيث باتت البنية التحتية ملبية للمسار النهضوي برمته.
ونوجه الشكر والامتنان لقيادتنا السياسية الرشيدة التي وجهت بتفعيل فوري لحزمة التشريعات والقوانين المنظمة والميسرة والمحفزة للاستثمار في قطاع الصناعة على مستوى المستثمر المصري والعربي والأجنبي، ونكرر القول بأن قيادتنا السياسية التي وضعت الدولة المصرية على الطريق الصحيح يجب أن تستكمل مسار النهضة بإدارة شئون البلاد.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة