"سيناء" أو "أرض الفيروز"، قطعة من الجنة في الأرض، تستريح لها القلوب، وتخطف العيون، بمجرد أن تطأ قدمك أرضها، حيث الهواء النقي، والمشاهد الخلابة، وطيبة أهلها، والمشروعات والإنجازات التي تشهدها المنطقة الآن.
في قلب العالم في موقع متوسط بين قارات "آسيا وأفريقيا وأوروبا" في موقع مثالي "تتواجد أرض الفيروز"، حيث يشكل محور قناة السويس غربا أعظم ممر مائي دولي لنقل التجارة من الشمال إلى الجنوب، ويمثل ميناء العريش البحري التجاري شرقا عبر خطوط النقل البرى البوابة المتميزة للأسواق العربية ودول الخليج خاصة.
"أرض الفيروز" التي تمتد بمساحة تصل لنحو 200 كيلو متر على البحر المتوسط، بشواطىء خلابة يقصدها الراغبون في الهدوء صيفا، فيما تتواجد المشاهد الطبيعية الرائعة في معظم أراضيها البالغ مساحتها نحو 27 ألف كم2 أي 2.8 % من مساحة مصر، والتي يقطنها نحو 486242ألف نسمة وفقا لآخر التقديرات في 2021.
إذا كنت من عشاق الصور والمشاهد الطبيعية، فتستمتع بمنطقة الهضاب والجبال العالية والمنفصلة مثل جبل المغارة "776م فوق سطح البحر"، وجبل الحلال "881م فوق سطح البحر"، وجبل يلق "1094م فوق سطح البحر"، تتخللها الوديان، أكبرها وادي العريش بمساحة 19 ألف كم2، وتتجمع الأمطار في روافده و تتجه إلى مصبه بالعريش على ساحل المتوسط.
"شمال سيناء" من أنقى بقاع الأرض بيئياً، فقد حمى الله هذه البيئة الفريدة من التلوث لتضيف إلى إمكانيات هذه المنطقة ميزة نسبية أخرى ، حيث تم تصنيفها عام 2007على أنها تتمتع بأنقـــى هواء في العالم .
وبعيدا عن شواطئ سيناء الرائعة، يمكنك الاستمتاع بعدد من المناطق الرائعة، مثل منطقة أثار بيلوزيوم "الفرما"، فضلا عن مجموعة من الحمامات ومسرح كبير يرجع للعصر الرومانى وقلعة رومانية استمر استخدامها حتى العصر الاسلامى، وقلعة العريش كان بداخلها بئر وحديقة ومساكن الجند وشهدت احداث تاريخية هامة كمعاهدة العريش 1800 م بين الاتراك والحملة الفرنسية، وقلعة نخل من عصر السلطان قنصوة الغوري وهي مربعة الشكل ذات مدخل منكسر لها خمسة أبراج وكانت مقر المحافظة وعاصمة لها وتقع علي درب الحاج المصري القديم وكان بها حديقة ترجع لعام 1906 م وكان بداخلها بئر وبجوارها من الخارج ثلاث برك ضخمة لاستخدام الحجاج، وقاطية التي تقع الى الشرق من مدينة القنطرة شرق على الدرب السلطاني القديم أو الطريق الرملى الذى سلكه عمرو بن العاص أثناء فتح مصر، و هى من أهم المدن التجارية فى العصر المملوكي و لها ميناء على البحر، ومجموعة كبيرة من التلال الاثرية منها، تل المخيزن ، وتل الكنائس وتل الشهداء وتل المحمديات، ورمانة، وتل الكرامة وتل قصراويت وتل الدراويش وتل الكوثر الذي كان يستخدم كأحد الملاجئ العسكرية للقوات الاسرائيلية خلال الفترة عام 67 – 1973.
تنعم شمال سيناء بحالة من الأمن والأمان والهدوء، بعد حرب وجود خاضتها الدولة المصرية ضد الإرهاب، وقدمت الشهداء والأبطال، حتى ولى الإرهاب الدبر، وباتت مصر تبعث برسائل الأمن والسلام والمحبة للعالم من سيناء، التي تستقبل السياح وضيوف مصر للاستمتاع بها.
مازالت "حواديت" أهالينا القادمين من الشمال "شمال سيناء" نحو الجنوب "الصعيد"، عالقة في الأذهان، فها هو عمنا الراحل "عبد الرحمن عبد الراضي" الذي شغل منصب مدير العلاقات العامة بشمال سيناء، وأول من ذهب لأرض الفيروز من قريتنا "شطورة" بسوهاج سنة 1979، وسكن أول "عقار" أقيم بضاحية السلام، كان يحمل لنا حكايات الفخر والمجد وأرض البطولات، وكيف تخطط الدولة لإعمار سيناء، ويشجع الشباب على السفر إليها، وما دارت عجلة الزمان، حتى ذهب العشرات من عائلتنا لها، فعمروا أرضها، وعاشوا في ود وسلام وأمان.
أتذكر وأنا صغيرا عندما كان يأتي أهالينا من جموع عائلات "شطورة" محملين من العريش بـ"الخوج" و"الكنتالوب" و"زيت الزيتون"، فلم نتذوق أطعم منها، ونذهب صيفا للاستمتاع بشواطىء العريش، فقد صارت لنا منازل كثيرة هناك، وتوحدت العائلات تحت مسمى "أبناء الوادي"، يشاركون أبناء شمال سيناء وقبائلها في البناء والتعمير.
زرت العريش مؤخرا، وشاهدتها تعود لجمالها، فالشوارع هادئة، والأمن والأمان حاضران، فتتحرك بها على مدار الـ24 ساعة في أمان، وتستقبل شواطئها المصيفين، ويستمتع الجميع برحلات السفاري وأكل "المندي"، ويوثقون رحلاتهم بالصور والفيديوهات، وأنت تودع شوارعها متجها نحو العاصمة، تأخذ العهد على النفس بالعودة إليها مجددا في قادم الأيام.