على مر التاريخ، تميزت العديد من الأعراق والحضارات فى كثير من الأحيان بمعتقداتها الجنائزية وعادات الدفن، من الأهرامات المصرية إلى مقابر العصر الحجرى الحديث، كان للدفن دائمًا معنى خاصًا بالنسبة للشعوب القديمة.
كان لسكان تدمر القديمة، وهى مدينة تجارية ثرية تقع آثارها فى سوريا الحديثة، عادات دفن فريدة من نوعها، وكانت التماثيل النصفية التدمرية المنحوتة بشكل رائع لها طريقة فريدة لتصوير المتوفى والحفاظ على صورته على مر القرون، وبفضل المهارة التى تم نحتها بها، يمكننا اليوم أن نتعلم الكثير عن هذه الثقافة القديمة، ونرى وجوه الأشخاص الذين عاشوا منذ آلاف السنين.
كانت مدينة تدمر القديمة، مركزًا ثقافيًا وتجاريًا مهمًا يقع فى سوريا الحالية، وتشتهر بآثارها المحفوظة جيدًا، والتى تعرض مزيجًا فريدًا من الأساليب المعمارية الرومانية والفارسية، يعود تاريخ تدمر إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، مع وجود أدلة على سكنها من العصر الحجرى الحديث.
فقد برزت خلال القرنين الأول والثانى بعد الميلاد عندما أصبحت مركزًا تجاريًا حيويًا على طول طريق الحرير، حيث ربطت الإمبراطورية الرومانية فى الغرب ببلاد فارس والهند والصين فى الشرق، ساهم موقع تدمر الاستراتيجى فى معرفه العديد من الطرق التجارية فى ازدهارها، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
كانت المدينة مأهولة فى الأصل من قبل شعوب سامية، ومن المحتمل أنهم ينتمون إلى الآراميين، بمرور الوقت، أصبحت ثقافة ومجتمع تدمر مزيجًا من التأثيرات الرومانية واليونانية والفارسية. اشتهرت المدينة بفنها المتميز وممارساتها الدينية وهندستها المعمارية الفريدة، والتى عكست هذا التوليف المتعدد الثقافات.
ومن أشهر الشخصيات المرتبطة بتاريخ تدمر هى الملكة زنوبيا (سبتيميا زنوبيا). وكانت حاكمة مقتدرة وطموحة، بعد وفاة زوجها الملك أوديناثوس، سيطرت على المدينة ووسعت أراضيها، وضمت إمبراطورية تدمر أجزاء من سوريا ولبنان ومصر الحديثة. ومع ذلك، أدى صراعها مع الإمبراطورية الرومانية فى النهاية إلى هزيمتها وإعادة تأكيد السيطرة الرومانية على المنطقة.
بفضل ثروتها ونجاحها، تمكنت تدمر من التركيز على ثقافتها الفريدة، شملت العجائب المعمارية فى تدمر على الأعمدة الكبرى والمعابد والمسارح والمقابر،كان من بين شوارع تدمر المعروفة شارع الرواق الكبير، وهو شارع يبلغ طوله 1.2 كيلومتر (0.75 ميل) تصطف على جانبيه الأعمدة، من المعالم المثيرة للإعجاب بشكل خاص فى المدينة، كان بمثابة طريق موكب ومركز تجارى، يعرض ازدهار تدمر وعظمتها، وعلى نفس القدر من الروعة كانت التماثيل النصفية الشهيرة فى تدمر، والتى تم بناؤها بالآلاف، ونجا الكثير منها دون أن يصاب بأذى حتى يومنا هذا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة