في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم السبت، فعاليات الدورة المشتركة لأئمة الأوقاف والأزهر والإفتاء.
وفي كلمته رحب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بهذه النخبة المتميزة من أئمة الأوقاف وزملائهم من الوعاظ وأمناء الفتوى، متمنيًا لهم التوفيق فى هذه الدورة المتميزة، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها تكثيف الأنشطة الدعوية المشتركة بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف بصدد الإعداد لدورة متقدمة في مجال الإعلام بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، للتدريب على الفنيات والتقنيات الإعلامية داخل الاستديوهات المتخصصة بماسبيرو لهذه المجموعة من الأئمة.
وفي نطاق التعاون المشترك، تم تسيير القوافل المشتركة أسبوعيًّا بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية، حيث تنطلق كل أسبوع قافلة إلى محافظة شمال سيناء، وتحديدًا إلى منطقة رفح والشيخ زويد.
وأكد وزير الأوقاف، أن قضية التدريب النوعي المنهجي المستمر خط ثابت لوزارة الأوقاف لا نحيد عنه، فالعمل من المهد إلى اللحد، وقد قال بعضهم تعلمت من تلامذتي ما لم أتعلم من أساتذتي ومن ظن أنه انتهى من العلم فقد ظلم نفسه ظلمًا كبيرًا، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، وقال بعضهم من تعلم ثم عمل بما تعلم ثم علم الناس فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات، وقالوا كن عالما أو متعلمًا ولا تكن الثالثة فتهلك، وليكن وقتك إما أن تكون معلمًا أو متعلمًا، والاعتماد على المخزون العلمي وحده دون تحصيل مستمر أول ما يسقط بصاحبه، فحيث تتوقف أنت عن تحصيل العلم وعن تطوير ذاتك يسبقك الآخرون ويسبقك الزمن، وفي هذا يقول الشافعي (رحمه الله):
أأبيتُ سهران الدُّجى وتبيتهُ
نوماً وتبغي بعدَ ذاكَ لحِاقي
ويقول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
فعلينا أن نعمل بأقصى طاقة وأن نبذل أقصى الجهد، وقيل لأحدهم ما حال أحدهم مع الله (عز وجل) قالوا لو قيل له: غدًا القيامة ما كان عنده مزيد عمل على ما هو عليه من العبادة.
كما أكد وزير الأوقاف أن معرفة الهدف وتحديد النية أمر في غاية الأهمية، فلن يفلح الإمام في دعوته مالم يخلص الأمر فيها لله (عز وجل)، فمن عمل عملًا أشرك فيه غير الله فليطلب أجره من عند غير الله، وفي الحديث القدسي قال اللهُ تعالَى: "أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ"، ويقول أحد الحكماء: يا ابن آدم أنت في حاجة إلى نصيبك من الدنيا، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت في نصيبك من الدنيا على خطر، وليس لك منه إلا ما كتب لك، يقول سبحانه: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا".
وأكد وزير الأوقاف على أهمية الثقافة العامة، وأن وزارة الأوقاف قد أطلقت برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات وسيتم تعميمه على مستوى الجمهورية، وسيكون فيه حد أدنى من الثقافة في الشئون المالية والقانونية والاقتصادية وغيرها من المجالات، فلا بد من معرفة الأساسيات العامة لهذه المجالات.
وأوضح أن الدقة في المعلومة يجب أن يتم مراعاتها عند الإجابة على أسئلة الجمهور أو عند تناول الموضوعات المختلفة، مؤكدًا على أهمية التمكن من اللغة، والإعداد المسبق للخطبة أو الدرس محددًا الأهداف والنصوص والبداية والخاتمة كما يجب الاطلاع على ما يتعلق بالموضوع من كل جوانبه.
وفي ختام المحاضرة وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتوزيع الزي الأزهري على المشاركين في الدورة ممن لم يتسلمه خلال هذا العام هدية من وزارة الأوقاف، كما وجه بتوزيع موسوعة الثقافة الإسلامية وبعض إصدارات الوزارة للمشاركين في الدورة ممن لم يسبق لهم الحصول عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة