سيناء فى قلب كل مصري وطنى مخلص حقيقة سجلها التاريخ بحروف من نور، فقد دفع من أجلها المصريون فاتورة من الدم والمال، وحقيقة أيضا يرسمها الحاضر بحروف من ذهب، فها هم المصريون منذ 2014 يشقون الجبال وينحتون الصخر من أجل تعميرها بمشروعات تنموية لم يكن أحد يتوقع إنجازها.
ومهما كانت الظروف والتحديات ستبقى سيناء فى القلب والعقل تتغنى بها الأجيال محبة وعشقا وطربا ووطنية، وستظل تنميتها سيمفونية من الحب والانتماء تجمع معادلة الأمن والتنمية معا، فيد تحارب من أجلها وأخرى تشق الجبال لتنميتها وتحويلها إلى أرض خضراء تدب فيها الحياة وتتلألأ فيها الآمال.
لذا، فإن المتتبع لجولة رئيس مجلس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى فى محافظة شمال سيناء، أمس، يتأكد تماما أن هناك جهودا مقدرة تبذل على أرض الواقع تعمل على تحويل الأمنيات النظرية إلى أفعال واقعية، وأن التنمية فى ارض الفيروز أصبحت ضرورو حتمية لا رفاهية ولها مكاسب كبيرة وجليلة.
نعم مكاسب جليلة ومتعددة، فيكفى أن تعرف أن تنمية سيناء أكبر ضامن لحماية حدود مصر الشرقية، وبمثابة طوق النجاة للاقتصاد القومي، خلاف أن التنمية تعمل على تحسين مناحي الحياة والظروف المعيشية لأهاليها، وإقامة مجتمعات زراعية وصناعية وعمرانية تجذب المواطنين من وادي النيل القديم للإقامة والعمل فيها يعنى العمار والبناء ما يعزز من دمجها في النسيج القومي.
والأهم - فى ظنى - أن تنمية سيناء تعنى إعادة توزيع خريطة مصر السكانية من جديد، وذلك من خلال الاستثمار فى القطاعات الصناعية والزراعية والتعدينية والسياحية، وإنشاء المناطق الحرة، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة ببنية أساسية متطورة، لذلك أعتقد أن كل هذا سيساهم قطعا في إعادة توزيع الخريطة السكانية مما يضع مصر في مكان آخر اقتصاديا وأمنيا.
وأعنى أمنيا لأنك بتنمية سيناء تكون قد أغلقت الباب أمام الطامعين فيها، فأن تكون أمام قطعة أرض مليئة بالسكان والمشروعات غير أن تكون هذه القطعة متروكة منسية، فنجد أنفسنا أمام مؤامرات وأحلام خبيثة من أعداء الوطن وقوى الشر، وما نسمعه عن تهجير سكان غزة إلى سيناء ليس ببعيد.
نهاية.. تحية تقدير للقيادة السياسية على الانتباه لهذه المخططات الخبيثة والمجهز لها من قبل المغرضين، ولحرصها على الحفاظ على كل حبة رمل مصرية.. وحفظ الله مصرنا الغالية