مما لا شك أن الانتخابات الرئاسية ماراثون مهم لأى دولة تنشد الديمقراطية، وبما أن مصر تعيش هذا العرس الديمقراطي فى ظل أخطار محيطة بها من كل جانب يستوجب منا العلم أن المشاركة الانتخابية باتت واجب وطنى، وضرورة حتمية، فالأمر أصبح لست مقصورا على حرية المشاركة من عدمه بل أضحى يتعلق بصورة مصر عالميا ودوليا، وبإرادة المصريين نحو مواجهة هذه الأخطار ومواصلة بناء وطنهم.
غير أن المشاركة الانتخابية - فى العموم - لها آثار إيجابية كبيرة ومهمة على مستوى الأفراد وعلى مستوى المجتمع والحياة السياسية العامة فى مصر وحتى على المستوى العالمى.
فعلى مستوى الأفراد، مؤكد أنها تزيد من الوعى والانتماء الوطنى
وتنمى الشعور بالكرامة والقيمة، خلاف أنها حق دستوري كفله الدستور والقانون لكل مواطن، غير أنه عندما تكون المشاركة كبيرة فهى تنبه كل من الحاكم والمحكوم إلى واجباته ومسؤولياته.
أما على مستوى المجتمع، فمؤكد أن المشاركة الانتخابية تزيد وتعزز من الوحدة الوطنية والتضامن والتكافل الاجتماعى، وتزيد من مستوى الوعي السياسي فى المجتمع، وتدفع الحاكم إلى الاستجابة لمطالب المواطنين، وتجعله دائما يدور فى فلك المواطن والوطن لأنه أتى بإرادة الناخبين، وهذا سيكون له عظيم الأثر على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى سيراعى الحاكم فيها مصلحة المواطن أولا، ولأنه كل ما تكون هناك زيادة فى المشاركة الانتخابية تؤدى - قطعا - إلى مزيد من العدل الاقتصادي والاجتماعي فى المجتمع.
أما أهمية المشاركة على المستوى العالمى، فمؤكد أنه كلما تكون المشاركة كبيرة صورة مصر ستكون مشرفة ومضيئة أمام العالم، وتعزز من احترام العالم لنا، وتغلق الطرق والأبواب أمام المتامرين للصيد فى الماء العكر بتشويه صورة الدولة أو منح الدول - من مدعى الديمقراطية - ذريعة لمهاجمة مصر واتهامها بأنها غير ديمقراطية وتوظيف هذا لخدمة مصالحهم وأجندتهم الخبيثة والمغرضة.
وأعتقد أن كل ما تكون المشاركة الانتخابية أكبر يتعزز الولاء والانتماء الوطنى ما يعنى الحفاظ على الوطن ومقدراته فى ظل الأخطار المحيطة به، وما يعني أيضا استكمال مسيرة التنمية وبناء الدولة المصرية، خاصة أنه تم قطع أشواط كبيرة فى هذا الأمر خلال السنوات الماضية، ويجعلنا نستكمل استراتيجية الجمهورية الجديدة التى بدأناها فى تنفيذها لبناء الدولة والإنسان معا.
نهاية.. نستطيع القول، إن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ضرورة حتمية لكل مواطن، وليست رفاهية فى ظل التحديات العالمية والأزمات الإقليمية المتعددة، والأهم أن مصر تستحق منا جميعا أن تظهر بصورة مشرفة أمام العالم فهى مهد الحضارة والتاريخ وهى من علمت وما زالت تعلم العالم كيف يكون حب الأوطان؟