محمود عثمان

إن سألوك عن حقوق الطفل قل لهم: Happy new year

الإثنين، 20 نوفمبر 2023 09:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنزعج كثيرا حينما أرى الولايات المتحدة الأمريكية، التى تُدمن التجارة بشعارات حقوق الإنسان، تقف فى صف الاحتلال الذى يخوض فى دماء أطفال غزة. اليوم يحتفل الأمريكيون بأطفالهم فى يومهم العالمى، ويدعمون قتل الرضع والصغار فى القطاع الفلسطينى المخنوق.

 

كلما أطل التناقض برأسه من بين مواقف الإدارة الأمريكية، أندهش وأتساءل عن شعور البيت الأبيض بينما يقول كلاما ثم يناقضه بالأفعال.

 

فى اليوم العالمى للطفل، الذى يحتفل به المتحضرون فى العالم الأول بإجلال واهتمام، يحق لنا ويتوجب علينا أن نسأل عن حقوق الأطفال فى أنحاء العالم، كل طفل تهشمت طفولته تحت أحذية الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين فى العراق وأفغانستان وأفريقيا وغيرها، وكل طفل فى غزة والضفة الغربية تُنتهك طفولته بأيدٍ صهيونية، وبأسلحة غربية المنشأ.

 

ماذا عن الأطفال الذين ذُبحوا غدرا؟ والذين فقدوا آباءهم أو دُفنوا تحت الأنقاض؟ عائلات كاملة تُباد بمنتهى القسوة والوحشية، وطفولة تُسرق وتتلطخ بالدم من غير رحمة أو إشفاق، والعالم يحتفل اليوم ولا تلفت نظره الجريمة المفتوحة ضد الفلسطينيين.

 

العار يكلل رأس الولايات المتحدة وأوروبا، والمنظمات الأممية تقاعست طويلا وبعدما أفاقت لم تعد قادرة على تغيير الصورة، بينما تعطلها القيود المفروضة عليها من حكومات الدول الكبرى.

 

المنظمات التى تضع الأطفال فى مقدمة الأولويات، وترعى مناسباتهم بما فيها اليوم العالمى، تشاهد اليوم احتفالا معكوسا فى غزة، بدلا من أن يتشكل بالزينة والملابس والحلوى والأضواء الملونة، يتنزل على رؤسهم قنابل وصواريخ ساحقة، ويحوطهم بالجوع والعطش وانعدام الأمن والخدمات؛ لنكتشف منذ اندلاع الحرب مدى الفظاعة والقبح فى الممارسات الإجرامية لإسرائيل، وفى الصمت المخزى من الغرب، ما يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من المذابح المفجعة.

 

أطفال فلسطين يموتون يوميا ولا يعرفون لماذا هم هدف للطائرات والمدافع، ولا كيف ينتهى هذا الدمار ويستعيدون حياتهم الآمنة وطفولتهم الوديعة المسالمة. على العالم أجمع أن ينتفض ضد الممارسات الظالمة، وعلى الولايات المتحدة الاعتراف بأنها شريك مباشر فى مقتلة الأطفال. وعلينا جميعا أن نتذكر مع الاحتفال

باليوم العالمى للطفل أن أكثر من 5500 طفل فلسطينى فقدوا حياتهم دون ذنب، وأضعافهم بين مفقود وجريح ومشرد أمام آلة قتل إسرائيلية شديدة التوحش. كل سنة وأطفال العالم بخير وسعادة، ولعل العالم يتذكر أطفال فلسطين ويحتفل معهم بدلا من الرقص على جثثهم البريئة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة