سارع الغرب والولايات المتحدة من أجل دعم أوكرانيا بحجة أن عملية روسيا احتلال وضلال، ويجب مواجهتها بكل الطرق والسبل، فى حين تم دعم المحتل الإسرائيلي ضد شعب فلسطين الأعزل بعد عملية طوفان الأقصى وتحقيقها انتصارا كبيرا للمقاومة الفلسطينية.
ليتحقق انتصار فلسطيني آخر ومحقق كان ثمنه دم الأطفال والنساء لكنه كان هذه المرة فى الميدان يتوج بهدنة تعد اعترافا صريحا بقدرة المقاومة الفلسطينية فى مواجهة غطرسة العدو الذي تمادى كثيرا في تكريس الاحتلال والاستيطان والعدوان والطغيان، ولا يزال مستمرا في سياساته العدوانية والاجرامية من خلال القصف والإبادة والتدمير الممنهج، وفرض الحصار على المدن الفلسطينية بأكملها.
نعم انتصار فلسطيني أجبر العدو الغاشم على الجلوس والتفاوض وتحرير أسرى فلسطينيين ما يعتبر هزيمة جديدة بعد هزيمة جيش الاحتلال فى الميدان أثناء عملية التوغل البري وتكبد خسائر فادحة، وبعد هزيمة طوفان الأقصى 7 أكتوبر.
وفى اعتقادى أن عظمة هذا الانتصار أنه أجبر نتنياهو على النزول من على الشجرة بقبوله بهدنة وذلك بعد أن تغطرس وتجبر وتكبر ووضع أهدافا توهم تحقيقها، منها تدمير حماس وقتل قادتها، وتدمير الأنفاق، وتحرير الأسرى دون قيد أو شرط ولو بالقوة من خلال الاجتياح البري لغزة بالكامل، لكنه فشل رغم 50 يوما من القتل والقصف والتدمير الجنونى وإنهاء حياة الآلاف من الأطفال والنساء ومدنيين عزل.
لذلك، فإن كل المعطيات تؤكد أن صمود المقاومة الفلسطينية ونجاحها فى الوصول إلى هدنة بمثابة فشل ذريع لنتنياهو خاصة أنه توهم بأن الدعم الأمريكي والغربى سيحقق حلمه بتصفية القضية الفلسطينية، من خلال فرض التهجير القسري لأهل قطاع غزة من شماله الى جنوبه.
وأخيرا.. وبعد سريان الهدنة ونجاح عملية تبادل الأسرى فى أول أيام الهدنة، ماذا سيفعل العالم والضمير العالمى بعد أن رأى تضليل وتزييف الحقائق من قبل كيان مُحتل قام بالقتل وارتكاب المجازر والجرائم بحق الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية والأبنية والمدارس والمخابز والمساجد والكنائس والمستشفيات والمقرات الأممية، وبعد أن قضى على كل معالم الحياة البشرية في غزة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة