يميل الأمريكيون لوصف إسرائيل بالحليف الذي يشارك الولايات المتحدة القيم نفسها منذ الهجوم المباغت الذى شنته فصائل المقاومة على قوات الاحتلال في 7 أكتوبر الماضي لكنهم منقسمون حول الرد الإسرائيلي خلال الشهر الماضي، وفقا لاستطلاع أجرته وكالة اسوشيتد برس.
وكشف الاستطلاع، عن شكوك بين الديمقراطيين تجاه إسرائيل، الأمر الذى قد يمثل تحديا للرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال محاولته فرض توازن بين توفير الدعم للدفاع عن البلاد والأولويات المتغيرة لحزبه.
قالت كارولين رييس وهي ديمقراطية تبلغ من العمر 36 عام من نيويورك: "الوضع معقد.. أنا لن أدعي أني أفهم طبيعة العلاقة المعقدة والغير مفهومة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. والنتيجة، وفقا للاستطلاع صورة مشوشة إلى حد ما لا تقدم سوى القليل من الخيارات للبيت الأبيض الذي يتابع الرأي العام مع اقتراب موسم الانتخابات".
وفي استطلاع أجرى في أغسطس، وصف 32% فقط من الأمريكيين إسرائيل كحليف يشارك الولايات المتحدة القيم والمصالح نفسها لكن هذا الرقم ارتفع إلى 44% في الاستطلاع الأخير الذى أجرى بعد 7 أكتوبر الماضي، وقال 36% فقط أنه من المهم أو من المهم جدا تزويد إسرائيل بالدعم العسكر في حربها في غزة.
وقال 40% من الأمريكيين أن إسرائيل ذهبت بعيدا جدا أو بالغت في ردها العسكرى على فصائل المقاومة في القطاع بعد أن أعلنت وزارة الصحة فى غزة عن وفاة أكثر من 10 آلاف شهيد بسبب القصف الإسرائيلي على القطاع.
وقال رايس: "عندما سمعت بالأرقام لم أصدقها.. إنه رقم غير معقول .. 4 آلاف طفل تم قتلهم فى غزة كما أعلنت وزارة الصحة هناك.. إنه كثير جدا .. هذا هو المدى البعيد للغاية "
وهذا الشعور أكثر شيوعا بين الديمقراطيين، حيث يرى 58 % منهم أن الهجوم المضاد الإسرائيلي مبالغ فيه وبشكل عام، يرى 38 % من الأميركيين إن رد فعل إسرائيل كان صحيحا، فيما قال 18 % إنه لم يكن مبالغا فيه
وأشارت أسوشيتد برس إلى أن ما يزيد الوضع تعقيداً هو اهتمام الأمركيين بموازنة العديد من أهداف السياسة الخارجية في وقت واحد، حيث يعتقد حوالي 6 من كل 10 أنه من المهم للغاية أو المهم جدًا أن تساعد الولايات المتحدة في استعادة الرهائن الذين تحتجزهم فصائل المقاومة في غزةـ بينما قال النصف نفس الشيء حول منع الحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين أو تقديم الإغاثة الإنسانية للقطاع.
كما لا يوافق ما يقرب من ثلثي الأمريكيين (63%) على استجابة بايدن للصراع في فلسطين بينما يوافق الثلث فقط وهو ما يتفق مع معدلات رضا الأمريكيين عن أداء بايدن كرئيس حيث لا يوافق 60% من البالغين في الولايات المتحدة عن أداء بايدن كرئيس بينما يوافق 36% فقط.
وقال روبرت بيرد وهو ديمقراطي من ولاية فيرجينيا يبلغ من العمر 50 عاما: "أنا سعيد بدعم بايدن لإسرائيل.. في الحرب العالمية الثانية حينما حدثت الهولوكوست أمريكا تأخرت في مساندة اليهود .. اعتقد أننا تعلمنا من أخطائنا السابقة"
هذ المشاعر ليست شائعة بين الأمريكيين الأصغر سنا، حيث قال شون أوهارا وهو له حق الانتخاب إلا أنه لا ينتمي لأحد الحزبين: "تمويل حرب مثل هذه لا يتفق مع معتقداتى.. أعتقد البقاء خارجها هو الخيار الأفضل"، وأعرب عن قلقه من أن إسرائيل تستعمر فلسطين كلها وهم كذلك منذ سنوات طويلة".
ويقول حوالى نصف الأمريكيين 52%) إنهم قلقون للغاية أو قلقون للغاية من أن الحرب ستؤدي إلى زيادة التحيز ضد الشعب اليهودى في الولايات المتحدة. ويشارك حوالي 4 من كل 10 نفس القلق بشأن التحيز ضد المسلمين (43%) ويشعر أغلبية الديمقراطيين بالقلق بالمثل بشأن التحيز ضد اليهود (57%) والمسلمين (58%).