بنكهة وطنية بامتياز جاءت الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 إيجابيًا وأثبت المصريون أنهم مهد الحضارة والتاريخ، وأن الوحدة الوطنية ليست شعارا وإنما حقيقة مصرية خالصة رآها العالم كله أمام لجان الانتخابات من خلال رسم لوحة وطنية في حب مصر ونحو صُنع حاضر ومستقبل وطنهم، فكانت رسائل ثلاث جسدت إرادة المصرى وإدراكه بالأخطار والتحديات التهديدات التى تواجه بلده.
وأعتقد أن أهم رسالة قالها الشباب من خلال الاصطفاف الكبير أمام اللجان ومراكز الاقتراع، والإصرار على المشاركة بشكل لافت ومقدر، رغم أن كان هناك من يُشكك كثيرا في رغبة الشباب ومدى مشاركتهم الانتخابية، لكن طوابيرهم في اليوم الأول أكدت أن هناك حسا وطنيا كبيرا وإدراكا بما يحاك ضد دولتهم، وأيضا عرفانا وامتنانا بما قدمته الدولة المصرية منذ 2014 من إجراءات ومشروعات وقرارات لتمكينهم فى منصاب عليا وقيادية والدفع بهم في مراكز القيادة والمسئئولية ودعمهم اقتصاديا واجتماعيا، إيمانيا بقدراتهم وبدروهم ورغبة في الدفع بهم لأنهم أصحاب الحاضر والمستقبل.
لذلك كانت المشاركة الكبيرة لفئة الشباب المحرك الرئيسى في الحراك السياسى والانتخابى، وأعتقد أنه لابد أن ينظر إلى هذا الأمر باعتباره إنجاز خاصة لأن الشباب هم الفئة الأكبر في المجتمع المصرى ويمثلون النسبة الأكبر في التعداد السكانى وأمل مصر وايقونة الحياة والدرع الحامى للدولة المصرية.
وكما تصدرت فئة الشباب المشهد الانتخابى، تواصل المرأة المصرية عطاءها الكبير في كل مناحى الحياة فهى كلمة السر في الاستحقاقات الدستورية الماضية وفي صناعة الحياة السياسية، وها هي تؤكد من جديد هذه الريادة من خلال مشاركتها القوية في أول يوم انتخاب.
وأخيرا.. تحية تقدير للهيئة الوطنية للانتخابات على جهودها المثمرة والمحترمة التي سهلت ويسرت العملية الانتخابية وأظهرتها بشكل لائق وحضارى، وما اتخذته من قرارات وإجراءات بدءا من قاعدة بيانات قوية وصولا استخدام التكنولوجيا وتوظيفها لخدمة الناخبين إلى الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات وأيضا تخصيص لجان للوافدين تسمح بممارسة الحق الدستوري لغير المتواجدين بمحل إقامتهم، خلاف التجهيزات اللوجستية لمراكز الاقتراع وكثيرا من التسهيلات والإجراءات التي عكست مشهدا حضاريا بامتياز، وكلنا أمل أن تتواصل هذه المشاهد الحضارية والمشاركة القوية في اليوم الثانى والثالث للانتخابات.. حفظ الله مصرنا الغالية