تواصل الولايات المتحدة دعمها المستميت لإسرائيل في حربها على غزة، وها هو شيك على بياض جديد يمنحه وزير الدفاع الأمريكي لويد أستن لتل أبيب، حيث أكد مجددا أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يمكن زعزعته رغم أن الكل كان يتحدث خلال الأيام الماضية أن هناك تغير فى الموقف الأمريكي، والاتجاه نحو الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب أو تخفيف حدتها على المدنيين.
لتأتى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي مخيبة للآمال، وإن كنت أرى أنها تأتى في إطار السياق الأمريكي المتبع، خاصة أن من المؤكد أن الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه ببساطة إسرائيل لم تتحرك إلا بعد أن أخذت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة والدول الغربية لتدمير غزة عن بكرة أبيها، وهي سياسة الأرض المحروقة والدمار الشامل مستخدمة كافة القنابل المدمرة والقصف الجنونى واستهداف المستشفيات ومؤسسات العمل المدنى دون اعتبار لأى شيء لا قوانين حرب ولا معايير إنسانية.
فالولايات المتحدة لم تكف عن منح تل أبيب شيكات على بياض، فهى لا تقدما دعما فحسب بل تدير المعركة معهم ومنحهم المليارات من الدولارات وجسرا من السلاح وإرسال القادة العسكريين، حتى وزيرا الدفاع والخارجية باتا جزء من المعركة.
لذلك نحذر وننبه أن حديث الإدارة الأمريكية عن السلام والحرب في نفس الوقت فخ قديم جديد، فكيف نقبل هذا الحديث وهو بعيد عن كل البعد عن المنطق وما تتبعه من سياسات على الأرض، فهى تتحدث عن حل الدولتين ورفض سياسة استهداف المدنيين في حين تواصل تقديم السلاح والمشورة العسكرية والسياسية والمليارات من الدولارات وتمنع أي قرار في مجلس الأمن الدولى لوقف إطلاق النار في مشهد فج ينم عن انحياز كامل لإسرائيل ومشاركتها في حربها على الفلسطينين.