بات القاصى والدانى يدرك أهمية مصر وثقلها السياسى والاستراتيجى فى الإقليم، وهذا لم يأت من فراغ ولا محل صُدفة إنما بفضل تمتعها برؤية ثاقبة في تعاطيها مع هذه التطورات والأحداث والمتغيرات، وذلك لأسباب كثيرة أبرزها استمداد قوتها من مبادئ راسخة سياسيا وشعبيا، هو ما مكنًها من لعب دور فعال في كثير من القضايا العربية، ونموذجا ما يحدث الآن في فلسطين والحرب على غزة، وكيف اتجهت أنظار العالم بل تحرك العالم كله وجاء إلى مصر لإيجاد حل وللتخفيف من تفاقم الأوضاع.
وأعتقد أن نزاهة موقف مصر ورشد سياستها ولأنها دولة قائدة ومسئولة راعية للسلام والإنسانية، وما تتمتع به من شراكات متينة وموثوقية دولية، واستنادها للخبرات التاريخية في إدارة هذه الشركات والعلاقات، وهو ما ساهم بقوة في حلحلة كثير من الأزمات، والنماذج على ذلك كثيرة ومتعددة.
لذا، كان النجاح حليف مصر فى كثير من المواقف، ويكفى أن تتذكر ما تقدمه الآن بشأن الصراع في فلسطين، وجهودها فى عدم تصفية القضية الفلسطينية والوقوف بقوة ضد التهجير القسري لأهل قطاع غزة، والتحرك فى المؤسسات الدولية لحشد المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل والدفاع عن القضية الفلسطينية، وجهودها فى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة، وجهودها فى الوساطة بين المقاومة وإسرائيل لإنهاء الصراع ووقف إطلاق النار، وما قدمته في الأزمة الليبية سواء السياسة أو حتى أثناء كارثة إعصادر درنة، وكذلك الأزمة السودانية والأزمة السورية، وما تقوم به من أدوار مقدرة في القارة الأفريقية، ويكفى أنها تستضيف نحو 10 ملايين لاجئ على أرضها، خلاف دورها المهم في مواجهة التطرف والإرهاب وإحلال الاستقرار في المنطقة والإقليم.
لهذا، أصبحت مصر رقما صعبا في المنظومة الدولية والدولة الأكثر ثباتًا وتأثيرًا في الإقليم.. وعلى كل مصرى أن يعتز بدولته ويفتخر بجهود قياداتها..