لم يتوقف قتل الصحفيين الفلسطينيين واستهداف الصحافة بشكل عام فى ميادين الحرب على غزة والمدن الفلسطينية ولا باعتقالهم وتهديد عائلاتهم، إنما الطغيان الصهيوني ليس له حد، حيث وصل إلى استهداف الصحفيين والإعلام وأصحاب الرأى فى اسرائيل نفسها بعد ما كانوا يتغنوا بأنهم دولة ديمقراطية، وذلك من خلال الرقابة العسكرية التى هي وحدة عسكرية تابعة للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، ويقف على رأسها ضابط يُعرف باسم الرقيب العسكرى، ومهمتها الرقابة على الصحف اليومية وجميع وسائل الإعلام في إسرائيل، حتى مراسلي وسائل الإعلام الأجانب العاملين في اسرائيل وأصحاب الرأى لم يفلتوا منها، وهدفها أن لا يتطرق أحد إلى معلومات أو القيام بأحاديث مع الأسرى المفرج عنهم، أو بتناقل رويات غير الرواية الإسرائيلية المعتمدة حتى ولو كان يمتلك الأدلة والبراهين.
والسؤال، أين الديمقراطية والحديث - التى لا طالما صدعوا العالم به عقودا طويلة - عن أنه إسرائيل هى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة؟
لكن السؤال الأهم - فى ظنى - أين تصنيف المؤسسات الحقوقية ومراكز استطلاع حريات التعبير من تكميم الأفواه وقتل الصحفيين.. أم هم فقط معنيون بالعالم الثالث والدول النامية فقط.. أما ما يحدث فى إسرائيل - من وجهة نظرهم- ليس بجرائم ضد الصحفيين وحريات الرأى رغم حالات قتل الصحفيين تتم على الهواء مباشرة؟
يا سادة، إن المتتع لما يحدث فى إسرائيل من قتل الحقيقة وخنقها يجد أن الاعتداء على الصحفيين أصبح شريعة عندهم، وأن الصحافة أصبحت من أخطر المهن بالنسبة لإسرائيل، لدرجة أن الإعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي لم ينج من النفوذ الطاغي الإسرائيلي.
وأيا كان الأمر فمن المؤكد أن إسرائيل تحتضر إعلاميا وأخلاقيا، وأن إسرائيل ما قبل طوفان الأقصى شئ وما بعده شئ فقد انكشفت حقيقة ديمقراطيتهم العرجاء وزيفهم الكاذب أمام العالم، وباتت حقيقة إسرائيل واضحة وضوح الشمس كيكان محتل غاشم لا يعرف للأخلاق طريقا، وعدو دائم للحقيقة مهما كان أصحابها.. فاللهم نصرا لأشقائنا فى فلسطين