بداية.. أقرر أن لا خلاف مع عمرو أديب على المستوى الإنسانى، لكن كل الاختلاف معه على المستوى المهنى والإعلامى، والاختلاف هنا ليس نابعا من دوافع شخصية على الإطلاق، لكن باعثه هو خبرة مهنية أمتلكها وأستطيع التمييز من خلالها بين الرسالة الإعلامية الصادقة وبين المغرضة، وهى خبرة لا يمتلكها المتلقى للرسالة الإعلامية من الجمهور إلا ما ندر، وهنا مكمن الخطورة، لأن المتلقى حين لا يكون ملما بأدوات التلاعب والتأثير وتشكيل الوعى يصبح ألعوبة.
نسى عمرو أديب، أو شكلته المصالح الضيقة المادية والمعنوية، أن الكلمة امانة، لا يجب التلفظ بها إلا عن وعى أو عن قناعة، قد يكون الإعلامى خبيرا خبيرا فيما يتحدث، وقد يكون مقتنعا، فإن كان خبيرا وصادقا فهذا رائع، وإن قال ما يقتنع به فلا ضير، لأن القول عن قناعة يندرج تحت حسن الظن، لكن أن يكون الشخص ملما بحقيقة الأمور ويستغل منبرا إعلاميا لتحقيق أهداف مشبوهة، فهذا قمة التدنى، هنا أتحدث عن كل شخص فقد ضميرة وهو في موقع الناصح والموجه والمؤثر على الرأي العام.
يحيرنا عمرو أديب، ليس فقط اليوم، وليس بعد ثورة 30 يونيو، بل يحيرنا منذ ظهوره ولمعانه، فالرجل يقول الشىء ويؤكده ويقنع به الجمهور، ثم يقول عكسه ويؤكده ويقنع به الجمهور أيضا، ودوافعه في هذا وذك مريبة، إنه يقول الأمر وعكسه متى كان ما يعود عليه بالنفع، وأنت كشخص واع أحيانا لا تعرف ماذا يريد من الدنيا بعدما امتلك المال والشهرة والجاه.
عمرو أديب امتلك المال وراح يستخف بعقول الفقراء، يهاجمهم تارة ويسخر منهم آخرى، ثم يحرضهم في الأخير، لآن المحرض عليه ربما لم يلب له مطلبا، وربما تكاسل في الرد على هاتفه، إنه تضخم الذات يا سادة، إنها المصلحة في أعلى درجاتها.
مهارة كبيرة في التلاعب بالألفاظ، امتلكها الرجل – أنا لآ أنكر – وهى مهارة تتحول لكارثة إن كانت مستغلة لصالح هدف أو لمصلحة شخص، تخيلوا يا سادة حين يتلاعب شخص بالشعب أو الشعوب لترويج فكرة لصالح شخص أو شعب غير الشعب المستهدف.
إن ما يمارسه عمرو أديب هو فجر إعلامى، فجر يستهدف به جمهور لا يستحق إلا احترام عقله، الرجل يتلاعب بشكل ملحوظ جدا، يسخر من الثوابت، يسخر من المقدسات، لا تعرف إن كان متدينا، أم علمانيا، تراه يستضيف شيوخا، ثم يستضيف من ينكر المعلوم من الدين بالضرورة، يوهمك بأنه قومى عربى ثم تلمس فيه مساندة لإسرائيل، يهاجم رموز غزة عبر شخصيات معينة، ثم يعرض ردهم ويدلى بدلوه فيرسخ اتجاها مجتمعيا تجاه ما قرره أو قرر له مسبقا.
ألاعيب شيطانية، مارسها ولا زال عمرو أديب، عبر مختلف المنابر، وعبر كل العصور، كان مباركيا ذات يوم، ثم هاجم الرئيس الأسبق وأولاده، وكان إخوانيا وسلفيا، ثم هاجم التيارين، بارع عمرو أديب في بث السم في العسل، إنه يشكل خطرا كبيرا على الرأي العام، على استقرار الوطن، إنه يتلاعب بوعى البسطاء، وأنصاف المثقفين، إن مقاطعته أصبحت واجبا، وكشف حقيقته واجبا مقدسا، فيها راحة للضمير، فيها إنقاذ للوعى، وعى شعب يعشق تراب مصر، تركه الإعلام الواعى فريسه لعمر أديب ومن على شاكلته، نحتاج وقفة، نحتاج توعية، نحتاج كشف المستور، نحناج وقف ألاعيب ومزاعم عمر أديب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة