قال الداعية مصطفى حسني، إن الانسان مسيَّر في الأقدار ومخيَّر في ردود الأفعال على الأقدار، وفي كل زمن من الأزمان توجد تحديات ومشكلات، يقابلها عونٌ من رب العالمين على مواجهتها والتغلب عليها، مبينًا أن المشكلة التي تواجه شبابنا تكمن في كثرة المعلومات المغلوطة المقدمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا هو مصدر الخطر، فأغلب من انتهجوا مذهب التطرف والإرهاب كانت معلوماتهم منقوصة ومغلوطة وليس لها مرجعية دينية، لذا أصبح من المهم للشبال انتقاء المعلومات واستقائها من مصادرها الصحيحة لحماية أنفسهم من الوقوع فريسة للتطرف والأفكار الهدامة.
ووجه "حسني"، خلال ندوته في جناح الأزهر بمعرض الكتاب، رسائل مهمة للأسر العربية والمسلمة، بأن لا ينكروا وجود ظواهر دخيلة على المجتمعات، بل عليهم أن يبحثوا ويحللوا القضايا ويجيبوا على استفسارات أبنائهم وبناتهم بردود منطقية علمية، مع تخصيص أوقات للجلوس معهم وتوعيتهم والصبر على أخطائهم، وذلك لحمايتهم من الوقوع فريسة للمعلومات المغلوطة والمنقوصة، والتغلب على الظواهر الدخيلة، ناصحا الشباب بضرورة الانشغال بالعمل وبذل الجهد الكبير فيه والاطمئنان وعدم القلق من المستقبل، فالله يحب مصر، بدليل ذكرها في للقرآن 25 مرة، فهي محفوظة منه تعالى حتى يوم القيامة.
وفي ختام الندوة، التي شهدت إقبالًا كثيفًا من رواد معرض الكتاب، وجَّه حسني رسالة للشباب أن يطمئنوا لوجود الله عز وجل مهما تعرضوا من فتن وتحديات وابتلاءات، فخزائن الله واسعة وعليهم أن يثقوا في قدرة الله العليم الخبير لأن الأرزاق مكتوبة، وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه الكريم وسنته المطهرة، وحفظ دينه بالعلماء والطيبين من البشر، كما أن الدين حدد من قبل الله كل ما من شأنه حماية وتحصين العباد جميعًا، ولكن يجب على الشباب السعي لتحصيل الأرزاق ونفع الآخرين وإعمار الأرض لكي ننعم بالعيش في سلام وتراحم وقبول للآخر.
لافتا الي ان إن الترويج للمثلية الجنسية على أنها أحد عوامل الجينات هي دعوى ساقطة، فالعلماء المتخصصون كذبوا ذلك، أما دعوى التطبيع مع المثلية الجنسية بزعم الميول النفسية، فإن ذلك مرضا يستدعي إلى علاج نفسي، لافتا إلى أن بلادنا، والحمد لله، محفوظة بحفظ الله.
واشار إلى أن هناك فارقا بين القبول والتقبل بشأن المثلية الجنسية، فأحيانا نتقبل وجود ظواهر سلبية في العالم، ولكننا لا نقبلها ولا نوافق عليها، ونجزم بحرمتها في ديننا، ونتصدى لها بالبيان والتفنيد، مطالبا بالانضباط في الانفتاح على الغرب، وأن يكون ديننا بمثابة (الفلتر) لقبول بعض الأفكار أو رفضها.
وطالب الداعية "مصطفى حسني" أولياء الأمور بأن يكون على دراية وثقافة كافية لمواجهة دعاوى المثلية الجنسية؛ لتفنيد هذه الدعاوى والمزاعم لأولادهم بالحجج العلمية والمنطقية.
وحول قضية قبول وتطبيع المثلية الجنسية، كأحد وأخطر الظواهر الدخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي، أوضح الداعية مصطفى حسني أن الله سبحانه وتعالى لا يوجد لديه تناقض في علمه ودينه وأحكامه الفقهية، وقد حرم هذه الظاهرة لتعارضها وعدم توافقها مع الشرع الحنيف ومع قيمنا الدينية وموروثاتنا الثقافية وفطرتنا السليمة، مؤكدًا أننا قد تعلمنا في الأزهر الشريف وعلى يد علمائه وشيوخه الطيبين صحيح ديننا، وعرفنا منهم الحلال والحرام، ومنهم عرفنا أن المثلية محرمة ومرفوضة، فالأساس في حماية الشباب من مثل هذه الأفكار هو المعرفة الصحيحة للحرام والحلال وصحيح الدين.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة