<< خبير الكوارث والأزمات بسوريا: الكثير من الأبنية لم تعد صالحة للعيش.. ونحتاج لمساعدات عاجلة في مجال رفع الأنقاض والمواد الطبية والمستشفيات الميدانية
<< عبد الله الأحمد: الكارثة ستزيد من معاناة السوريين بشكل كبير للغاية
<< غسان يوسف: موقف العرب جيد ومصر والإمارات والجزائر من أوائل من قدموا مساعدات
<< المحلل السياسى السورى: حجم الدمار كبير للغاية والمجتمع الدولى لم يتفاعل بحجم كبير
<< غسان إبراهيم: نشكر مصر على المساعدات.. ويجب ضمان وصول المساعدات الدولية لمستحقيها عبر الحكومة
"أتركوا السياسة جانبا.. الإنسان هو الأهم"، كان هذا هو شعار السوريين إلى العالم أجمع، بعد الكارثة التي حلت بالشمال السورى فجر الإثنين الماضى، 6 فبراير 2023، بعدما ضربها الزلزال الذى بلغت قوته 7,8 درجة بمقياس رختر، ليصبح الزلزال الأقوى الذى يضرب المنطقة منذ عقود، زاد من معاناة السوريين، خاصة في ظل العقوبات والحصار الذى فرضه الغرب عليها، وهو ما جعل وصول المساعدات لإغاثة المتضررين من الزلزال أمرا صعبا، وفقا لتأكيدات منظمات الإغاثة الدولية.
مشاهد صعبة للغاية، لأطفال ونساء وشيوخ تحت الأنقاض، حيث تحاول فرق الإنقاذ انتشالهم، ومع معاناة الأتراك من الزلزال، إلا أن تلك المعاناة تزداد مع السوريين، فتركيا لا تجد أي صعوبة في وصول المساعدات الدولية إليها على عكس سوريا، وهو ما يفاقم من حجم الأضرار التي وقعت نتيجة الزلزال المدمر.
زلزال سوريا
الدعم العربى لسوريا
حجم للدعم العربى لسوريا لمواجهة الدمار الذى حل بها كان سريعا وكبيرا بمجرد حدوث الكارثة، حيث هرعت العديد من الحكومات العربية لتقديم المساعدات، حيث أرسلت مصر بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا، كما وصل فريق إغاثي وطبي من مصر إلى بلدة جندريس بريف عفرين شمالي حلب، لدعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، علما بأن البلدة من أكثر المناطق تضررا في سوريا.
الإمارات والسعودية كان لهما أيضا تحركا عاجلا، فقد وصلت طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إلى مطار دمشق ضمن الجسر الجوي الهادف لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له سوريا ضمن عملية "الفارس الشهم 2" في اليوم الأول، وشملت المساعدات في المرحلة الأولى 12 طنا من المواد الإغاثية وعددا من الخيم لإيواء 216 متضررا، كما وجه نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بمساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين في سوريا جراء الزلزال بقيمة 50 مليون درهم، من خلال مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، فيما أمرت السعودية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات وتنظيم حملة شعبية عبر منصة "ساهم" لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
من ناحيته أصدر ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، توجيهات بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى المتضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فيما سيرت سلطنة عُمان جسرا جويا لنقل المواد الإغاثية للمناطق المتضررة من الزلزال في سوريا وتركيا، تنفيذا لتوجيهات السلطان هيثم بن طارق، يما أرسل الهلال الأحمر الجزائري 210 طن من المساعدات الإنسانية، التي شملت مواد غذائية وخيما ومساعدات أخرى، وتوزعت على النحو التالي 115 طنا منها وجهت إلى سوريا، و95 طنا إلى تركيا، فيما أرسلت تونس ثلاث طائرات عسكرية باتجاه مطار حلب بسوريا ومطار أدانا في تركيا حاملة مساعدات إنسانية عاجلة وفرق نجدة وإنقاذ وفرق طبية مختصة.
استغاثات الهلال الأحمر السورى
زلزال مدمر يضرب سوريا
بحسب تصريحات تليفزيونية أدلى بها الأمين العام للهلال الأحمر السوري خالد عرقسوس، منذ عدة أيام، فإن هناك نقصا شديدا في الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، مؤكدا معاناتهم من نقص كبير في التجهيزات الخاصة بمثل هذه العمليات وخاصة تلك التي تستخدم في إزالة الأنقاض، بجانب وجود نقص في الوقود اللازم لتشغيل الآليات التابعة للهلال الأحمر والتي تستعمل في عمليات الإنقاذ.
الأمين العام للهلال الأحمر السورى، أكد أيضا أن كثيرين باتوا في العراء بعدما تهدمت بيوتهم، نتيجة الصدعات الناجمة عن الزلزال، كما أصبحت المستشفيات في حلب واللاذقية ممتلئة بالمصابين، ونقوم بنقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة في بانياس وحمص، وجها رسالة عاجلة قائلا: "من الضرورى تأمين مراكز إيواء بشكل عاجل، وتوفير مستلزمات مثل الأغطية وغيرها للتدفئة في الأجواء الباردة".
الأمم المتحدة توضح حجم كارثة الزلزال على سوريا
جاءت كارثة الزلزال لتزيد معاناة السوريين منذ أكثر من عشر سنوات، معاناة أخرى، وبحسب تصريحات المصطفى بن المليح القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، فإنه في حلب تسبب الزلزال في دمار وانهيار كبيرين، متابعا: "الآن نستعمل المدارس والجوامع والكنائس لإيواء المتضررين فيما يتزايد عددهم بشكل متواصل منذ اليوم الأول للزلزال، بينما الناس يخشون العودة إلى منازلهم والتي لم تكن منازل عادية في حقيقة الأمر لأنهم كانوا نازحين داخل البلد وكانوا يقطنون منازل وضعها مذر، والآن صار الوضع أصعب بكثير، وارتفع عددهم بشكل أكبر مما كان عليه".
ويضيف القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، أن هناك حاليا أكثر من 20 ألف شخص لجأوا إلى المدارس وخاصة الأطفال والسيدات وهم في حاجة إلى دعم كبير، وبالإضافة إلى الزلزال، هناك أحوال الطقس، فهناك الجليد والبرد الذي يصل إلى درجة التجمد، وبالتالي صارت هناك أزمة داخل أزمة.
ويتابع :"الآن لا زلنا نستخدم كل مخزونات ومستودعات الغذاء والخيام التي كانت بحوزتنا، والتي كانت مخصصة للتعامل مع الأزمة السورية لأكثر من عشر سنوات، وسينتهي هذا المخزون، بينما يمر الأطفال بصدمة وهم خائفون من الزلزال ومن العودة إلى منازلهم، وتحدثت مع ممثلة اليونيسف وأخبرتني بأن الأطفال يعانون من أزمة نفسية كبيرة وهم كانوا مصدومين من قبل بسبب الحرب، فالأطفال تضرروا كثيرا، وحسب ممثلة اليونيسف فمن المهم أن يكون لديهم الآن المأوى الآمن الذي يخلو من المشاكل، ولكن في نفس الوقت العودة إلى المدارس أمر مهم للغاية".
تعد أبرز العراقيل التي تقف أمام وصول المساعدات السوريين هو قانون القيصر، والذى يتضمن فرض عقوبات اقتصادية وقانونية على على ما يقرب من 39 شخصية سورية، بجانب منع دخول أي مساعدات إنسانية إلى سورى، هذا القانون الذى وقع عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ويستمر لـ5 سنوات أي حتى عام 2024، والقانون يعطي الرئيس الأمريكي الحق بفرض العقوبات، بحق الأشخاص الأجانب إذا قاموا بتوفير الدعم المالي أو التقني لسوريا، كما يطال كل شخص يبيع أو يوفر سلعاً أو خدمات أو تقنيات أو معلومات أو دعماً كبيراً عن علم، أو أي دعم آخر يسهل بشكل كبير صيانة أو توسيع الإنتاج المحلي.
سياسيون وخبراء سوريون يكشفون حجم الدمار
للوقوف أكثر على حقيقة الوضع فى سوريا، تواصلنا مع عدد من المسئولين والسياسيين السوريين، ليكشفوا لنا من سوريا، حجم الدمار الذى نتج عن هذا الزلزال المدمر، وما تحتاجه البلاد من مساعدات عاجلة لمحاولة السيطرة على الموقف.
خريطة زلزال سوريا
خبير الأزمات والكوارث السورى: فقدتنا كل شيء في هذا الزلزال والناس في الشوارع
الدكتور عبد الله الأحمد خبير الأزمات والكوارث في سوريا كشف في تصريحات خاصة من سوريا، حجم الدمار الذى حل ببلاده، قائلا، إن الوضع في سوريا سيئ للغاية، فالوضع الاقتصادى كان سيئا مسبقا، وبعد 10 سنوات من الحرب والحصار، أعتقد أن الاقتصاد منهك وسوريا تعانى من كل شيء وهناك ندرة من الوقود والكهرباء والمواد الغذائية والمعدات اللامة لرفع الأنقاض وغيرها .
وبشأن هل سيؤدى الزلزال الذي ضرب سوريا لزيادة معاناة السوريين الذين كانوا يسعون لإعادة الإعمار؟ يضيف خبير الأزمات والكوارث في سوريا، إن هذه الكارثة ستزيد من معاناة السوريين بشكل كبير للغاية لأنها تستنزف ما لدى الدولة من مدخرات إذا كان هناك مدخرات، بالإضافة إلى المدخرات الشخصية، فالناس فقدت كل شيء في هذا الزلزال، فالناس في الشوارع وهناك أبنية كثيرة متصدعة ولم تعد تصلح للعيش، وبالتالي في ظل هذه الظروف فإن المعاناة ستزداد للأسف الشديد وإعادة الإعمار، متابعا: "لا اعتقد أنها ستتم في القريب العاجل لأن سوريا الآن لا تستطيع إعادة الإعمار ".
وحول ما الذي تحتاجه سوريا الآن من المجتمع الدولي لمواجهة آثار الزلزال؟ يقول إن إعادة الإعمار يحتاج إلى خطط وموارد كثيرة وإزالة الحصار، وبالتالي فنحن بحاجة إلى مساعدة من الدول العربية والصديقة بجانب إزالة العقوبات عن سوريا ، وإعادة الإعمار يحتاج إلى تضافر جهود إقليمية ودولية لمساعدة سوريا في هذا الإطار.
يقول الدكتور عبد الله الأحمد :"أعتقد أن سوريا بحاجة إلى مساعدات عاجلة في مجال رفع الأنقاض بجانب مساعدات في المستشفيات الميدانية والأغذية والرعاية الصحية والأهم هو السماح للوقود بالتدفق إلى سوريا لأننا نعلم جيدا لأن الآبار السورية تحت الاحتلال الأمريكى، والولايات المتحدة الأمريكية تسرق النفط السورى وتمنع وصول النقالات النفطية إلى سوريا وبالتالي هناك حاجة ماسة لكل شيء خاصة التحويلات المالية لأن العقوبات تمنع تلك التحويلات المالية إلى سوريا، وقد يكون هناك بعض التسهيلات اليوم بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية ولكن ما نأمله هو إزالة تلك العقوبات بشكل كامل لأن المعاناة في سوريا كبيرة للغاية، ولا يمكن التعامل مع الأزمة إلا بتضافر جهود كبيرة ويكفى 10 سنوات من الحرب والدمار مع هذا الزلزال، فالوقت قد حان لمساعدة سوريا كى تعود لوضعها الطبيعى".
قرار وزارة الخزانة الأمريكية الصادر في 9 فبراير الماضى نص بحسب موقعهم الرسمي على " قيام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة بإصدار الرخصة العامة 23 الخاصة بسوريا اليوم، وهي رخصة تسمح بـ180 يوما من كافة العمليات ذات الصلة بالإغاثة من الزلزال والتي كانت محظورة بموجب أنظمة العقوبات المفروضة على سوريا".
وبسؤاله هل بالفعل هناك أزمة في محاولة الوصول لبعض المناطق المنكوبة بسوريا؟ يوضح خبير الأزمات والكوارث في سوريا، بأن هناك أزمة في وصول بعض المساعدات إلى بعض المناطق على سبيل المثال القوافل الحكومية تقف على المعابر عند إدلب ولم يسمح لها بالدخول بعد، وهناك صعوبات لوجيستية في بعض المناطق، وبكل الأحوال هناك محاولات مستمرة ومكثفة لإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها، وهناك مساعدات فورية وهناك مساعدات يجب أن تكون من خلال إزالة الأنقاض ومساعدة الناس على تأمين مساكن مؤقتة وفرق طبية ومستشفيات ميدانية وأعتقد أن الموارد لا تكف، والمساعدات لم تصل بعد لهذا المستوى، بالإضافة إلى الوقود.
وأكد أن هناك ضرورة للوقود وبالأخص أننا في فصل الشتاء والطقس بارد للغاية وهناك ثلوج في بعض المناطق، فبالفعل هناك مشكلات لوجيستية ولن المؤسسات الحكومية والأهلية تحاول قدر المستطاع إيصال كل شيء إلى المناطق المتضررة، متابعا :"في الواقع الامتداد الجغرافى وحجم الكارثة كبيرة، وبالتالي حجم الارباك كبير بشكل عام وهذا يحدث في دول كثيرة لأن شدة الزلزال كانت كبيرة للغاية للأسف الشديد".
وحول ما إذا كانت هناك توقعات تبعات لهذا الزلزال خاصة أن هناك توقعات بحدوث تسونامى لبعض الدول، يقول عبد الله الأحمد :" لا اعتقد أنه سيحدث تسونامي، فالتسونامي يحتاج لظروف أخرى، ومركز الزلزال في البر وليس في البحر، والبحر المتوسط ليس مثل المحيط الهادي، إذن ليس هناك توقع لحدوث تسونامي، كان ممكن إذا حدثت زلازل أخرى قد يكون خطر من السدود وبالأخص تركيا، ولكن تسونامي لا أعتقد أن الوضع أو الظروف الطبيعية تسمح بحدوث ذلك".
وحول الموقف العربى من سوريا بعدما ضربها الزلزال قال، إن موقف الدول العربية كان جيدا من حيث المبدأ ولكن نطمح بالمزيد من المبادرات، ونتمنى أن تقوم الدول التي لم تبادر حتى الآن أن تساعد السوريين ونعول على الدول العربية جميعا، إعادة الوضع إلى سوريا كما كان عليه قبل الأزمة من تمثيل دبلوماسي وإرسال مساعدات، سوريا لم تقصر مطلقا في السنوات السابقة حال كان هناك كارثة في أي دولة عربية ونأمل أن تعود العلاقات ويزداد الدعم من الدول العربية.
ويضيف خبير الأزمات والكوارث في سوريا، إن بلاده تعرضت في العشر سنوات الأخيرة للكثير من الدمار والمشردين والجرحى والقتلى، ولكن المنظر اليوم كارثى، الناس في الشوارع بدون أي شيء، تركوا كل شيء، ولا يستطيعون العودة لمنازلهم والبعض محاصر تحت الأنقاض وعائلات كاملة فقدت أرواحها، أطفال محاصرين وجرحى والمشاهد صادمة جدا، للأسف الشديد، وهذه الكارثة، في الكوارث هناك تكاتف، والسوريين تحت الصدمة ولا يمكن كدولة مثل سوريا أو حتى أكبر أن تتعامل مع أزمة من هذا النوع، الأزمة كانت كبيرة جدا وتأثيرها كان واسع النطاق، صحيح مبادرات شخصية وتكاتف وكل هذا لا يكف، فحجم الكارثة كبير للغاية وتداعياتها قد تستمر لأشهر وسنوات، وهناك حاجة ماسة للمساعدة والتدخل الإنساني.
وبشأن جمع بعض الدول العربية لتبرعات لمساعدة السوريين، قال الدكتور عبد الله الأحمد :"من المهم جدا مساعدة سوريا، فالتبرعات مهمة للغاية وقوافل الإغاثة مهمة ومن المهم انهاء الاحتلال الأمريكى لمنابع النفط السورى ورفع كل حصار سواء أوروبى أو أمريكى وحان الوقت الآن للتعامل بشكل إنسانى ولا يوجد شيء الآن يستدعى الخلافات، فدعوا السياسة جانبا، فالإنسان الآن هو الأهم والسوريون يعانون الآن بشكل كبير للغاية ، فحتى قبل كارة الزلزال هناك ندرة في كل شيء، والاقتصاد يعانى بشكل كبير للغاية والناس يحاولون الاستمرار في الحياة ، فكيف مع هذه الكارثة التي دمرت مدن كاملة في سوريا، فنأمل أن تعود العلاقات العربية كما كانت وأنيفك الحصار عن سوريا وأن نبدأ بصفحة جديدة من الآن".
غسان يوسف: هناك تقاعس من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي
المحلل السياسى السورى، غسان يوسف، يتفق مع الدكتور عبد الله الأحمد، حيث يرى – بحسب تصريحات خاصة من سوريا – أن حجم الدمار الذى حل ببلاده كبير للغاية خاصة لأنه شمل 4 محافظات سورية والأضرار كبيرة والمحافظة الخامسة تقريبا الأضرار شبه كبيرة والمحافظات المتضررة أكثر هم حلب وإدلب واللاذقية ، وحماة، أما المحافظة الخامسة فهي طرطوس.
زلزال يضرب سوريا
وحول حجم تفاعل المجتمع الدولى مع أزمة الزلزال، يضيف غسان يوسف، إن حجم الدمار كبير للغاية والمجتمع الدولى لم يتفاعل بحجم كبير كما يتفاعل مع مستوى الكوارث والزلازل باعتبار أن حياة الناس هى المهمة وكل ما تقدم الوقت لا نستطيع أن نحصل على ناجين ولا نستطيع أن ننقذ ناجين من تحت الأنقاض، فالدولة السورية منذ اليوم الأول للدمار الكبير، طالبت دول العالم بتقديم مساعدات والدول العربية قدمت مساعدات وأصدقاء سوريا قدموا مساعدات، ولكن هناك تقاعس من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظماتها تقاعست ولذلك هذه الدول التى تمتلك الإمكانيات بصراحة كان هناك تأخر كبير ى إيصال مساعداتهم.
وأوضح أن سوريا تعانى من حصار تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من عقوبات ولذلك تأخرت المساعدات كثيرا، فحجم الدمار كبير وسوريا بحاجة للمساعدة كثيرة والمساعدات التى وصلت قليلة ونحتاج الكثير ورئيس الوزراء أعلن 4 محافظات منكوبة وهذا يتطلب من المجتمع الدولى إرسال مساعدات، فالدولة السورية قالت إن 4 مناطق منكوبة ويجب على العالم أن يسرع في مساعداتها.
وبشأن الموقف العربى من مساعدة سوريا قال غسان سوف، إن الموقف العربى موقف جيد، والكثير من الدول العربية كانت على قدر المسئولية فى المقدمة كانت مصر والجزائر والعراق والإمارات، موضحا أن جميع الدول العربية أرسلت مساعدات.
ويشير غسان يوسف إلى أن سوريا فى حالة حرب منذ عام 2011 وتعانى من عقوبات وحصار وضعف إمكانيات والولايات المتحدة التى تسرق النفط فى المنطقة الشرقية وفى السنوات الأخيرة كان هناك اتجاه لإعادة الإعمار، رغم تحرير الكثير من المناطق من الإرهاب، ولكن عمليات إعادة الإعمار لم يكتمل وهناك مناطق خارج سيطرة الدولة فيها مثل إدلب وشمال شرق سوريا، موضحا أن الولايات المتحدة تسرق النفق وهذا يؤدى الى تقسيم سوريا.
ويتابع المحلل السياسى السورى، أنه بالنسبة للمناطق التي تحت سيطرة الدولة لا توجد بها أزمة ولكن هناك المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة الدولة لا يمكن الوصول لها بسبب سيطرة الجماعات الإرهابية، والعالم شاهد هذه المشاهد ويستطيع أى مشاهد أن يرى ما الذى حدث وبشكل عام الشعب السورى متلاحم مع بعضه وهناك تعاون وتعاضض ولكن الكارثة كبير ولا يستطيع الشعب أن يسيطر عليها ولكن كان هناك تقصير من المجتمع الدولى بشكل كبير.
وحول رسالته للشعوب العربية يقول غسان يوسف :"رسالتى للشعب العربي هو الإسراع فى تقديم المساعدات وتعويض بعض الشي الذى خسره هؤلاء المنكوبين في كارثة الزلزال".
غسان إبراهيم: نقدر الموقف المصرى المتزن تجاه القضية السورية
وجهة نظر ثالثة يمثلها غسان إبراهيم الصحفي السوري ومدير الشبكة العربية العالمية للدراسات، والذى وجه الشكر للدول العربية على المساعدات التي وجهتها لسوريا لمواجهة أزمة الزلزال.
ويقول غسان إبراهيم في تصريحات خاصة إن كل السورين يشكرون كل الدول العربية التي ساعدت الشعب السورى ومن بينهم مصر ونتمنى أن تصل هذه المساعدات للسوريين وليست لجهات سياسية غير تابعة للحكومة السورية أو إلى أطراف معادية بل يجب أن أكون مساعدات مدنية مدنية بين الشعوب برعاية حكومات هذه الدول العربية وليس أطراف سياسية سورية لضمان أن تصل هذه المساعدات لمستحقيها ولا تصل للفاسدين .
ويضيف مدير الشبكة العربية العالمية للدراسات، إن بعض المساعدات التي تصل نجدها تباع في الأسواق السوداء في سوريا ، ونقدر الموقف المصرى المتزن تجاه القضية السورية ولا استقرار في المنطقة دون حل سياسى في سوريا وفقا للقرارات الأممية وليست قرارات فردية.