أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: مصر والعمل العربى.. تحديات كبرى تفرض العمل معا

الأحد، 12 فبراير 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواجه الأمة العربية دائما تحديات إقليمية، وتحولات عالمية، ولم يخل الشرق الأوسط على مدار ثلاثة أرباع القرن من تحديات تفرض نفسها على السياسة والاقتصاد، وهى تحديات تضاعفت خلال العقود الأخيرة، التى شهدت تحولات متعددة، وبعد غزو العراق، بدأت مرحلة جديدة أنتجت الإرهاب والتهديدات الوجودية، ضاعفتها تحولات العقد الماضى التى أحالت أحلام وآمال التغيير إلى كوابيس، وشهدت دول عربية - مثل سوريا وليبيا واليمن - صراعا هدد آمال التغيير والتنمية، وأدى هذا إلى نزح الثروات، وضاعف من أعداد اللاجئين، وتوالت أزمات عالمية انعكست إقليميا، عامان مع فيروس كورونا، تلتهما الحرب فى أوكرانيا وتشعباتها المعقدة عالميا، والتى خلقت أزمة أكثر تعقيدا، وانعكاساتها على الاقتصاد والتضخم والأسعار.
 
كل هذا يفرض المزيد من العمل المشترك والتعاون، والتذكير بأن العالم العربى توحده اللغة والمصير، ويمتلك ثروات وإمكانيات متنوعة، ويمكنه - حال تعاونه معا - أن يواجه هذه التحديات، خاصة فى ظل انصراف المنظمات الدولية إلى الانشغال بقضايا متعددة، وعجز النظام العالمى عن متابعة أو معالجة هذه التحولات.
 
وخلال هذه المراحل، لم تتوقف مساعى التوحد والتعاون على أسس واقعية، وظل العمل العربى المشترك حلما، والحديث عن تعاون اقتصادى وسياسى يسمح ببناء وحماية مصالح اقتصادية مستديمة، وفى كل مناسبة يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية الإيمان بوحدة الأهداف والمصير وتفعيل التعاون وإعلاء مفهوم الدولة الوطنية، وإبعاد التدخلات الخارجية، والتفرغ لمواجهة الأزمات والتحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية، ويؤكد الرئيس هذه الرؤية حتى على المستوى العالمى، باعتبار أن العالم يواجه تحديات متعددة، تستلزم المواجهة الجماعية لما يهدد العالم، وإقليميا التعاون والشراكة، والسعى لإزالة الأسباب التى تعيق تحقيق التكامل العربى وردع تدخلات القوى الخارجية، والحد من إهدار ثروات المنطقة فى غير مقاصدها الصحيحة، وبلورة تسويات نهائية للصراعات التى لن تحل بمعادلة صفرية، يُقصى فيها طرف أو يُجار على حقوقه، هذه هى الرؤية التى يحرص الرئيس على أن يطرحها فى كل محفل، وفى كل وقت، وآخرها تأكيده أن يكون الحوار والعلاقات العربية قائمة على الاحترام والالتزام بالعلاقات الأخوية، ويضرب مثلا بأن هناك تكتلات أخرى سبقت الدول العربية نحو التكامل، رغم أن ضمن أطرافها من عانوا من تناحر وحروب، بينما لدى العرب من المشتركات «ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز اختلافات وجهات النظر». 
 
وقد جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، التأكيد على أهمية الحفاظ على التكاتف بين الدول العربية، وحرص مصر على تعزيز العلاقات العربية المشتركة ودعم جميع الدول العربية فى مساعيها لتحقيق الاستقرار والتنمية، مؤكدا أن استقرار وسلام كل دولة عربية هو استقرار وسلام لمصر، ويعبر الرئيس عن رؤية مصرية ثابتة فى تدعيم العمل العربى المشترك انطلاقا من الفعل، حيث تسعى مصر دائما إلى دعم المسارات السياسية والتعاون فى كل المجالات، وأكد الرئيس السيسى، أثناء استقبال وفد من رؤساء المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء الوفود المشاركين فى المؤتمر الخامس للبرلمان العربى، تدعيم مصر لجهود تعزيز التواصل والتعاون العربى فى كل المجالات، خاصة التعاون البرلمانى بين الدول العربية وثمن الرئيس قرار البرلمان العربى بالتركيز خلال الدورة الحالية من المؤتمر على موضوع الأمن الغذائى الذى تتعاظم أهميته فى ظل أزمة الغذاء العالمية التى يمر بها العالم. 
 
قضية الأمن الغذائى والطاقة والأسعار والتضخم، تفرض نفسها على كل دول العالم، ومنها بالطبع الدول العربية بما تمثله هذه الأزمة من انعكاسات صعبة لأزمة دولية، تتطلب موقفا عربيا متضامنا فى مواجهة الأزمة الاقتصادية، التى تفرض تداعياتها الاقتصادية، فضلا عما تسببه من تهديدات اجتماعية تستدعى العمل من كل دولة، بجانب التعاون لمواجهة عربية وإقليمية، بالتعاون والتنسيق والشراكة وتبادل الخبرات، ثم إن الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا، تتطلب تنسيقا للمواقف، والدفع بمسارات سياسية، وسط تشابكات معقدة وآراء عربية متنوعة، وتتطلب أيضا تفاهما يمكن من التعامل معها والدفع نحو حلها، أو على الأقل التوافق على سيناريوهات لمسارات سياسية تخرج هذه الدول من نفق الصراع إلى آفاق الحل السياسى.
 
وفى كل مناسبة تحرص مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، على تأكيد الشراكة والتعاون والمصالح المشتركة، وحل المشاكل سياسيا، ودعم الدولة الوطنية وعدم التدخل فى شؤون الدول، وهى رؤية تحظى بثقة إقليمية ودولية كبيرة، تمكن من التدخل بموضوعية وتفهم، لكون مصر والرئيس السيسى على علاقة وتواصل مع كل الأطراف العربية، ما يضاعف من أهمية العمل المشترك والتوصل إلى قرارات قابلة للتنفيذ، فى مرحلة دقيقة وحساسة.
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة