اندلعت موجة من الاحتجاجات فى مختلف الدول الأوروبية لأسباب عديدة ، أبرزها لاسباب اقتصادية وضد ارتفاع الاسعار والغلاء بسبب استمرار الحرب فى أوكرانيا، ولكن أيضا آخرى لأسباب تدهور فى قطاعات الصحة والتعليم.
ففى إسبانيا، تظاهر مئات الآلاف من الأشخاص فى العاصمة الإسبانية مدريد ، في احتجاج جديد للدفاع عن نظام الصحة العامة في المنطقة التي تضم العاصمة الإسبانية ، المثقلة منذ شهور بنقص الموظفين والموارد، حسبما قالت قناة انتنا الإسبانية.
وأشارت القناة إلى أن مجموعات المتظاهرين ، ومن بينهم العديد من العاملين في القطاع الصحي فى إسبانيا ، التقوا في مناطق مختلفة من مدريد بالطبول والصفارات للتجمع أمام البلدية مع لافتات تحمل شعارات مختلفة مثل "الصحة ليست للبيع ، إنها ليست للبيع. ".
وجمعت الاحتجاجات 250 ألف شخص وفقًا للسلطات وما يقرب من نصف مليون وفقًا للهيئات المنظمة ، الذين طالبوا "بمزيد من الموارد" من حكومة مدريد المتمتعة بالحكم الذاتي ، والتي تتهم بتفضيل مقدمي الخدمات من القطاع الخاص على حساب الصحة العامة.
احتجاجات
وتعد هذه التظاهرة ثالث حشد واسع النطاق في أقل من ثلاثة أشهر في العاصمة الإسبانية ، بعد مظاهرتين ، الأولى في 13 نوفمبر 2022 والثانية في 15 يناير.
وتحتل مدريد المركز ما قبل الأخير من بين 18 منطقة إسبانية من ناحية الاستثمار في نظام الصحة العام، بـ 1491 يورو سنويًا لكل فرد، وفقًا لآخر تقرير صدر عن وزارة الصحة ويعود إلى 2020. وفي المقابل تعتبر مدريد أغنى منطقة في إسبانيا.
#MadridSeLevanta12F
— RawNews1st (@Raw_News1st) February 12, 2023
Huge demonstration in Madrid. More than 250,000 people demonstrate to defend the public health system and protest against its privatization. pic.twitter.com/Jq2Jabiyxr
وقال رئيس اتحاد العمال العام بيبي ألفاريز، إحدى النقابات الإسبانية الرئيسية، "إنه لأمر مخز أن يكون الوصول إلى الرعاية الصحية العامة الجيدة غير مضمون، بوجود ثروات كبيرة".
واتهمت رئيسة حكومة مدريد إيزابيل دياز أيوسو من الحزب الشعبي والمنتمية إلى اليمين المتطرف في إسبانيا، المتظاهرين مرارًا بالتحرك على خلفية دوافع "سياسية"، ونفت وجود أي نية لإضعاف النظام الصحي.
أما فى البرتغال فقد تظاهر آلاف المعلمين في لشبونة ، عاصمة البرتغال ، في أحدث جولة من الاحتجاجات البرتغالية للمطالبة بتحسين الأجور والعمل، حسبما قالت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه شارك في الاحتجاجات أكثر من 150 ألف شخص، بحسب الاتحاد الوطنى للمعلمين، FENPROF، وهو الاتحاد الرئيسى في القطاع، حيث قال الأمين العام لاتحاد المعلمين في البرتغال، ماريو نزوجيرا ، "ربما يكون هذا أكبر عرض للمعلمين شهدته البرتغال".
وأعلن أحد المتظاهرين، أوجستو فيجيريدو، 64 عامًا، أنه "غاضب" من "الرواتب البائسة، والتقييمات التمييزية، والساعات اللاإنسانية، وأضاف "هذه هي حقيقة مهنتنا اليوم"، كما قال جواو تريستاو مدرس التربية البدنية "نحن متعبون حقا، لا أحد يستمع إلينا، هذه الحكومة يجب أن تستمع إلينا".
وأعرب المعلمون عن حماسهم مع المطالبة بتحسين شروط الحيازة والتقدم الوظيفي، وكذلك الرواتب بما يتماشى مع التضخم، كما طالب المتظاهرون بأخذ ساعات العمل في الاعتبار.
وتعد تلك المظاهرات هي الأحدث في سلسلة الاحتجاجات والإضرابات التي تشهدها البلاد منذ يناير الماضي وأدت إلى إغلاق المدارس.
وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي خرج المعلمين في مظاهرات بداية من العام الجارى 2023 ، للمطالبة بتحسين العمل وزيادة رواتبهم ، وحملوا المتظاهرين لافتات كتبت عليها شعارات مثل "احترام" و"كرامة" و"متحدون من أجل المدرسة"؛ حيث يطالب المعلمون بأخذ ساعات عملهم الفعلية في الاعتبار، وزيادة رواتبهم لمواكبة التضخم الذي بلغ 7.8% في المعدل عام 2022، في أعلى مستوياته منذ ثلاثين عاما.
وفى فرنسا ، تستمر المظاهرات ضد اصلاح نظام التقاعد ، وهددت النقابات العمالية في فرنسا بـ "شل" البلاد في مارس إذا "لم يستمع" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرفض مطالب الأغلبية لإصلاحه نظام التقاعد ، وسط يوم يشهد مظاهرات حاشدة جديدة.
وقال فريديريك سويلو. زعيم نقابة FO ، "إذا لم يستمعوا بعد إلى الرفض الشعبي ، على الرغم من كل الحكومة والمشرعين ، فإن النقابات العمالية ستدعو إلى شل جميع القطاعات في فرنسا في 7 مارس"، وجاء التحذير في إطار يوم رابع من الاحتجاجات في فرنسا منذ بداية العام، وأعلنت نقابة CGT أن هناك 500000 متظاهر في باريس ، حيث وقعت بعض الحوادث مع الشرطة، في حين أن أن عدد المتظاهرين حتى الآن تجاوزا الـ 2 مليون شخص .
وأعربوا المتظاهرين عن رفضهم للتعديلات الأخيرة للسلطة التنفيذية من تأجيل سن التقاعد من 62 إلى 64 بحلول 2030، حيث أن غالبية الفرنسيين - اثنان من كل ثلاثة ، وفقًا لاستطلاعات الرأي - يعارضون الإصلاح ، الذي تسعى الحكومة من خلاله إلى جعل سن التقاعد أقرب إلى سن التقاعد لجيرانها في أوروبا وتجنب العجز في المستقبل في صندوق المعاشات التقاعدية.
وقالت جايل ليروي كاريتو (47 عاما) في المسيرة التي خرجت في باريس وسط أجواء احتفالية "أجد صعوبة في تصديق أن الحكومة لن تستمع إلى هذا الرفض المهم" في "سياق صعب" لتضخم المواطنين، وقالت "نحن نتظاهر من أجل معاشاتنا التقاعدية ومعاشات أطفالنا" ، متذكرة أنها في عام 2010 انتقلت بالفعل من 60 إلى 62 عامًا وتوقعت أنه في غضون 10 أعوام يمكنها أن تصل إلى 70.
كانت مظاهرات 31 يناير - بين 1.27 و 2.8 مليون شخص - هي الأكثر شعبية ضد الإصلاح الاجتماعي في فرنسا منذ ثلاثة عقود ، لكن الحكومة لم تتراجع
يشير كل شيء الآن إلى اشتداد الاحتجاج اعتبارًا من 6 مارس ، عندما تنتهي العطلة المدرسية الشتوية، بعد إضراب آخر كان في 16 فبراير ، من المتوقع أن يكون أول إجراء رئيسي لتغيير هذه الدورة في 7 مارس.
وليست هذه هى الاحتجاجات الوحيدة فى فرنسا ، ولكن خرجت احتجاجات فى 25 مدينة فرنسية للمطالبة باسنحاب البلاد من الناتو ووقف تسليح اوكرانيا، حيث تم تنظيم المظاهرات تحت شعار "المسيرة الوطنية من أجل السلام".
وفى بريطانيا، فإنها تعيش أكبر إضراب صحى لها فى ظل ، حيث خرج عشرات الالاف من الممرضات وعمال الإسعاف اضرابا مشتركا بسبب الخلاف على الأجور ، مما شكل أكبر احتجاج فى تاريخ الخدمة الصحية الوطنية الممتد 75 عاما، ومن المتوقع تنظيم مظاهرات آخرى خلال الاسبوع مما يزيد الضغط على حكومة ريشى سوناك فى غضون ذلك ،خاصة فى ظل عدم وجود اى نية للمفاوضات.
قال أحد المتظاهرين خارج مستشفى سانت توماس في قلب لندن: "تحتاج الحكومة إلى الاستماع والتحدث عن الأجور بدلاً من مجرد القول إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية لا تملك المال".
اما فى ألمانيا، فقد خرج العشرات من الألمان فى مجموعة من التظاهرات الاحتجاجية بسبب تدهور الوضع الاقتصادى وضد ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين ،حيث سينظم الألمان عدة مظاهرات في برلين ومدن ألمانيا للمطالبة بحل مشكلة الغلاء وانهاء الحرب في أوكرانيا والوصول لحل اقتصادي مع الروس.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الألمانية عن حزمة دعم اقتصادي لمساعدة المواطنين والشركات على مواجهة ارتفاع الأسعار والتضخم، بقيمة 65 مليار يورو.