علاقات تتجاوز محاولات التشكيك فى متانتها، ومواقف متعددة امتدت لما يربو على الـ90 عامًا منذ تأسيس المملكة، صاغت فى مجملها تاريخًا ممتدًا لعلاقات راسخة فى المحيط العربى والشرق أوسطى، ميزتها الإرادة السياسية السعودية - المصرية لتعزيز العمل العربي المشترك، والحفاظ على استقرار المنطقة، تلك الإرادة التى تتناسب مع ثقل الدولتين السياسي على الصعيدين العربى والدولي.
لقد أثبت التاريخ بمالا يدع مجالا للشك، أهمية الدور والتنسيق المصرى السعودى في التصدي لما تواجهه الأمة العربية من أزمات شكلت تحديًا وخطرًا على الأمن العربي واستقرار الدول العربية، ، فكانت الدولتان هما المحصن للمنطقة ، خاصة أن مصر والمملكة من الدول العربية السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية عام 1945، وتعمل الدولتان على تعزيز دور الجامعة كمظلة تجمع العرب، ويقدمان دعمًا كبيرا للقضايا العربية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
وامتزجت الدماء بين الشعبين لتتجاوز العلاقات المصرية السعودية مسارات السياسة والاقتصاد وتصل إلى المصاهرة والنسب، فى تشابكات إنسانية وتداخل فى النسيج الاجتماعى وحد الشعبين، مشددين على أن التفاهم قائم رغم فترات الفتور، تفاهم تعززه المصلحة العليا للأمة العربية.
تلك العبارات أكد عليها عدد من الكتاب الصحفيين و المحللين السياسيين ورؤساء مراكز الأبحاث السعودية والمواطنين السعوديين أيضا فى أحاديث خاصة لـ"اليوم السابع" ، والتى نوردها تفصيلا فى السطور التالية..
محور قوة المنطقة
أوضح الدكتور تركى القبلان رئيس مركز ديمومة للدراسات والأبحاث السياسية بالمملكة العربية السياسية، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن العلاقات المصرية السعودية على الصعيد السياسى بدأت منذ عام 1957، مشيرًا إلى أن اللقاء الذى جمع بين الرئيس الراحل عبدالناصر والملك سعود الفيصل وشكرى القواتلى الرئيس السورى وقتذاك فى الزهران بالسعودية ، وضع أسس النظام العربى القادم، ورسم الأطر التى شكلت اللبنة الأولى لمفهوم الأمن القومى العربى، خاصة أن اللقاء جاء عقب الجلاء البريطانى من قناة السويس وأثناء محاولات شق الصف العربى و الالتفاف وإضعاف دور الجامعة العربية، منذ ذلك الوقت شكلت مصر والمملكة العربية السعودية محورا مهما لحفظ الأمن القومى بالمنطقة، وفى أية أزمة أو تحدٍ يواجه منطقتنا نجد محور القاهرة الرياض هو خط الدفاع الأول والمحصن لكل الأمة العربية فى مواجهة كل ما يمر بها من أحداث .
وعن تاريخ تلك العلاقات أكد أن أسس العلاقات المصرية السعودية تعود إلى الزيارة التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود لمصر عقب توحيد المملكة عام 1946، وحينها قال الملك عبارته التاريخية "لا غني للعرب عن مصر..ولا غني لمصر عن العرب".
وبمرور الزمن ازدادت تلك العلاقات قوة و رسوخًا ونموًا إلى أن شهدت طفرة منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أبدى حرصا على توطيد العلاقات الأخوية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد السعودى محمد بن سلمان، حتى أصبحت نموذجا للمتانة والقوة والعمق الاستراتيجى أيضا، متجاوزًة محاولات التشيك أو التفكيك، وتتجه بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين إلى المزيد من النمو على مختلف الأصعدة.
صد المحاولات الخبيثة
رئيس مركز الخليج للابحاث
قال الدكتورعبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن العلاقات المصرية السعودية الراسخة عبر مراحل التاريخ المختلفة، أقوى من أي محاولات عابرة تسيء لهذه العلاقة أوالنيل منها، فهى تعد ركيزة العمل العربي المشترك.
وشدد الدكتورصقر على أهمية التأكيد على العومل المشتركة في العلاقة المصرية السعودية والبناء على المصالح والتعاون والتكامل، مؤكدا أن المصريين دائما محل ترحيب واحترام من الشعب السعودي والحكومة السعودية، فنعتبرهم شركاء في مرحلة التنمية التي تشهدها المملكة.
وأوضح صقر، أنه يجب على الجميع إدراك حقيقة وواقع العلاقات السعودية ـ المصرية خاصة، وواقع العلاقات العربية ـ العربية بصفة عامة، وإدراك تحديات مخاطر الأمن القومي العربي ومهدداته ومصادره القائمة والمحتملة.
من جانبه أضاف القبلان، فى تصريحاته الخاصة، أنه رغم مراحل الفتور لكن يبقى هذا المحور محافظا على قوته النابعة من الأسس التى أنشئ عليها، وقوة تلك العلاقات وتشعبها يقطع الطريق على محاولات المساس بتلك العلاقات وزعزعتها.
وأكد القبلان، أن التفاهم بين الدولتين قائم رغم فترات الفتور لكن التفاهم تعززه المصلحة العليا للأمة العربية، وبالتالى محور الرياض القاهرة صمام أمان الأمة العربية ويقف فى وجه محاولات إيجاد شرخ فى هذه العلاقات، والمحاولات الخبيثة للوقيعة وصناعة مناخ فتور لن تسمح بها شعبا و قيادات البلدين الذين يدركون أهمية تلك العلاقة ليس فقط للشعبين ولكن للأمة العربية بأكملها، وهى الركيزة الأساسية التى يفترض دعمها والالتفاف حولها، وعلى عكس بعض الدول انكفت على مصالحها الضيقة الداخلية ولم تلفت للأهمية القومية العربية، على عكس ما تتفرد العلاقات المصرية السعودية .
ومهما حاول المتربصون خلق حالة من التنافس الوهمى بين البلدين، فهذه لن تُفلح فى إذابة التفاهم الذى يجمع البلدين، خاصة أن هناك وحدة فى الرؤى بشأن القضايا المختلفة والمهمة إقليميا ودوليا وهو ما بروزته اجتماعات لجنة المتابعة والتشاور السياسى التى تأسست عام 2007 ، وتم من خلالها معالجة الكثير من القضايا المحورية، ونجد فى مضامين اجتماعها الأخير طرحا لجميع القضايا منها فلسطين وليبيا وسوريا واليمن.
ويأتي حرص المملكة العربية السعودية على إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر فى نسختها الثانية من شرم الشيخ خلال قمة المناخ، يدلل على أهمية مصر وتقدير السعودية لثقلها.
مواقف دعم متبادل
وعلى صعيد الدعم المتبادل، قال الكاتب السياسى السعودى الدكتور سلمان الشريدة ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن المملكة تؤكد دائما دعمها لمصر، وفى عدة مواقف عبر مراحل تاريخية، وأخرها موقفها الداعم للأمن المائي المصري باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، وجهود المملكة للدفع نحو حل الأزمة والالتزام بالتعهدات الدولية بمقتضى القانون الدولي بما في ذلك اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، وعدم اتخاذ أى إجراءات أحادية الجانب فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي وأيضا كان لمصر دوركبير فى دعم القرار السعودى لتحرير الكويت، إضافة إلى موقف مصر كعضو فى التحالف العربى الداعم للشرعية اليمينة.
وفى السياق نفسه أضاف تركى القبلان، أننا نجد المملكة الداعم الأول والأقرب إلى مصر، وهناك العديد من المواقف التاريخية التى تؤكد ذلك ـ فعلى سبيل المثال ـ فى قمة اللاءات الثلاث بالخرطوم عام 1967 قادت السعودية الدعم العربى لمصر وقتذاك ، وفى حرب أكتوبر عام 1973 كانت المملكة أول المصطفين جانب مصر وجيشها ، وهو الموقف الذى أشاد به الرئيس الراحل أنورالسادات .
ثورة 30 يونيو
وأشار القبلان أنه فى ثورة 30 يونيو تصدت السعودية لمشروع الإخوان ودعمت إرادة ورغبة الشعب المصرى فى الوقوف خلف قيادته المتمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأشار أيضا إلى الموقف التاريخى للأمير سعود الفيصل حينما لوحت هيلارى كلينتون بوقف المساعدات الامريكيةعن مصر ، ووقتها كان رد الأمير فيصل حاسماحين قال "مصر لن تحتاج للمساعدات الأمريكية ".
وأضاف القبلان، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، إنه بالمقابل أيضا مصر دعمت الموقف السعودى فى الجامعة العربية عام 1990 ، وحشدت العرب خلف هذاالموقف ولولا مصر ما كان من الممكن خروج قرار عربى موحد ضد احتلال العراق للكويت ، فقد كان حضور مصر لوجستيا وعسكريا، الركيزة فى إنجاح التحالف العربى الدولى لإخراج صدام من الكويت وتحريرها.
ومن المواقف التاريخية أيضا وللرئيس السيسى، دعمه لأمن الخليج عندما قال إن أمن الخليج العربى جزء لا يتجزأ من أمن مصر .
وفى السياق نفسه، أوضح الدكتورعبد العزيز صقر، أن التاريخ القديم والحديث والمعاصر شاهد على مواقف المملكة العربية السعودية تجاه مصر وأيضا مواقف مصر تجاه المملكة، بل هذه المواقف تجسد سياسة ثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه مصر منذ عهد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود وزيارته التاريخية لمصر عام 1945 ، وأوصى وكانت وصيته لابنائه هى تنمية العلاقة مع مصر والحفاظ عليها لأنها تخدم مصالح الشعبين الشقيقين ومصالح الأمة العربية بأسرها.
واستطرد الدكتورصقر قائلا:" حرص الملوك فى المراحل المتعاقبة على تنفيذ هذه الوصية وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي مواقف وسياسات ثابتة وراسخة تأتي من قناعة المملكة بأهمية مصر والشعب المصري الشقيق والانحياز إلى خياراته وقناعاته دون التدخل في شؤونه الداخلية كما حدث خلال ثورتي 30 يونيو 3 يوليو والذي جاء استجابة لرغبة الشعب المصري الشقيق، هذا الشعب الذي نعول عليه كثيرًا في الدفاع عن الأمن القومي العربي وخدمة قضايا الأمة العربية.
وأشار الدكتور عبد العزيز بن صقر إلى أن مركز الخليج للأبحاث يولي العلاقات المصرية الخليجية ، أهمية كبيرة ولديه اتفاقيات شراكة وتعاون مع كثير من مراكز الأبحاث والجامعات المصرية، ولديه برنامج عن العلاقات الخليجية ـ المصرية وتضمن هذا البرنامج عقد عددا من المؤتمرات وورش العمل المشتركة لدعم العلاقات بين الجانبين بمشاركة متخصصين ونخب من الجانبين المصرى والخليجى، وكذلك أجرى المركز العديد من الدراسات التي تدعم هذه العلاقة، بل لديه باحثين حصلوا على درجتي الماجستير والدكتوراه في العلاقات الخليجية ـ المصرية والتي عملت على بحث عمق هذه العلاقة واستشراف مستقبلها.
علاقات استراتيجية
"علاقات مصر والسعودية تمتد للعمق الاستراتيجى أيضا، فمصر تمثل ركنا مهما فى تعزيز استقرار المنطقة " بهذه العبارة وصف الدكتور سلمان الشريدة الكاتب السياسى بالمملكة العربية السعودية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مضيفا أن تأسيس المجلس التنسيقى المصرى السعودى، قد أسهم فى تقوية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وما تخلله من توقيع أكثر من 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم، ما خلق زخماً كبيرًا في العلاقات بين البلدين. كما أن لمصر دور بارز أيضا من خلال الجامعة العربية .
إن توافق الرؤئ بين مصر والسعودية بشأن القضايا المختلفة عزز قوة المواقف العربية ، ما انعكس على دعم أمن واستقرار المنطقة ، نظرا لما تملكه الدولتان من ثقل استراتيجى وعسكرى، موضحا الاهمية الجغرافية لمصر المتمثلة فى وجود عدد من الممرات المائية بالبحر الأحمر وقناة السويس، فالقناة تعد ممرا حيويا لثلثى اقتصاد العالم .
ومن جانبه أشار الدكتور القبلان، إلى أهمية الدور المصرى الاستراتيجى بحكم جغرافيتها و تاريخها وثقل مكانتها بالمنطقة، ما يجعلها محورا أساسيا فى القضايا المهمة، إنها مع السعودية يشكلان توازن قوى فى المنطقة ككل فى ظل التحديات الحالية فهناك، وما تشهده المنطقة من تنافس جيوسياسى بين ايران واسرائيل ، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية فى شرق الكرة الأرضية ، فالقوة المصرية السعودية هى التى يعول عليها فى حفظ الأمن القومى العربى والحفاظ على أمن البحر الأحمر ، إضافة إلى قوة مصر العسكرية ، فجيشها يحتل المرتبة الأولى ضمن الجيوش الأقوى عربيا تليها السعودية.
إن توافق الرؤى ووحدة الهدف المتمثل فى الحفاظ على الأمن القومى العربى فى ظل ما يواجهه من تحديات، والتنسيق على المستويات كافة من أجل هذا الهدف إضافة إلى المصالح المشتركة التى تترجمها الاتفاقيات والبروتوكولات، ساهم فى دعم تلك الروابط بين القاهرة والرياض، والتأسيس لمستقبل مزدهر قائم على الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات بين بلدين يُمثلان ركيزة الأمن القومى العربى، واستقرار المنطقة.
ومن جانبه، أضاف الباحث السياسى السعودى الدكتور مبارك آل عاتى ، أن القاهرة والرياض، أثبتتا أنهما الأكبر عربيا وأنهما حليفان مهمان لبعضهما وللمنطقة العربية بقضاياها وشؤونها، فعلاقات الرياض بالقاهرة علاقات إستراتيجية، قائمة على قواعد التاريخ والجغرافيا، فهما حجر الزاوية لحفظ الأمن القومي العربي، فالمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى العصر الحديث، حريصة على تقوية علاقاتها مع مصر لتشمل كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، كما أن كل قضايا العرب ، كانت السعودية ومصر معاً في مواجهتها، وهو ما مكّن الأمة من تجاوز أزماتها.
طفرة فى العلاقات الثنائية
وعلى صعيد تطور وتنامى العلاقات المصرية السعودية، قال الدكتور سلمان الشريدة إنه رغم ما يجمع البلدين من علاقات متجذرة وتاريخية تمثلت فى عدة أوجه، إلا أن تلك قد شهدت طفرة كبيرة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر ، والذى حرص مع القيادة الحكيمة فى السعودية الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان على دعم تلك العلاقات من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة والاتصالات المستمرة على مستوى القادة والحكومات ، ما انعكس إيجابيًا على تقارب الرؤى إزاء الكثير من قضايا المنطقة الجوهرية وتطوير العلاقات و رفع مستواها فى مختلف المجالات منها الاستثمارى والاقتصادى، وأدى أيضا إلى مزيد من القوة العربية الفاعلة إقليميا ودوليا وهذا نلمسه فى مساهمة مصر والسعودية فى مبادرات الحل لعديد من الأزمات.
المحلل السياسى مبارك آل عاتى
ومن جانبه، أكد الدكتور مبارك آل عاتى الباحث السياسى السعودى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن مصر والسعودية قدمتا نموذجا في العلاقات الثنائية القائمة على قواعد صلبة من التعاون والتكامل في كافة المجالات، ما جعل التاريخ والواقع يسجل أن مصر والسعودية هما قُطبا العمل في النظام العربي والاقليمي، وهما يقودان جهود تحقيق التقارب العربي، وسبل تحقيق الأهداف التي تتطلع إليها الشعوب العربية.
روابط اجتماعية
على صعيد العلاقات بين الشعبين المصرى والسعودى، قال الدكتور مبارك آل عاتى الباحث السياسى السعودى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن العلاقات تتعدى البعد السياسى والاستراتيجى إلى ما هو أقوى وأعمق، وأعنى هنا العلاقات الاجتماعية المتمثلة فى النسب والمصاهرة، وأيضا الصداقات التى تجمع الشعبين المصرى والسعودى، فهناك حوالى مليون ونصف المليون مصرى فى السعودية ومليون سعودى فى مصر، وهى أكبر جالية سعودية فى الخارج.
أضاف آل عاتى، أن العلاقات السعودية المصرية تاريخية ومتجذرة ، بالدم والدين والعروبة والمصير المشترك، وما يميز العلاقات التى تجمع البلدين أنها قائمة على المصارحة والوضوح والشفافية مما يعزز من أواصرها ويسهل احتواء أى تباين أو خلاف قبل أن يتحول إلى توتر، لخلق مستقبل مشرق يجمع الوطن العربي دون التوقف عند بعض الاختلافات في وجهات النظر.
إن علاقات البلدين الشقيقين يجب حمايتها بعيدا عن أهواء المغرضين وإسقاطات المتربصين ، فإننا نعلم أن هناك من يتاجر في سوق المناكفات ويسعى للفرقة بين الأشقاء سواء من دول أو تنظيمات تعمل على الإساءة لعلاقات البلدين وتصويرها بأنها قابلة للسقوط في مستنقع الخلافات.
أضاف الدكتور الشريدة، إن روابط الدم بين الشعبين التى تجسدت فى المصاهرة والنسب لا يمكن لأحد فكها أو حتى إحداث هزة بها .
تظاهرة حب
وعلى الصعيد الشعبى، أطلق المصريون والسعوديون ما يشبه تظاهرة حب متبادل، تجسدت فى إطلاق هاشتاج "#السعوديه_مصر_واحد" على موقع التواصل الاجتماعى تويتر ، وهو ما نال تفاعلا كبيرا من المواطنين بالبلدين ، فمن جانبه قال ثابت الخياط، من مدينة جدة، إن العلاقة مع المصريين لا يمكن تلخيصها بالكلمات، فاعتادنا الذهاب إلى مصر كأننا فى بلدنا لم نغادرها، اتفقت معه وحى عبد العزيز، التى قالت إنها تتجول فى شوارع مصر خاصة خان الخليلى الذى تشعر فيه بسعادة مختلفة تميزه عن أى مكان فى العالم، والرابطة التى تجمعنا بمصر لا يمكن لأحد إضعافها فهى بلدنا الثانى.
وفى عبارة واحدة لخصت هيفاء محمد حبها لمصر :" أم الدينا بحب طيبة ناسها وشوارعها وأكلها".
وأضاف منذر آل الشيخ :" هاشتاج جميل يرد على كل حالم يسعى لشرخ العلاقة بين جناحى الأمة مصر والسعودية ".
شراكة اقتصادية
وعن العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية قال الدكتور سلمان الشريدة ، ترتبط مصر مع المملكة العربية السعودية بعلاقات اقتصادية وثيقة، فمصر تعد أكبر شريك تجاري عربي للمملكة، وينظر القطاع الخاص السعودى للسوق المصرية باعتباره سوقا مهما للصادرات السعودية وللاستثمارات السعودية أيضا فى عدد من القطاعات المهمة فى مصر، فهناك 6250شركة سعودية فى مصر باستثمارات حوالى 30 مليار دولار، وبالمقابل هناك استثمارات مصرية فى السوق السعودية تتمثل فى حوالى 800 شركة مصرية باستثمارات تبلغ 5 مليارات دولار، وترتبط مصر والمملكة بأكثر من 160 اتفاقية ثنائية.
ومصر هى أكبر شريك تجاري عربي للمملكة وقد وصل حجم التبادل التجاري إلى نحو 54 مليار ريال عام 2021، وهى الشريك السابع في جانب الصادرات، والتاسع في جانب الواردات على مستوى دول العالم، كما جاءت مصر فى المرتبة الثانية بقائمة أكبر الدول التي تم إصدار رخص استثمارية لها بالمملكة عام 2020 بإجمالي 160 رخصة استثمارية، وجاءت في المركز الثاني من حيث المشروعات الجديدة بالمملكة، فقد بلغ عدد الصفقات الاستثمارية المبرمة خلال الربع الأول من 2022 حدود 11 صفقة استثمارية، فيما احتلت المملكة المرتبة الثانية من حيث الاستثمارات في مصر.
ويعد مجلس الأعمال السعودي المصري المشترك، أحد أهم أركان تطوير مجالات وفرص التعاون بين البلدين على الأصعدة كافة، كما تلعب اللجنة المصرية السعودية المشتركة دوراً فعالاً في تعميق هذا التعاون.
زيارات تحمل دلالات
على صعيد الزيارات المتبادلة بين البلدين، قال تركى القبلان ، إن تعدد الزيارات واللقاءات التى تجمع قيادات مصر والسعودية تؤكد إدراكهما لأهمية العلاقات المشتركة . وآخرها مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الصينية فى ديسمبر الماضى، والعربية ـ الأمريكية، التى جاءت استكمالا لهذا المسار من العلاقات المتميزة، وحضوره شخصيا يؤكد إيمانه بالدور المصرى السعودى فى معالجة قضايا المنطقة ، كما أن استقبال الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية له وما شهدته الزيارة من مباحثات ثنائية تناولت القضايا المهمة بالمنطقة، وفى المقدمة كانت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، و سبقها أيضا مشاركة الرئيس السيسى في "قمة جدة للأمن والتنمية"، وعقد الكثير من اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، كل هذا يؤكد مكانة وأهمية مصر بالنسبة للمملكة وللعالم.
زيارات الود تجدد دماء العلاقات
يونيو 2022
قام بها ولى العهد السعودى محمد بن سلمان بزيارة لمصر، حيث استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحث الجانبان مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها فضلًا عن التباحث حول القضايا السياسية الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم خلالها توقيع 14اتفاقية بقيمة استثمارات تتجاوز 29 مليار ريال، وصدر بيان مشترك فى ختام الزيارة، حيث أكد الجانبان على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أكدا عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية .
مارس 2022
قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة للرياض، وخلالها أكدت قيادات البلدين ما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من تميز وخصوصية، وأشاد الملك سلمان بدور مصر المحوري في المنطقة العربية، وجهودها الحثيثة لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية، كركيزة أساسية لصون الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما بحث الجانبان سبل تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة.
يونيو 2021
قام محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بزيارة لمصر، وكان فى استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث بحث الجانبان سبل تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين.
مايو عام 2019
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للسعودية للمشاركة في القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
نوفمبر 2018
قام الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية بزيارة لمصر، واتفق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي.
أبريل 2018
قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ 29 و ألقي الرئيس كلمة مصر بالجلسة الافتتاحية، أكد فيها أن الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة .
في مارس من العام نفسه قام الأمير محمد بن سلمان بزيارة لمصر، وجرى خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
مايو 2017
قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية للمشاركة في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ألقي الرئيس كلمة في أعمال القمة، أكد فيها أن خطر الإرهاب يمثل تهديدًا جسيمًا لشعوب العالم أجمع.
أبريل 2017
قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية، بحث الجانبان أهمية تعزيز التعاون والتضامن العربي للوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التي تواجه الأمة العربية، وفي مارس التقي الملك سلمان مع الرئيس السيسي على هامش أعمال القمة المنعقدة في منطقة البحر الميت جنوب الأردن، وجري خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية.
أبريل 2016
قام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لمصر، حظي باستقبال حافل، عكس أهمية الزيارة بالنسبة إلى مصر، ومنحت جامعة القاهرة شهادة الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين، وفى أبريل أيضا.
وخلال الزيارة منح الرئيس السيسي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز "قلادة النيل" التي تعد أرفع وسام مصري؛ وذلك تقديرًا للعلاقات التاريخية والمواقف النبيلة التي اتخذها جلالة الملك إزاء مصر.
أكتوبر 2016
عقد خادم الحرمين الشريفين اجتماعًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش المناورة الختامية لتمرين "رعد الشمال" التي أقيمت بـ"حفر الباطن".
نوفمبر 2015
استقبل خادم الحرمين الشريفين الرئيس عبدالفتاح السيسي، على هامش أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وتم الاتفاق على تفعيل "إعلان القاهرة"، وتضمن ستة بنود تتعلق بالتعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري والطاقة والإعلام والثقافة.
مايو 2015
قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية، وعقد جلسة مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأكدا الجانبان أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر، وتهديد حركة الملاحة الدولية.
مارس 2015
عقب تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، عقد مع الرئيس السيسي جلسة مباحثات رسمية، جري خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين المملكة ومصر.
فبراير 2015
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للمملكة العربية السعودية، التقي خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع في المنطقة العربية.
يناير 2015
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي على رأس وفد رفيع المستوي بزيارة للسعودية لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
أكتوبر 2014
قام الرئيس السيسي بزيارة السعودية، حيث التقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وعُقدت بينهما جلسة مباحثات تناولت مجمل القضايا الإسلامية والعربية والدولية.
يونيو 2014
استقبل الرئيس السيسي العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارة رسمية إلى مصر، وجرت جلسة المباحثات داخل الطائرة الملكية المقلة للعاهل السعودي.
ديسمبر 2014
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الديوان الملكي السعودي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد بن عبدالعزيز التويجري المبعوث الخاص للعاهل السعودي خلال زيارته لمصر؛ لبحث سبل تفعيل مبادرة المصالحة العربية للم الشمل التي طرحها الملك عبد الله بن عبدالعزيز خلال مؤتمر عُقد بالرياض.
يونيو 2014
قام الأمير سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة