غموض متزايد يحيط بملف الأجسام المجهولة الطائرة ، والتي بدأت بإسقاط منطاد صيني بداعي التجسس، وانتهت بسلسة اخري من حوادث مماثلة شملت الأجواء الأمريكية والكندية علي حد سواء، وسط حالة من التصعيد المتبادل بين الصين ودولاً غربية .
وأمام النفي الصيني، والتأكيدات الرسمية بأن المنطاد كان لأغراض بحثية خاصة بتنبؤات حالة الطقس، خرج الجنرال جليندي فانهيرك قائد القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي بتصريح يضفي حالة من الغموض علي تلك الأزمة ، حيث قال إنه لا يستبعد أن تكون تلك الأجسام التي اسقطتها الولايات المتحدة "من خارج كوكب الأرض".
الجنرال فانهيرك
ورداً علي سؤال حول وجود علاقة بين الاجسام الطائرة التي اسقطتها مقاتلات أمريكية والكائنات الفضائية ، قال فانهيرك : "لا أستبعد أي شيء.. سأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك".
وأضاف قائد القيادة الشمالية في الجيش الأمريكي "في هذه المرحلة نواصل تقييم كل تهديد أو أي خطر محتمل غير معروف يقترب من أمريكا الشمالية بمحاولة التعرف عليه".
جاءت تصريحات الجنرال الأمريكي في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع بنتاجون بعد أن أسقطت مقاتلة أمريكية من طراز "إف-16" (F-16) جسما له شكل ثماني الأضلاع فوق بحيرة هورون على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، بناء على أوامر من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وكان هذا رابع جسم طائر مجهول الهوية تسقطه المقاتلات الأمريكية منذ يوم الجمعة الماضي، وذلك في أعقاب إسقاط ما يشتبه بأنه منطاد صيني في الرابع من فبراير الحالي، والذي وضع الدفاعات الجوية لأمريكا الشمالية في حالة تأهب قصوى.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن إسقاط الولايات المتحدة لأربعة أجسام طائرة فى غضون 8 أيام، هو حدث غير مسبوق فى وقت السلم.
وفي كندا، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو أمس الأحد إن محققين كنديين يتعقبون حطام الجسم الطائر الغامض الذي أسقطته مقاتلات أمريكية فوق منطقة يوكون في أقصى الشمال الغربي للبلاد والمحاذية لولاية ألاسكا الأمريكية.
وقال ترودو للصحفيين "تعمل فرق البحث على الأرض، وتتطلع إلى العثور على الجسم وتحليله". ولم يشر إلى ماهية الجسم ولكنه قال إنه "مثل تهديدا منطقيا لأمن الرحلات الجوية المدنية". وأضاف "أمن مواطنينا هو أولويتنا القصوى وذلك سبب اتخاذي قرار إسقاط ذلك الجسم الغامض".
وذكر مساعد لوزير الدفاع الأمريكي أمس الأحد أن بلاده تواصلت مع الصين بشأن المنطاد الصيني، وذلك بعد أن كانت طلبات البنتاجون لإجراء حوار قد قوبِلت بالرفض لأيّام عدّة.
كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن طلب التحدث مع نظيره الصيني "وي فنغي" بعقب إسقاط مقاتلة أمريكية المنطاد الصيني قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لكن أوستن لم يتلق أي رد، على الرغم من أن الحادثة دفعت وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إلغاء رحلة إلى بكين مقررة منذ مدة طويلة.
وقالت الصين الخميس الماضي إنها رفضت الاتصال مع وزير الدفاع الأمريكي بسبب قرار واشنطن "غير المسؤول والخاطئ بشكل خطير" بإسقاط المنطاد الصيني".
وفى محاولة لاحتواء التوتر القائم بالفعل ، قال الرئيس الأمريكي في مقابلة تلفزيونية الأربعاء إن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين لم تتضرر في اعقاب اسقاط منطاد التجسس ، وتابع رداً علي سؤال حول ما اذا كانت علاقات واشنطن وبكين قد تعرضت لـ"ضربة كبيرة" بعد الحادث، ليجيب بايدن بـ"لا"، مشيراً إلى أن فكرة اسقاط منطاد يجمع معلومات حول أمريكا سيئة ، وأن بلاده ستنافس الصين بشكل كامل ولكن دون صراع.
وفي طوكيو ، أعلن مسئول ياباني الخميس الماضي أن بلاده ستتعاون مع واشنطن لإعادة تقييم طبيعة أجسام طائرة مجهولة شوهدت فوق اليابان في السنوات الأخيرة، حيث قال المتحدث باسم الحكومة، هيروكازو ماتسونو، للصحفيين "نتواصل مع الولايات المتحدة لكننا نرفض التعليق على المحادثات الدبلوماسية.. ومع ذلك نقوم بتحليل أجسام شوهدت فوق اليابان في يونيو 2020 وسبتمبر 2021، بما في ذلك علاقتها المحتملة بما حصل في الولايات المتحدة".
وشوهد جسم طائر غامض يشبه المنطاد في شمال اليابان عام 2020، ونشر السكان صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية حينها إن الجسم بدا وكأنه منطاد لمراقبة الطقس، لكنه لا يعود إليها.
واستبعدت الحكومة حينها فرضية أن يكون الجسم الطائر تابعا لدولة أجنبية، لكن أحيت قضية إسقاط الولايات المتحدة لمنطاد صيني دخل المجال الجوي الأميركي الشكوك حول طبيعة هذه المناطيد.
وأكد ماتسونو أن "الحكومة رصدت مناطيد مماثلة مجهولة الملكية"، منها واحد في يناير 2022 حلق فوق البحر غرب كيوشو في جنوب غرب البلاد. وتابع "نواصل بذل الجهود اللازمة لجمع وتحليل (المعلومات) بالتعاون مع حليفنا".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وزارة الدفاع اليابانية إنها تقوم بـ"مراقبة المجال الجوي الياباني على مدى 24 ساعة، 365 يوما من أصل 365 في السنة، لكن رفضت أن تؤكد ما إذا كانت مناطيد للتجسس قد شوهدت فوق اليابان على غرار المنطاد الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة.