من المقدر أن يكون لديك شئ تقدمه للعالم ما يعنى أنك على الطريق الصحيح، وفى مسار نحو الأفضل، وهو ما تفعله الدولة المصرية مستثمرة كافة المحافل الدولية لعرض تجربتها التنموية، وهو ما نراه الآن فى قمة الحكومات بالإمارات، والتى يشارك فيها رؤساء وقادة 150 دولة و 10 آلاف مسؤول حكومى، وبحضور الرئيس السيسى كضيف شرف للقمة، وما أود الإشارة إليه فى مقالنا، هو حرص الدولة المصرية على الاستفادة من كافة الفرص للخروج من التحديات، والاستفادة من تبادل الخبرات الدولية، والعمل على جذب رؤوس الاستثمارات، والاتجاه إلى تحسين صورة الاقتصاد المصرى أمام العالم.
وأعتقد أن التجربة المصرية بعد أن أصبحت محل إشادة من الجميع والمؤسسات الدولية، أن هذا لم يأت من فراغ، إنما لتفردها وتميزها، فيكفى أنها تشكلت فى سياق من الظروف الداخلية والإقليمية الصعبة، حيث كانت الدولة تعانى من الفوضى بعد 2011، وخطر الإرهاب 2013، ووجود قوى تحاول بشتى الطرق تقويض هذه التجربة بشتى الطرق، إلا أنه بالإرادة والوعى وعودة الروح للشعب، تم تخطى هذه التحديات وانطلاق واستكمال التجربة نحو البناء والتشييد، فكان انطلاقها بمثابة انتصارا محفورا فى الأذهان.
وهناك جانب آخر يميز التجربة المصرية، هو ارتباطها بحجم كبير من المشكلات التى كان عليها أن تواجهها، فى ظل تدهور لكثير من القطاعات الصحية والتعليمية والنقل، وفى ظل مستوى كبير من السكن العشوائي، وبنية تحتية صعبة تكاد تكون معدومة، غير المطالب والحاجات غير الملباة، إلا أنها استطاعت الصمود وعدم الاستسلام والعجز، وهذا ما جعلها تتشكل وسط إرادة صلبة وقادرة على الصمود.
إضافة إلى أن هناك تميزا مهما للتجربة، أنها اهتمت بالجانب الاقتصادى بشكل كبير، لأنه العمود الفقرى للنهضة، لكنها أيضا اهتمت بكل الأبعاد، التعليم والصحة والإسكان والحماية الاجتماعية.
ونتيجة لهذا التميز كانت النتائج مثمرة، فرأينا شبكة طرق يشار إليها بالبنان ، وتم إنشاء 24 مدينة جديدة ذكية، والتخلص من عشرات المناطق العشوائية وتحويلها إلى سكن آمن، وحدوث طفرة فى التعليم والصحة من تطوير وتجهيز ، وتحقيق مشروعات قومية تهدف لتوطين الصناعة، وتعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى لتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير شبكة لحماية الفقراء من إطلاق مبادرات صحية وتعليمية واجتماعية، فكان برنامج تكافل وكرامة واستفادة 20 مليون مواطن ومبادرة 100 مليون صحة وعلاج ملايين المرضى من الأمراض المزمنة، خلاف مشروع القرن حياة كريمة الذى يرتقى بحياة ومستوى معيشة 60 مليون مواطن.
لتصبح التجربة المصرية محل فخر للجميع، متمنين مواصلة نجاحها ليتحقق الهدف فى ظل عالم ملىء بالتحديات جراء ما يحدث من اضطرابات سياسية واقتصادية، لذا علينا مواصلة المساندة والدعم، لأنه ليس لدينا خيار آخر لمواجهة المستجدات والمتغيرات الجسيمة التى تمر بها المنطقة ومجابهة موجة التضخم العالمية إلا بمواصلة العمل والجهد والوعى، واستكمال هذه التجربة للخروج من عنق الزجاجة.. فاللهم احفظ مصرنا الغالية..