انتقادات لاذعة شنها وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو علي إدارة الرئيس الحالي جو بايدن ، وعدد من خصومه داخل الحزب الجمهوري ، بخلاف الإشادة بالفترة التي قضاها مع الرئيس السابق دونالد ترامب ، معتبراً أن كلاهما سعى للدفاع عن القيم الأمريكية واستعادتها.
وحاول بومبيو توثيق مسيرته في الدبلوماسية الأمريكية في كتاب جديد حمل اسم "لا تفرط في شبر" ، الذي حمل الكثير من الانطباعات والأراء الشخصية لوزير خارجية ترامب ، والذي يمتلك كذلك خلفية استخباراتية ، كما لم يخلو من الهجوم علي ما اسماه بـ"الدولة العميقة" بما في ذلك داخل وزارة الخارجية التي خص هيكلها الإداري بالكثير من الانتقادات.
حيث قال في تصريحات نشرتها صحيفة "ذا هيل" ضمن تقرير حمل مقتطفات من الكتاب الجديد إن "العمل الجديد يحمل في جوهره أجندة "أمريكا أولا" ـ الشعار الانتخابي لترامب ـ والتي كانت بمثابة رادع للأعداء بما في ذلك الصين، ومصدر لطمأنه حلفاء البيت الأبيض وبالأخص إسرائيل وتأكيدا على القوة الامريكية. كما صور بومبيو نفسه وترامب على أنهما يقاتلان ضد المصالح البالية الراسخة في الحكومة، وفي وزارة الخارجية وداخل مؤسسة "بيلت واي" او "الدولة العميقة".
وقال بومبيو في مقابلة مع الصحيفة: "سمها ما شئت.. وزارة الخارجية هي فقاعة. إنها مؤسسة واشنطن. إنها أمام أي محاولات للتغيير"، وتابع: "لقد عشت ذلك كانوا يسربون المذكرات قبل أن تصل إلي إلى مكتبي. كانوا يقوضون الأوامر المباشرة التي قدمتها لهم".
وأشار بومبيو خلال حديثة الى أنه منفتح على حقيقة أنه يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2024 ويفكر في الأمر مع زوجته سوزان. لكنه يصر على أنه لم يتم اتخاذ أي قرار وأضاف أنه إذا تقدم للأمام ، "سنذهب لتقديم الحجج. الأمر لا يتعلق بالتغريدات. الأمر لا يتعلق بالضجيج إنه يتعلق بتقديم حجة عقلانية حول كيفية جعل حكومتنا تعمل ".
وشغل بومبيو منصب مدير وكالة المخابرات المركزية منذ الأيام الأولى لإدارة ترامب حتى أبريل 2018. ثم حل محل ريكس تيلرسون وزيراً للريخ الذخارجية ، حيث بقي حتى نهاية ولاية ترامب وهو الشخص الوحيد في التاي خدم في كلا المكتبين خلال نفس الولاية الرئاسية.
قالت الصحيفة ان كتاب بومبيو يكاد ان يكون اطراء كامل لترامب، والذي يطرح السؤال حول كيفية تمييزه عن الرئيس الخامس والأربعين ، الذي أعلن بالفعل ترشيحه لعام 2024، وقال بومبيو: "لقد تعاملت مع خدمتي العامة بطريقة تختلف عن خدمته. أحاول قصارى جهدي لاستخدام لغة تعكس عظمة بلدنا.. أعتقد أن هذا مهم."
كما أشار إلى أن إدارة ترامب أنفقت الكثير من المال.. لدينا الآن 31 تريليون دولار من الديون"، لكن ذلك كان انفاقاً للضرورة.
ورغم الإشادة المتتالية إلا أن الكتاب لم يخلو من انتقادات معتدلة لترامب ، حيث قال إن أكثر اللحظات جدلاً في المقابلة تتعلق بالغياب شبه التام لأي ذكر لتمرد الكابيتول في كتابة الذي يزيد عن 400 صفحة.
وبخلاف ترامب ، حمل الكتاب انتقادات لسفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هايلي التي أعلنت ترشحها رسميا لانتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث يزعم بومبيو في كتابه أن هايلي كانت في مرحلة ما تسعى إلى إزاحة نائب الرئيس آنذاك مايك بنس - وهو ادعاء وصفته هايلي بـ "الأكاذيب والقيل والقال".
أيضا اعرب بومبيو عن استيائه من هايلي التي غادرت وظيفتها بسرعة الى حد ما حيث أعلنت استقالتها في أكتوبر 2018 بعد اقل من منتصف فترة ولاية ترامب.
وقال بومبيو: "جاء البعض ، استغنوا عن تذكرتهم ورحلوا. وبالنسبة لأولئك الذين اتخذوا هذا القرار ، ليس لدي أي وقت لا أفهم كيف يقول شخص يعتقد أن لديه هذه الفرصة المذهلة ، في دور مهم ،" لا ، شكرًا. لا أريد أن أفعل ذلك بعد الآن ".
وعن الاحداث الأخيرة، انتقد بومبيو الرئيس جو بايدن بسب طريقة تعامله مع قضية منطاد التجسس الصيني وقال في المقابلة إن الإدارة الحالية "ارتكبت خطأً فادحًا" وتسبب في "عار عالمي"، ونفى أن يكون هو أو أي عضو في إدارة الرئيس السابق ترامب على علم بوجود بالونات تجسس تدخل المجال الجوي الامريكي خلال فترة وجودهم في السلطة.
وأثار التأخير في التعامل مع مناطيد التجسس غضب بومبيو، وقال في المقابلة: "لا أعرف ما الذي جمعته.. لا أعرف ما هي إشارات الذكاء التي قد تكون لدي البالونات"، وأضاف: "لقد رأى العالم بأسره منطادًا يتحرك ببطء يمر عبر مونتانا ، وكانساس ، وساوث كارولينا - والولايات المتحدة الأمريكية لم تفعل شيئًا".
ويري بومبيو أن هذا النقص في العمل أعطى "ميزة جيوسياسية هائلة" للصين، قائلا: "لا أستطيع أن أتخيل أن خطر سقوط بعض الحطام على مكان مثل مونتانا تجاوز مخاطر العار العالمي."
في أحدث تطور ، زعم جون كيربي من مجلس الأمن القومي خلال إحاطة إعلامية بالبيت الأبيض يوم الاثنين أن إدارة ترامب فشلت في "اكتشاف" برنامج بالون التجسس الصيني، وقال كيربي بعد ساعات من مقابلة بومبيو: "اكتشفنا ذلك وتعقبناه"، لكن وزير الخارجية السابق ، الذي يتبنى وجهة نظر قاتمة لوسائل إعلام في واشنطن يعتقد أنها متحيزة لليبرالية ، يشعر بالانزعاج من التقارير حول هذا الموضوع.
قال بومبيو: "أنت تتحدث عن الأمر أيضًا ، وهذا بالضبط ما تريد إدارة بايدن أن تتحدث عنه انظر هنا. شاهد هذا الشيء اللامع. ترامب ، ترامب ، ترامب. لم يكن هذا هو الشيء نفسه عن بعد.. أفضل ما يمكنني قوله ، لم يكن أحد على علم بذلك. وهذا يختلف اختلافًا جوهريًا عما حدث خلال الأسبوعين الماضيين"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة