مشكلتي بدأت بعد وفاة والدي ووالدتي، أنا أصغر إخوتي وعمري 38 عامًا ومتزوج وأب لطفلين، لي أخ واحد و4 بنات، قبل وفاة والدي أخي طلب أن يأخذ حقه في البيت ويخرج منه، وأحضر ناس وقيموا البيت وسعره وأخذ حقه مثلما قاله، أمي توفيت بعد والدي بثلاث شهور، وبعد وفاة أمي حتى الآن لم يدخل أخي البيت كأنه لم يعد له أخ، ولا حتى يقابلني في الشارع ويكلمني ولا أي شيء، حتى حين وقعت مشكلات مع الجيران وذهبوا ليشتكوني له رفض التدخل وقال إنه لا علاقة له بي.
آخر ليلة لأمي في الحياة كانت تستجديه ليرجع البيت وهو رافض، وحتى أبي قبل رحيله كان يرجوه أن يعود للبيت وهو رافض ومقاطعنا جميعا منذ سنتين.
أما باقي أخوتي البنات، فحقهم في البيت كان مسجل وحده، ولكن المحامي الذي كتب العقد لم يحضر ولم يقيس المساحة وإنما كتبها عشوائي، وبناء على هذه المساحة العشوائية يفترض إقامة جدار في مكان غير مناسب، يفصل بين نصيبي ونصيب إحداهن، وجاء زوجها لاستلام نصيبها في البيت وأراد إقامة الجدار في المكان الخاطئ رفضت وأوضحت له أنه بهذه الطريقة سيضر البيت رفض وتمسك برأيه، وحتى حين أشهدنا شيخ البلد وأكد كلامي رفض رأيه وهدد بحبسي وأختي نفسها هاجمتني وقالت أنت بالنسبة لي ميت. وأصروا على كلامهم وأقاموا الجدار في المكان الخاطئ. وأختى الأخرى تحارب لكي تخرجني من البيت والثالثة دفعت زوجة ابنها للادعاء علي زورًا أنني تهجمت عليهم وسرقتهم. الآن أشعر أني إذا مت لا أريد أحد منهم يدخل علي أو يمشي في جنازتي. وكتبت وصيتي هذه على فيسبوك مما رأيته منهم. وبعد مشكلة الجدار أصبحوا كلهم مع بعض وأنا وحدي وليس لي إلا الله وزوجتي وأولادي. هل علي ذنب في مقاطعتهم لي؟ وكيف أتجاوز ما فعلوه معي؟
*****
القارئ العزيز، نتفهم إلى أي درجة تشعر بالألم والوحدة والصدمة من كل ما حدث بينك وبين إخوتك، خاصة أنهم الأكبر منك وكنت تنتظر منهم أن يكونوا الدعم والسند ويعوضوك والديك الذين فقدتهما. شاركتنا الكثير من التفاصيل ولكننا لم نعرف الأهم، هل كانت علاقتكم على ما يرام قبل الاختلاف على الميراث؟ وهل لك أي علاقة في ابتعاد أخيك عن البيت لذلك تتساءل إذا كنت تتحمل ذنب ذلك أم لا؟ لا نعرف سبب إصراره على الابتعاد عن البيت والخروج منه وعدم حتى تلبية رغبة والدته بأن تراه للمرة الأخيرة قبل رحيلها. إلا أن الدكتورة ريهام عبدالرحمن الباحثة في الإرشاد النفسي والتربوي جامعة القاهرة تقول إن أخوك قد حصل على حقه الشرعي في الميراث أثناء حياة أبيه وأنه ارتضى بذلك ولم يرفض، وبالتالي فأنت لم تتعدى على حقه.
أيضًا ذكرت مدى استجداء والدتك له لكي يقوم بزيارتكم ولكن لم يرضخ لطلبها الأخير، وهذا إن دل يدل على قسوة قلبه وعدم رغبته في البقاء أو التواصل معكم وأضيف إلى ذلك عدم شعوره بالندم بعد وفاة والدته بل فضل العزلة وعدم الاختلاط بكم.
وأضافت إنه ليس هناك أصعب من الخذلان وخاصة عندما يكون بين الأخوة والأقارب وما حدث معك أخي الكريم إنما هو نتاج للطمع وحب الدنيا من جانب إخوتك. وتابعت: مهما كان الاختلاف على الميراث فلا يصح بين الأخوة أن يستحوذ الطمع على قلوبهم فالدنيا فانية ولا تستحق كل هذه الصراعات البغيضة.
أيضا لابد أن تعرف السبب الرئيسي للاختلاف هو التربية على الطمع والأنانية وحب الذات على حساب أقرب الناس، وقد يكون في ذلك عبرة وعظة لك أن تنشىء أبنائك على حب الخير للآخرين وعلى العدل في المعاملة بينهما، ويكفي أن تعلم أن قطع صلة الأرحام من أسباب غضب الله عز وجل.
وبالتالي أنصحك بالسؤال عنهم وتفقد أحوالهم مهما أساءوا إليك مع معرفة السبب المباشر والكامن في نفوسهم وراء هذه المعاملة القاسية، كما أنصحك بعدم تحميل نفسك فوق ما ينبغبي.
صفحة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة