أكرم القصاص - علا الشافعي

خدمة وشوشة: "تزوجت لأهرب من قسوة أسرتى وبعد 9 سنوات ما زلت أفتقد الحب"

الإثنين، 20 فبراير 2023 09:00 م
خدمة وشوشة: "تزوجت لأهرب من قسوة أسرتى وبعد 9 سنوات ما زلت أفتقد الحب" وشوشة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تزوجت منذ 9 سنوات، وقبلها كانت حياتي صعبة جدًا مع أهلي، لم يفهموني أبدًا وأبي كان يعاملني بقسوة شديدة، كان يحاصرني ودائمًا شكاك، وبسبب قيوده وافقت على أول عريس طرق بابي وتزوجت فورًا، مشكلتي أنني الآن أبحث عن الحب طيلة الوقت، أنا أحب حماتي أشعر أنها عوضتني عن أمي، ولكن زوجي لا أحس معه بالحب، أنا أيضًا أم لثلاثة أولاد، دائمًا عصبية ودائمًا أشعر أنني ندمانة وأنني تسرعت في الزواج.

زوجي طيب جدًا ولكنه عنيد ودائمًا ينفذ رأيه فقط. أحيانًا يذكرني بأبي وفي أول زواجي مررت معه بأيام صعبة جدًا، ولكن خوفي من أبي جعلني أخاف من أن أغضب وأترك البيت، فحاولت أن أتأقلم فقط مع نظام البيت.

في الفترة الأخيرة فتحنا مشروع صغير، دكان بقالة عند البيت، وشعرت فجأة أنني تعلقت بشاب يأتي ليشتري مني بقالة من وقت لآخر. شعرت بإعجاب تجاهه وأريد أن أراه دائمًا، لكنني لم أتكلم معه أبدًا خارج حدود التعامل التجاري. أحيانًا أندم على شعوري بالإعجاب، وأحيانًا أندم لأنني تزوجت بسرعة من دون حب ولا أعرف ماذا أفعل. أحيانًا أشعر أنني أتمنى أن أحظى بالحب ولكن حين أنظر لأولادي أضعف أمامهم. زوجي لا يعوضني في الحب ولا أهلي. حتى الكلام لا يمكنني أن أتكلم لا معهم ولا مع زوجي. أشعر بالضياع ولا أعرف ماذا أفعل؟"

****

القارئة العزيزة، افتقاد الحب والقبول والأمان في سنوات نشأتك في بيت أسرتك هو شكل خطير من أشكال الأذى النفسي، فحسبما ذكر كتاب "تاروت العلاقات" يعد "نقصان الحب والقبول الأسري أكبر من أي قوة عنف أو رفض يتعرض لها المرء عبر سنوات عمره"، وهو "أحد جروح الطفولة الخمسة الأكثر تأثيرًا في حياة البالغين". لكن الكتاب نفسه يقول إن التعرض لصدمات في الطفولة ليس مسؤوليتنا، ولكن التعافي منها مسؤوليتنا وتخطيها حماية لنا من الألم.

وضعتِ يديك على جانب مهم من المشكلة حين ربطتِ بين شعورك بالإعجاب نحو شاب غريب وبين افتقادك الحب من أسرتك ومن زوجك. ولكن هذا لا يمكن أن يكون مبررًا للخيانة، التي نحمد الله، ونحييكِ لأنك لم تتورطي فيها بعد.

وتقول الدكتورة عزة زيان استشاري العلاقات الأسرية إنه من الضروري فهم الأسباب التي أدت إلى المشكلة لمنع تكرارها معك أو حتى مع أشخاص آخرين. وأضافت: أساس المشكلة أنك تزوجتِ بدون اقتناع كامل بهذا الزوج، إنما كان دافعك للزواج المعاملة السيئة من الأهل والرغبة في الهروب من البيت، فضلاً عن قسوة الأب وشكوكه الكثيرة.

للأسف لهذا السبب لم تتمكني من التعرف على زوجك جيدًا قبل الارتباط به ولم تحدث مرحلة الانجذاب وهي مرحلة مهمة جدًا لتقوية العلاقة بينكما، كما أنك كنتِ ترسمين صورة غير حقيقية عن الزواج. كل هذه المشاكل تفاقمت مع مرور الوقت ومع صعوبات الزواج المعتادة وأصبحت تزعجك الآن رغم أنك الآن مستقرة في بيت وأسرة وعندك أطفال.

من أسباب المشكلة أيضًا أنك طيلة الوقت تفكرين في العوض عن الاحتواء والحنان المفتقد في الأسرة، ولكن الحقيقة أنه لا يمكن لأحد تعويض الأسرة وحبهم ودورهم، وحب الزوج واحتوائه يكون له أشكال أخرى مختلفة عن حب الأسرة وليس دوره أن يعوضك عما افتقدتيه في بيت الأب.

شعورك بالإعجاب نحو شخص آخر هو مجرد وهم آخر، فكما يقولون "العشب على الضفة الأخرى دائمًا أكثر اخضرارًا" أنتِ تفكرين الآن بنفس الطريقة التي فكرتِ بها حين قررتِ الزواج من أول شخص يدق بابك للهرب من قسوة بيت والدك، دون حساب قرارك جيدًا والتفكير في تبعاته.

من المهم من أجل أطفالك وزوجك الذي تقرين أنه شخص طيب، لكنه كأي شخص آخر له عيوبه، أن تركزي على تحسين علاقتك به. اقتربي منه أنتِ ولا تنتظري أن يقترب هو منك، وركزي على مزاياه لا على عيوبه، فهناك قاعدة علمية تقول "ما نركز عليه يزداد ويكثر" لذا من المهم أن تركزي على المزايا الخفية التي لم تكتشفيها في زوجك في السابق. استثمري في علاقتك بحماتك التي تشعرين أنها تعوضك علاقتك بأمك. وركزي على إصلاح علاقتك بأولادك وأن توفري لهم حياة جيدة، وتذكري كلما فقدتِ أعصابك وعاملتيهم بعصبية أنه من الضروري أن يستمتعوا بحنانك ولا يفتقدوا ما سبق وافتقدتيه وعرفتِ كم كانت خسارته فادحة.

صفحة وشوشة (3)
صفحة وشوشة 
 
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة