مؤكد أن القنوات الوثائقية أصبحت أحد روافد الإعلام الهادف في ظل عالم يمر بكثير من الاضطرابات فى كافة المجالات والأحداث المتسارعة، خلاف حالة البلبلة التي يستهدفها المغرضون من خلال التضليل والتشكيك والشائعات لقتل كل ما هو جميل وتزييف الحقائق، وهنا ببساطة يأتى دور مثل هذه القنوات لترسيخ القيم والمفاهيم المعتدلة بعيداً عن مغالطات ومهاترات هؤلاء المغرضين، خاصة أن هذه النوعية من القنوات تعتمد على رصد الواقع ما يجعل مضمونها أكثر تأثيرا عند كل المشاهدين، مما يجعلها أداة مهمة لتشكيل الوعى وتكوينه والحفاظ على هوية المجتمع، وهنا يكمن سر تزايد الاهتمام بمتابعة القنوات الوثائقية خلال الفترات الماضية فى ظل كثرة الأحداث.
والسؤال الذى يطرح نفسه.. هل يجوز أن مصر - الحضارة والتاريخ والفن والريادة - لا تمتلك قناة وثائقية؟، لذلك فإن امتلاك قناة وثائقية تطور كبير وفى غاية الأهمية والضرورة، وخطوة مقدرة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لأنها ستكون سلاحا مهما في صناعة الوعي فى ظل امتلاك مصر مواد خام لا تقدر بثمن، ما يحقق لها الأفضلية والسبق.
وما يجب أن نعلمه أيضا، أن ما يُميز القنوات الوثائقية أنها تقدم موضوعاتها بطريقة نوعية، بها إيقاع متوازن بعيدا عن الرتابة والملل، وذلك من خلال جاذبية التعليق الصوتى ونقاء الصورة، وتوظيف التقنيات التكنولوجة الحديثة المستخدمة في أماكن التصوير الداخلية والخارجية، ما يجعلها قُبلة للمشاهد للاستمتاع والمعرفة فى نفس الوقت.
خلاف أن الوثائقيات واحدة من آليات القوة الناعمة الفاعلة التى تخاطب العقل والوجدان، لذا فإن القناة الوثائقية تمثل جانبا مهما في صناعة القوة الناعمة لأى دولة، لأنها تعمل على فتح آفاق من المعرفة فى شتى المجالات، وتساهم فى كشف الحقائق الغائبة من خلال الرصد والتوثيق والتحليل للوقائع والشهادات التاريخية، مما يحقق قدرا من الشمول والجاذبية.
لذا، فإن اعتقادى أن توثيق كل ما حدث ويحدث أمام الأجيال الحالية والقادمة في ظل سيطرة حياة السوشيال ميديا عليهم، وحروب الجيل الرابع الشرسة التي تستهدف العقول حتى ولو قتلت القلوب، أمر في غاية الأهمية والضرورة، ويستلزم فعلا تقديم المعلومات فى سياقها التاريخى والسياسى والاجتماعى، وخلفيات الأحداث والوقائع فى إطارها الحقيقى، خاصة أن الأخبار لوحدها لا تكفى، لذلك فإن امتلاك مصر لقناة وثائقية حُلم قدر الله أن يتحقق على أرض الواقع..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة