فى حكم تاريخى، أصدرت محكمة النقض حكمها ببراءة سيدة من محافظة الدقهلية، بعد حبسها لمدة 6 أعوام بينها 4 سنوات ارتدت فيها بدلة الإعدام ذات اللون الأحمر.
وقال القضاء المصرى كلمتة عندما أسدل الستار على قضية هى الأغرب من نوعها ، والتى امتدت على مدار 6 أعوام كاملة تنظر أمام القضاء، حكم على السيدة "كريمة" مواطنة من محافظة الدقهلية بالإعدام وبعد مرور 6 أعوام كاملة خلف القضبان، 4 أعوام منها مرتدية البدلة الحمراء ومنتظرة تنفيذ حكم بالإعدام، بعد إتهامها بمقتل زوجها عن طريق مادة سامة وضعت له داخل كوب القهوة، حيث عثر الأهالى على جثمانة ملقى داخل إحدى الأراضى الزراعية.
وسادت حالة من السعادة داخل مدينة محل الدمنة، مسقط رأس السيدة "كريمة" والتى تعد من أغرب القضايا ومن بين الأحكام التاريخية للقضاء المصرى، فعندما تتحدث إلى شخص وتحكى أن سيدة تواجه حكم الإعدام وتنتظر تنفيذه فى أى وقت لتفارق الحياة، ليتغير الحكم عليها إلى حكم بالبراءة، وليس تخفيف العقوبة وتبديلها بحكم آخر بل هو حكم عوده هذه السيدة للحياة مره أخرى، عودتها لأحضان فتياتها، التى كانت تاخذ الاذن داخل السجن بارتداء ملابس بيضاء اثناء زيارتهن لها، وتستجيب إدارة السجن حتى لا يكونوا سبب فى فزع الفتيات وروية والدتهن بملابس الإعدام.
أثناء الاحتفال بالسيدة كريمة
وتعود أحداث الواقعة إلى عام 2017، حيث شهدت مدينة محل الدمنة التابعة لمحافظة الدقهلية، واقعة العثور على جثمان شخص ملقى داخل إحدى الأراضى الزراعية داخل نطاق المدينة، وقالت كريمة زوجى "محمد" خرج من منزل الزوجية فى مدينة محل الدمنة، وتوجه إلى منزل أسرتة فى مدينة منية النصر وتغيب لمدة أسبوع، وعند وصولنا إليه كان عن طريق عثور الأهالى على جثمانة داخل إحدى الأراضى الزراعية الموجودة بالمدينة، وتم إبلاغ الشرطة والتى أتت وألقت القبض عليا وبدأت التحقيقات معى والبحث وراء الجريمة.
وتروى السيدة "كريمة" لـ "اليوم السابع" تفاصيل تبرئتها بمحكمة النقض من حكم الإعدام، مؤكدة أنها كانت تحب زوجها وعاشت معه حياة بسيطة هادئة، وأنجبت منه فتاتين وحزنت كثيرا على فراقة، وأنها تفاجئت بكل ماحدث لها على مدار الـ 6 أعوام السابقة التى قضتهم خلف القضبان، تحاسب وتعاقب على جريمة لم تقترفها أو أن تكون سببا فى تدمير فتياتها وتركهن بدون سند فى الدنيا، فالأب توفى والأم خلف القضبان تعاقب على جريمة إنهاء حياة والدهما، لتمر على " كريمة" أيام صعبة ما بين التفكير فى زوجها أو جريمة قتله والتى تعاقب هى عليها وواجهت بسببها حكم الإعدام الذى سيكون سببا فى فراق أعز ما تملك وهما فتاتين فى عمر الزهور.
وقالت "كريمة":"ربنا الحكم العدل وماحدث معى هو رسالة من المولى بأنه سامع ومطلع على عباده، واستجاب لى بأن أكون وسط بناتي، بعد مرور أصعب ايام كنت انتظر فيها تنفيذ حكم الإعدام فى أى وقت، فعندما اسمع صوت أقدام أو صوت باب الزنزانة لا اقدر على الحركة أو النطق حتى اصيبت بجلطه فى قدمى من الرعب، وليالى كاملة لا أرى فيها طعم النوم والتفكير يقتلنى من شده الخوف وانتظار مصيرى مع التفكير فى مصير فتياتى اللاتى تركتهن بدون سند فى الدنيا، لكن رحمه المولى وسعت كل شئ، وإستجاب لدعائى وحول خوفى إلى طمانية وعدت للحياة مره أخرى فى أحضان فتياتى بفضله وفضل القضاء المصرى الذى لايضيع حق أحد ابدا حتى مع وصولة للمراحل النهائية والحكم إنهاء حياته شنقا".
وتضيف "كريمة": "وخلال 6 أعوام من التقاضى قضيتهم خلف القضبان من بينهم 4 أعوام تحت حكم الإعدام مرتدية البدلة الحمراء وفى انتظار قرار محكمة النقض بقبول النقض أو رفضه، لكن خلال هذه المدة لم أترك فرض من الصلاة وأناجى ربى أن ينتقذنى لأنى بريئه من تلك التهمه، ومع خوفى الدائم من تنفيذ الحكم عليا بالإعدام لم أشك للحظة فى قدرة الله على إنقاذى من هذه الجريمة، وكنت دائمه التفكير فى فتياتى وعن مصيرهم ومستقبلهم من بعدى".
بالاحضان إستقبال أهل البلد للسيده
واختتمت" كريمة ": كل الشكر للمولى عز وجل الذى وهبنى الحياة إحساس لا يوصف بعد أن الهمنى الصبر على قضاء مده 6 سنوات خلف القضبان، إستجاب لدعائى وأرسل جنوده فى الأرض لإنقاذى "القضاة"، كل الشكر للقضاء المصرى ولكل شخص يراعى ضميره، فالقاضى راجع قضية مر عليها 6 سنوات كاملة منهم اكثر من نصفهم وانا محكوم عليا بالإعدام، ومهما اقول لا اتمكن من التعبير عن ما بداخلى تجاه ما حدث معى، الحمد لله وشكرا قضاء مصر العادل.
وقالت "صابرين محمد" ابنة السيدة "كريمة": كنت فى الصف السادس الإبتدائى، وتفاجأت بمديرة المدرسة تقوم بإستدعائى، وتوجهت بالفعل إلى مكتبها وشاهدت زحام شديد، وتفاجئت بحديث شخص من بينهم يقول تعالى عاوزينك، بعدها أدركت أننى داخل قسم شرطة محل الدمنة، ويقوموا بسؤالى عما حدث لوالدى وأنا لا أعرف شئ، لكن انتابتنى حالة من الحزن الشديد والخوف على أمى بعد علمى أنها هى المدانه فى مقتل أبى، وبعدها عدت إلى منزلى ولم أجد أمى، تركتنى أنا وشقيقتى وحدنا دون سند فى الدنيا".
أكملت "صابرين": كانت أصعب أيام حياتى وكنت أسير فى الشارع دون هوية ولا أحب التعامل مع الناس، وبعض من زملائى والأطفال يحكون عن ما حدث وأن والدتى قتلت والدى، وكنت أغلب الأوقات اتهرب من مواجه أهل البلد، لا أعرف ما يحدث من حولى، ومابين التفكير فى فقدان والدنا ولحظه تلقى خبر تنفيذ الحكم على والدتنا ووفاتها، تنتابنى انا وشقيقتى حالة من البكاء، والتفكير فى مصيرنا ومستقبلنا الذى لايعلمة إلا الله، عشنا أيام صعبه من عمرنا حتى جاء الرد من السماء وأصدر القضاء المصرى حكمه ببراءه والدتى".
دموع ممزوجة بالفرحه احتفالا ببراءه السيدة
دموع ممزوجه بالفرح من صابرين البنت الكبرى
سيدة تنجو من حكم الإعدام بعد ارتدائها للبدله الحمراء 4 سنوات في الدقهلية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة