وبما أننا فى أعماق أزمة اقتصادية عالمية تنسحب آثارها السلبية علينا بقوة، وكما نعلم جيداً أن الدولة تبذل قصارى جهدها لتخطى تلك الأزمة فى محاولات متتالية لتقليص حجم التضخم الذى قد خرج عن السيطرة.
وبما أن تحويلات المصريين بالخارج ستشكل فارقاً أساسياً بخطوات تجاوز الأزمة، فلابد من تأمينها جيداً فى محاولة لجذب أكبر قدر من تلك التحويلات.
وبقدر أهمية هذا الملف تحديداً بتلك الآونة، فقد أرسل لى أحد الأصدقاء، والذى كان يعمل بأحد البنوك الكبرى بالمملكة العربية السعودية حتى عام مضى، ليحكى لى عن ظاهرة مريبة قد شاهدها هناك مرات كثيرة وتأكد من انتشار تلك الظاهرة بمعظم دول الخليج.
وهى كالتالى حسب روايته:
"أنا منذ أكثر من سنة قبل ما أنزل مصر كنت بعمل بأحد البنوك الكبرى فى السعودية ولاحظت وحضرتك تعلمى أن أى مصرى مغترب عندما يرغب فى تحويل مبلغ مالى لابد أن يكون له قاعدة بيانات فى أحد البنوك أو مراكز التحويل المصرح لها بتحويل أموال من بلد لبلد آخر، وكل منهم يخضع لضوابط وقوانين خاصة بالبنك المركزى السعودى مثل مثلا حجم المبلغ أو خطاب من الكفيل يثبت أحقية المحول للمبلغ بما يتناسب مع راتبه خاصة فى المبالغ الكبيرة.. الخ من الضوابط.
لاحظت انتشار ظاهرة غريبة جدا خاصة بالمصريين وهى انتشار أناس مصريى الجنسية عند مراكز التحويل تصطاد العملاء وتقنعهم أنهم سيقومون بتحويل المبلغ لهم بطريقتهم الخاصة وبدون رسوم تحويل ولن يتسلموا منهم أى مبلغ إلا بعد التأكد من استلام المحول إليه الفلوس وبالفعل يقوم المحول من السعودية بالاتصال بمصر بالشخص المحول إلية ويتأكد من استلامه المبلغ المتفق عليه ويعطى قيمته بالمعادل بالعملة الصعبة للشخص الذى لا أعرف هو تابع لمين وكلهم مصريين للأسف ومنتشرين أمام البنوك ومكاتب التحويل وهذه الظاهرة ليست فقط بالسعودية بل منتشرة أيضا بدول الخليح ولا أعلم لصالح من، ياريت لو حد يقدر يتبنى هذا الموضوع وينشره لانه خطر فعلا على البلد".
أعتقد أن الأمر واضح بما فيه الكفاية دون الحاجة لمزيد من الشرح، فهناك للأسف مصريين يتخصصون بمنع التحويلات الخارجية للعاملين بالخارج بالعملة الأجنبية ويقفون بشكل منظم حائلاً دون وصولها إلى مصر عن طريق بعض الإغراءات والتسهيلات التى يقبلها المصرى تجنباً للإجراءات والرسوم وخلافه، فلا تدخل البلاد تلك العملات ويأخذها هؤلاء الوسطاء الذين حتماً تم نشرهم وتوجيههم لصالح جهة ما ذات أهداف بعينها .
نهاية :
أتمنى أن يكون هناك تدخلاً قدر المستطاع للسيطرة على هذه الكارثة التى تضر بمصالحنا وتستهدف تصاعد واستمرار أزماتنا.
فبكل تأكيد سيكون هناك تعاون بيننا وبين الأشقاء العرب لوقف ومنع هذه الظاهرة، فما يضرنا لن يسعدهم وهمنا جزء من همومهم، فما زلنا وسنظل أمة واحدة رغم كيد الكائدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة