تسببت لوحة منسوبة للفنان محمود سعيد فى الكثير من الجدل على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بين الفنانين التشكيليين ما بين مؤيد أن لوحة "حلاق القرية" ترجع لمحمود سعيد، والبعض الآخر يؤكد أنها لا تمت للفنان بصلة.
وقال الفنان الكبير محمد عبلة، إننا لاحظنا أن نقادا تشكيليين يقومون باستخراج شهادات معتمدة بأسمائهم لتوثيق الأعمال الفنية لرواد التشكيليين، وهذا بالطبع أمر غريب وغير منطقى، ويلجأ لهم مقتنو الأعمال الفنية للوثوق فى خبراتهم وسمعتهم فى الحركة التشكيلية، كما أن الثمن الذى سيدفعونه مقابل توثيق هذه الأعمال رخيص للغاية مقارنة بالجهات العالمية المختصة.
وأوضح محمد عبلة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن الجهات المختصة التى تستخرج شهادات توثيق للأعمال الفنية تعتمد على خبراء فى تحليل الألوان، كما أن اللوحات تدخل معامل فنية للمعالجة والكشف، ولابد أن يكون الخبراء لديهم دراسة كافية فى علم تاريخ الفن والكمياء وبالتكنولوجيا وما إلى ذلك.
وأشار محمد عبلة إلى أن الكشف عن الأعمال الفنية للتأكد من أصليتها يحتاج إلى مبالغ ضحمة تقدر بـ10% من ثمن العمل الفنى، وإذا تم التأكد من أصليتها يتم استخراج شهادة معتمدة من قبل الجهات المختصة العالمية مثل دار كريستيز وسوثبى خاصة أنهم لديهم مزادات لبيع الأعمال الفنية المصرية، وهذا ما حدث معى بشكل شخصى حيث استطرد" كنت فى سويسرا وقمت بشراء لوحة فنية قديمة، وشعرت أن اللوحة لفنان أوروبى ولجأت إلى دار كريستيز للتأكد من اللوحة ترجع للفنان الشهير، وبالفعل تم التأكيد أنها للفنان وطالبت كريستيز دفع مبلغ مالى للحصول على شهادة توثيق للوحة، ولكنى رفضت لأنى لم أرغب فى بيعها".
وتابع محمد عبلة، أننا لدينا عمليات تزوير للأعمال الفنية ولكن ليس بشكل كبير لأن الفن التشكيلى لدينا لم يمر عليه مئات السنين فهو يعتبرا حديثا، فمن يقوم بتزوير الأعمال الفنية يستهدف رواد الفن التشكيلى الذين تباع أعمال الفنية بـملايين الجنيهات، مضيفا انه بشكل شخصى هناك من قام بتزوير عملين له ليجنى من ورائهم مبالغ مالية كبيرة.
واستطرد محمد عبلة، أنه من الممكن ان اللوحات الفنية المزورة يجنى من ورائها ملايين الجنيهات فعلى سبيل المثال لوحة الموناليزا لدافنشى يوجد منها 7 سنخ فى العالم واحدة فقط اصلية المعروضة فى اللوفر باريس والـ 6 الباقية مزورة ولكنها حاليا تباع بالملايين على الرغم من أنها مزورة وهذا يرجع إلى أن هذه اللوحات مر عليها مئات السنين أيضا فاستخدام الخامات والالوان والتقليد للعمل الفنى جعل منها قيمة كبيرة.
وأكد محمد عبلة، أن لا نقابة الفنانين التشكيلين، ولا قطاع الفنون التشكيلية، جهات يمكن الرجوع لهما فى حالة التأكد من أصلية اللوحات لأن الموضوع ليس بسهل على الإطلاق، لأن لابد أن يتوافر خبراء ودارسو فنون وكيمياء وتاريخ ولابد من توافر معامل لمعرفة أصلية اللوحات ونحن للاسف نفتقر لهذه الادوات، فمن يريد التأكد من اصليه الأعمال قبل شرائها لابد من الرجوع إلى المزادات العالمية.
وأفاد محمد عبلة، أن جهاز بصمة اللوحات الموجود بقطاع الفنون التشكيلية يقوم بتصوير اللوحات الموجودة عنده بالاشعة السينية، قبل إعارتها للخارج، حتى لا تحدث عملية تزوير لأن القطاع بيحصل على صورة مطابقة للعمل الفنى، لا يستطيع هذا الجهاز الكشف على اللوحات للتأكد من أصليتها أم أنها مزورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة