أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: مصر وضحايا تركيا وسوريا.. هل يوقظ الزلزال قلوب العالم؟

الأربعاء، 08 فبراير 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مأساة كبرى يعيشها سكان المناطق المنكوبة من الزلزال المدمر فى كل من تركيا وسوريا، وهو أحد أقوى الكوارث خلال القرن الواحد والعشرين، الأمر الذى يستدعى تضافرا دوليا وإقليميا لمواجهة آثاره، وتقديم الإغاثة لضحاياه.
 
الزلزال المدمر ترك آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين، وكانت المشاهد التى عرضت صعبة وكاشفة عن مآسى محزنة، خاصة أن مثل هذه الكوارث تجعل من الصعب على السلطات المحلية التعامل مع الآثار المدمرة، وتأتى هذه الكوارث وسط أزمة اقتصادية عالمية تترك آثارها على دول العالم، وتنعكس بالسلب على سكان الكرة الأرضية، وتستدعى تدخلا دوليا عاجلا بشكل يمكن من تقليل الآثار الناجمة عن هذه الكوارث.
 
الشعب المصرى تابع آثار الزلزال، وأعرب عن تضامنه مع ضحاياه فى تركيا وسوريا الشقيقة، وظهر التضامن الشعبى والرسمى مع الأشقاء فى سوريا، والذى عبرت عنه الدولة بكل مؤسساتها الرسمية والأهلية.
 
ومنذ اللحظة الأولى أعلنت مصر تقديم تعازيها للشعبين التركى والسورى فى ضحايا الحادث، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن خالص التعازى لشعبى سوريا وتركيا، ولأسر ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب منطقة شرق المتوسط، وأكد تضامن مصر الكامل مع الشعبين السورى والتركى، واستعدادها لتقديم كل أوجه المساعدة لهما لمواجهة آثار ذلك الزلزال، وأجرى الرئيس اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السورى بشار الأسد، معربًا عن خالص التعازى فى ضحايا الزلزال المدمر، وتضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق فى هذا المصاب الأليم، مشيرًا إلى توجيهات بتقديم كل أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة فى هذا الصدد إلى سوريا، كما أجرى الرئيس اتصالا آخر بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان وقدم له التعازى والمواساة فى ضحايا الزلزال المروع، مؤكداً تضامن مصر مع الشعب التركى الشقيق، وتقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية لتجاوز آثار هذه الكارثة.
 
وفور وقوع الزلزال أجرى وزير الخارجية سامح شكرى، اتصالًا مع الدكتور «فيصل المقداد» وزير خارجية سوريا، لتقديم العزاء فى ضحايا الزلزال المروع الذى تعرضت له الشقيقة سوريا، ونقل إلى نظيره السورى قرار الدولة المصرية بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة تضامنًا مع الجمهورية العربية السورية فى مواجهة تداعيات تلك الكارثة، وبدأت منذ اللحظات الأولى إجراءات الجسر الجوى المصرى مع سوريا.
 
مصر والدول العربية أعلنت تضامنها مع الشعبين التركى والسورى، وعرضت تقديم المساعدات، خاصة أن سوريا ما تزال تواجه تداعيات الحرب، والزلزال عزل أجزاء من شمال سوريا، التى أعلنت منطقة كوارث، بسبب عدد الضحايا الكبير، الرئيس السورى أعرب عن شكره للجهود المصرية، وارتفعت أصوات تطالب المنظمات الدولية برفع العقوبات عن سوريا حتى يمكن تمكين الإغاثة من الوصول للمناطق المنكوبة.
 
هذه الكارثة الطبيعية التى تأتى وسط تأثيرات الأزمة العالمية، تستدعى تحركا دوليا لوقف الحرب، والسعى لمواجهة تحديات على جبهات متعددة، وهو ما دعا له الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27»، وقال إن الأرض تواجه تأثيرات قوية للتغير المناخى، وقبلها فيروس كوفيد، وغيرها من التحديات التى تسبب الفقر والجوع فى مناطق مختلفة من العالم، وبالتالى يفترض أن تنصرف الدول الكبرى والمنظمات الدولية للتعامل مع هذه التأثيرات.
 
ولا تتوقف مصر عن الدعوة لدعم الاستقرار والسلام، والمسارات السياسية فى الدول التى تواجه مشكلات سياسية، لتقليل الصراع وتقوية فرص الحوار، فلم تكسب الدول من الصراع سوى الخراب والفوضى واللاجئين، وهو ما يفرض على العالم الانتباه إلى أن التحديات التى يواجهها البشر تستدعى التضامن الدولى، وتفرض على الدول العربية الانطلاق من الفعل، لبناء مواقف داعمة للتهدئة والاستقرار، حتى يمكن مواجهة التحديات بشكل جماعى، يخفف عن الضحايا ويسهل تقديم المساعدات.
 
ربما تكون كارثة الزلزال قادرة على تعديل مسارات السياسة لتقليل الصراع ومواجهة التحديات، فهل يوقظ الزلزال قلوب العالم وينبه لما يواجهه البشر من تحديات؟
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة