سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 فبراير 1980.. وفاة الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز «موسيقار الكلمات» الذى حملت أغانيه «أضعاف بلاغة المئات من قصائد الشعر العربى»

الخميس، 09 فبراير 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 فبراير 1980.. وفاة الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز «موسيقار الكلمات» الذى حملت أغانيه «أضعاف بلاغة المئات من قصائد الشعر العربى»   مرسى جميل عزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل الشاعر مرسى جميل عزيز مستشفى المعادى العسكرى فى 13 مارس 1979، ثم سافر إلى أمريكا للعلاج على نفقة الدولة، لكن لفظ أنفاسه الأخيرة فى 9 فبراير، مثل هذا اليوم، 1980، تاركا إبداعا شعريا غنائيا متفردا، فهو بوصف يحيى حقى فى كتابه «خطوات فى النقد»: «شاعر مرهف الحس، بارع الإشارات، حلو العبارة، ويعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد»، كما يطلق عليه الكاتب والروائى خيرى شلبى لقب «موسيقار الكلمات»، وهو عنوان الكتاب التذكارى الذى وضعه عنه، فى يونيو 1995.
 
يذكر «شلبى» أن مرسى جميل عزيز ولد بالزقازيق، 9 يونيو 1921، لأب من كبار تجار الفاكهة بمحافظة الشرقية، وحصل على البكالوريا من مدرسة الزقازيق الثانوية ليلتحق بكلية الحقوق، وأتاح اليسر المادى لوالده توفير المصادر التى ترقى بمواهبه الأدبية والفنية، حيث شب عاشقا للأدب والشعر والموسيقى والتصوير الفوتوغرافى، كذلك أثر تفتح مداركه على الفواكه بألوانها وأشكالها البديعة فى إثراء وجدانه وإرهاف مشاعره، وأمدته نداءات باعة الفاكهة، وما حفظ من التراث الشعبى من أغنيات بمعين لا ينضب من الصور الشعرية شديدة الثراء والجمال.
 
انفجرت مواهبه الشعرية مبكرا، وفيما يذكر «شلبى» أن «الفراشة» هى أغنيته الأولى وأذيعت عام 1939، ألحان رياض السنباطى، وغناء حياة محمد، فإن المؤرخ الفنى الدكتور نبيل حنفى محمود، يذكر فى كتابه «معارك فنية» نقلا عن جريدة «الراديو المصرى»، أنها كانت فى الساعة الحادية عشرة وخمس وعشرين دقيقة مساء السبت 4 سبتمبر 1943.
 
حدد «مرسى جميل عزيز» مساره فى شعره الغنائى، قائلا: «لما بدأت كتابة الأغانى كان فيه نوعان من الأغانى، نوع متأثر باللغة الفصحى زى أغنيات أستاذ أحمد رامى مثلا، والنوع الثانى الأغانى المصرية اللى موجودة فى الشوارع والغيط وعند السواقى، لكن فى الإذاعة مش موجودة، فحبيت أعمل أغانى وسط بين النوعين»، وفقا لما جاء فى التقرير الصحفى عن أشهر تصريحاته، إعداد محمد عبدالجواد، بجريدة «الوطن، 16 فبراير 2021».
 
قادته خصوصيته إلى الشهرة عندما بدت فى أغنيته «يا مزوق يا ورد فى عود» ألحان وغناء عبدالعزيز محمود، حسبما يذكر «حنفى محمود»، مضيفا: «خلال عقد الأربعينيات، قدم أعمالا غنائية ذات قوالب مختلفة منها أغنية «مليش حبايب إلا أنت» ولحنها محمد هاشم وغنتها نجاة على يوم 23 مايو 1945، وفى اليوم التالى قدم أغنية «جميل جميل» ألحان أحمد صدقى فى برنامج «ركن الأغانى الريفية»، والبرنامج الغنائى «يمَ الساقية» ألحان أحمد صدقى وإخراج محمد محمود شعبان مساء الاثنين 22 إبريل 1946».
 
تميز إنتاجه الغنائى على امتداد مشواره بالغزارة، وأصبح منذ منتصف الخمسينيات فى صدارة الصف الأول للشعراء الغنائيين، بتقدير حنفى محمود، ونشبت معركة هائلة حول أغنيته «يامه القمر ع الباب» لفايزة أحمد بفيلم «تمر حنة» عام 1957، حيث اتهمها النائب البرلمانى سيد جلال بالخلاعة والانحلال، والميوعة وإثارة الشباب والشابات، وانتقلت الأزمة إلى الأردن فمنعت الأغنية، ما دفع كاتبا بوزن عباس العقاد إلى الدفاع عنها قائلا: «الأغنية فيها من البلاغة أضعاف المئات من قصائد الشعر العربى، وإذا لم تفتح الأبواب لهذا الصوت الجديد «فايزة أحمد» بتلك الكلمات فبأى كلمات ستفتح؟».
 
لم يصمد هذا الهجوم، وأصبحت «يامه القمر ع الباب» من جماليات الغناء العربى كباقى أغنيات مؤلفها، والذى بدأ مع عبدالحليم حافظ بأغنية «مالك ومالى يا أبو قلب خالى»، ثم توالت روائعه معه أبرزها «فى يوم فى شهر فى سنة، ليه تشغل بالك، يا خلى القلب، بأمر الحب، أعز الناس، بتلومونى ليه، حبك نار، الليالى، الحلوة، بلدى يا بلدى» وغيرها، ولفريد الأطرش «ماتحرمش العمر منك، زمان يا حب، اسمع لما أقولك، أنا وانت وبس»، ولأم كلثوم ثلاثيته الرائعة «ألف ليلة وليلة، سيرة الحب، فات الميعاد».
 
ومع نجاة الصغيرة «أنا باستناك، أما براوة، لو يطول البعد، غريبة ومنسية، حبيبى لولا السهر، إيه هو ده، يا نيل يا أسمرانى»، ولفايزة أحمد «أنا قلبى إليك ميال، بيت العز، ليه يا قلبى، يالاسمرانى»، ولشادية «يا قلبى سيبك، شبكنا ستايره حرير، على عش الحب، عطشان يا صبايا» ولمحرم فؤاد «رمش عينه، الحلو داير شبكها، دارى جمالك، يا غزال إسكندرانى»، ولا يعد هذا حصرا بأغانيه فمجموعها يصل إلى نحو ألف أغنية.  من بين هذا الإنتاج الغزير، يضع نبيل حنفى محمود أغنيتين لمرسى جميل عزيز فى مكانة خاصة هما «بلدى أحببتك يا بلدى» وقدمها محمد فوزى فى 23 يناير 1955، مؤكدا أنها «القصيدة التى عاشت فى الوجدان الجماعى للمصريين، وتستعيدها أسماعهم وألسنتهم فى مناسباتهم الوطنية»، أما العمل الثانى فهو قصيدة «سوف أحيا» وقدمتها فيروز فى 5 مايو 1955 من ألحان الأخوان رحبانى، وهى القصيدة التى مزج فيها بين التغنى بجمال الطبيعة والتأملات الصوفية.  
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة